قُتل شخصان وأصيب آخران بجروح، الأربعاء 13 مارس/آذار 2024، في غارة شنتها طائرة إسرائيلية مسيّرة على سيارة بمدينة صور جنوب لبنان، بحسب ما أفادت به وكالة الأنباء الرسمية.
وقالت الوكالة: "في معلومات غير نهائية، سقوط شهيد فلسطيني داخل السيارة التي استهدفتها المسيَّرة المعادية على طريق صور-الحوش"، مشيرة إلى سقوط "شهيد آخر من التابعية السورية كان على متن دراجة نارية، وتصادف مروره لحظة الاعتداء، إضافة إلى سقوط جريحين (لم تحدد جنسيتهما)".
وحتى الساعة 9:20 (ت.غ)، لم ترد معلومات رسمية حول هوية الفلسطيني المستهدف.
"الاعتداء الأقرب إلى مدينة صور"
وفي خبر مقتضب سابق، قالت الوكالة إن "الطيران الإسرائيلي المسيّر أغار على طريق الحوش جنوب مدينة صور جنوب لبنان، مستهدفاً سيارة سياحية ودراجة نارية ما أدى إلى اشتعالهما".
وذكرت أن "سيارات الإسعاف هرعت إلى المكان"، مضيفة أن هناك "معلومات عن سقوط شهداء"، وبحسب الوكالة، يعدّ هذا "الاعتداء الأقرب إلى مدينة صور جنوب لبنان، إذ يبعد عنها حوالي 2 كلم".
كان جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف وسط سهل مرجعيون بقذيفتين مدفعيتين، في وقت سابق اليوم، وفق المصدر نفسه.
وأمس الثلاثاء، أفادت مصادر لبنانية بأن طائرات حربية إسرائيلية وجَّهت ضربات في عمق لبنان لليوم الثاني على التوالي، فأصابت منشأة تابعة لجماعة حزب الله في سهل البقاع، في حين أعلن الحزب سقوط اثنين من عناصره جراء الضربات، وفق ما نقلت رويترز.
في حين قال جيش الاحتلال إن طائراته المقاتلة "قصفت مركزين للقيادة العسكرية لحزب الله" في منطقة بعلبك؛ رداً على إطلاق الجماعة صواريخ باتجاه شمال إسرائيل في وقت سابق الثلاثاء، وفق البيان.
لبنان يعتزم شكاية إسرائيل في مجلس الأمن
من جانب آخر، أعلن لبنان، الأربعاء، أنه يعتزم تقديم شكوى ضد إسرائيل في مجلس الأمن الدولي لاستهدافها "المدنيين" في محيط مدينة بعلبك شرق البلاد، حيث قالت الخارجية اللبنانية، في بيان، إن وزيرها عبد الله بوحبيب أوعز إلى بعثة لبنان الدائمة لدى الأمم المتحدة بتقديم شكوى ضد إسرائيل في مجلس الأمن.
وأرجعت الأمر إلى "سلسلة اعتداءات إسرائيلية تعتبر الأعنف، بتاريخ 11 و12 مارس/آذار الحالي، استهدفت المدنيين في مناطق سكنية في محيط مدينة بعلبك وقرى مجاورة، ما أسقط ضحايا وجرحى من المدنيين والآمنين العزل".
وقُتل شخصان وأصيب 12 آخرون، الإثنين والثلاثاء، في سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت بعلبك على بعد نحو 100 كلم عن "الخط الأزرق" الفاصل بين لبنان وإسرائيل.
"رغبة إسرائيل بتوسيع الصراع"
الخارجية شددت على أن "الأمر الذي يدعو إلى المزيد من القلق هو أن يأتي هذا التصعيد في مناطق بعيدة عن الحدود الجنوبية اللبنانية"، معتبرة أن "ذلك يدل على رغبة إسرائيل بتوسيع الصراع وجر المنطقة بأكملها إلى حرب قد تبدأ شرارتها من هكذا أعمال عدوانية، وتتحول إلى حرب إقليمية تسعى وراءها الحكومة الإسرائيلية كحبل نجاة للخروج من مأزقها الداخلي".
وحثت الخارجية اللبنانية المجتمعَ الدولي على "الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها المستمرة بوتيرة تصاعدية"، داعية كذلك "أعضاء مجلس الأمن مجتمعين" إلى "إدانة الاعتداءات الإسرائيلية ضد لبنان، والعمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن 1701 بالكامل، للوصول إلى استقرار دائم وطمأنينة على حدود لبنان الجنوبية".
وفي 11 أغسطس/آب 2006، تبنَّى مجلس الأمن هذا القرار الذي يدعو إلى وقف كامل للعمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، وإيجاد منطقة بين "الخط الأزرق" ونهر الليطاني جنوب لبنان، تكون خالية من أي مسلحين ومعدات حربية وأسلحة، ما عدا الجيش اللبناني وقوة الأمم المتحدة المؤقتة "يونيفيل".
تصاعد التوتر بين لبنان والاحتلال
وسبق أن أعلن لبنان مراراً تقديم شكاوى إلى مجلس الأمن جراء انتهاكات عديدة لسيادته ارتكبتها إسرائيل التي تحتل منذ عقود أراضي لبنانية في الجنوب.
و"تضامناً مع قطاع غزة" الذي يتعرض منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 لحرب إسرائيلية مدمرة، يتبادل حزب الله وفصائل فلسطينية في لبنان مع الجيش الإسرائيلي قصفاً يومياً متقطعاً منذ الثامن من ذلك الشهر، ما أسفر عن قتلى وجرحى على الجانبين، غالبيتهم في لبنان.
فيما خلَّفت الحرب الإسرائيلية على غزة عشرات آلاف الضحايا المدنيين، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً وكارثة إنسانية غير مسبوقة بلغت حد مجاعة بدأت تحصد أرواح أطفال ومسنين، بحسب بيانات فلسطينية وأممية.
وتُصر إسرائيل على مواصلة الحرب، بالرغم من مثولها للمرة الأولى منذ قيامها في عام 1948، أمام محكمة العدل الدولية بتهمة ارتكاب جرائم "إبادة جماعية" في حق الفلسطينيين.