أعلنت كتائب القسام الذراع العسكرية لحركة حماس، الإثنين 18 مارس/آذار 2024، أنها تخوض اشتباكات ضارية مع قوات إسرائيلية متوغلة، بالقرب من مستشفى الشفاء في مدينة غزة، بعد ساعات من إعلان الاحتلال الإسرائيلي "اغتيال" مسؤول العمليات في وزارة الداخلية بغزة فايق المبحوح خلال مواجهات بمجمع الشفاء.
وقالت الكتائب في منشور عبر منصة "تليغرام" إنها "تخوض منذ فجر الإثنين اشتباكات ضارية مع قوات العدو (الإسرائيلي) المتوغلة بالقرب من مستشفى الشفاء بمدينة غزة، وتستهدف عدداً من الآليات الصهيونية، موقعة قتلى وجرحى في صفوفهم".
ومنذ فجر الإثنين، تواصل قوة من جيش الاحتلال الإسرائيلي اقتحام المجمع الطبي، على الرغم من وجود آلاف المرضى والجرحى والنازحين بداخله.
وعن العملية في مجمع الشفاء، زعمت القناة "13" العبرية (خاصة) في وقت سابق الإثنين، أنها بدأت بعد "ورود معلومات عن تواجد مسؤولين كبار من حركة حماس في مجمع الشفاء"، وأفادت بـ"اعتقال 80 فلسطينياً من المستشفى، وإصابة جندي بجروح طفيفة، ولا توجد معلومات عن وجود مختطفين (محتجزين إسرائيليين) في المكان".
تأكيد استشهاد العميد فايق المبحوح
في سياق متصل، أكد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي اغتال العميد فايق المبحوح الذي يشغل عملية التنسيق مع العشائر والأونروا لإدخال وتأمين المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة؛ حيث يعاني السكان من المجاعة بسبب الحرب والحصار منذ 6 أشهر.
أضاف: "يمارس العميد المبحوح عملاً مدنياً إنسانياً بحتاً، وكان يتوجب حمايته وعدم التعرض له بموجب القانون الدولي".
واعتبر البيان أن "ارتكاب الاحتلال لمثل هذه الجرائم والمجازر وقتل المدنيين واستهداف القائمين على العمل الإنساني، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أنه يسعى بكل قوة إلى نشر الفوضى والفلتان في قطاع غزة، وإلى منع تسهيل وصول المساعدات الإنسانية إلى مئات آلاف الجوعى في محافظتي غزة والشمال".
وهذه هي المرة الثانية التي تقتحم فيها قوات إسرائيلية المجمع، منذ بداية الحرب على غزة في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، إذ اقتحمته في 16 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، بعد حصاره لمدة أسبوع، ثم انسحبت منه بعد 8 أيام جرى خلالها تدمير ساحاته وأجزاء من مبانيه ومعداته الطبية، بالإضافة إلى مولد الكهرباء.
شهداء وجرحى بمحيط مشتفى الشفاء
واستشهد عدد من الفلسطينيين، وأصيب آخرون، جراء قصف طائرات حربية إسرائيلية مسجداً ومنزلاً في محيط مستشفى الشفاء بمدينة غزة.
ونقلت وكالة "الأناضول" عن شهود عيان، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قصف مسجد "الصابرين" ومنزل عائلة "بكر" بالقرب من مستشفى الشفاء غرب مدينة غزة؛ ما أسفر عن سقوط شهداء وجرحى.
وأشار الشهود إلى أن الشهداء والجرحى ما زالوا في الشوارع "نظراً لعدم قدرة الفرق الطبية على نقلهم إلى المستشفيات بسبب استهداف الجيش الإسرائيلي لأي شخص يتحرك".
وأوضحوا أن طائرات "الكواد كابتر" تحلق بشكل كبير فوق شوارع ومناطق محيط مستشفى الشفاء، وتطلق النار تجاه كل جسم متحرك، لافتين إلى أن قوات إسرائيلية تعتلي أماكن مرتفعة وتطلق النيران بشكل مكثف على منازل المواطنين.
وخلَّفت الحرب الإسرائيلية على غزة عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً وكارثة إنسانية غير مسبوقة، ما أدى إلى مثول إسرائيل للمرة الأولى منذ قيامها في عام 1948، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب "إبادة جماعية".