أُصيبت الطالبة سلمى اليازجي (14 عاماً) برصاصة في ظهرها استقرت بالقرب من عمودها الفقري، في 25 يناير/كانون الثاني الماضي، ولم تمكن حتى اللحظة من الحصول على الجراحة الحرجة التي تحتاج إليها، بالرغم من أن الإصابة قلبت حياتها رأساً على عقب.
بحسب تقرير لشبكة NBC News الأمريكية، استغرقت الرصاصة ثانيةً لتستقر في ظهر المراهقة سلمى اليازجي. وبعد مضي شهر كامل ولا تزال الرصاصة في ظهرها، وتقول الفتاة: "لم تغير جزءاً من حياتي، بل غيّرت حياتي بأسرها".
لم تكن هناك اشتباكات قريبة، لكنها سمعت صوت رصاصة واحدة تخترق جدران منزل كانت تحتمي فيه مع عائلتها والعديد من أقاربها، وذلك داخل خان يونس في جنوب غزة. وعندما ذهبت للاطمئنان على سلامة بقية أفراد عائلتها، سمعت صوت طلقةٍ ثانية.
وقالت سلمى: "شعرت بألم كبير وحرارة في ظهري، وبدأت أشعر بالدوار"، وعندما وضعت يدها على ظهرها، عادت يدها مخضبةً بالدماء. وأوضحت سلمى لطاقم شبكة NBC News الأمريكية في غزة: "بدأت أصرخ، ثم فقدت الوعي".
"طموحاتها تضاءلت" بعد إصابتها برصاصة في ظهرها
تتمتع سلمى بعقلٍ نابغ. وقد حصلت على منحة في أكاديمية آفاق المرموقة بغزة، حيث قال والدها إنها كانت طالبةً متفوقة. كما كانت تكتب الشعر وتحلم بالدراسة في الخارج.
لكنها قالت إن طموحاتها قد تضاءلت الآن أمام مخاوفها من العيش برصاصة في ظهرها. إذ تعاني سلمى من الألم وتكافح من أجل تأدية مهام الحياة اليومية دون مساعدة، وأضافت بعيون دامعة: "لم يعد لديّ أي طموحات أخرى باستثناء تجاوز هذا الوضع".
يريد إيهاب العثور على طريقة لإخضاعها لعملية جراحية من أجل إزالة الرصاصة والخطورة التي تشكلها على حياتها، علاوةً على "تغيير الحالة النفسية التي تعيشها".
وأردف إيهاب: "أين يمكنني اصطحابها للعلاج؟ ليست هناك أي قدرات على الإطلاق"، في إشارةٍ إلى مستشفيات غزة المكتظة والمنهارة تحت وطأة القصف الإسرائيلي.
منذ لحظة إصابة سلمى بالرصاصة في ظهرها ووصولاً إلى الضغط الساحق المتواصل في انتظار الخضوع للجراحة، أصبحت حياتها تمثل تجسيداً مرعباً آخر لتداعيات العنف على الحياة داخل غزة في وقت الحرب.
ففي يوم إصابتها، يقول والدها إن القوات الإسرائيلية استغرقت سبع ساعات حتى تمنح سيارة الإسعاف الإذن لنقلها، بينما كانت هي تتلوى من الذعر والألم وتفقد الوعي وتستعيده وتنزف من رئتيها.
وبعد اصطحابها إلى مستشفى ميداني في رفح، أظهر فحص الأشعة السينية أن الرصاصة في ظهرها مستقرة بالقرب من عمودها الفقري.
وداخل المستشفى الميداني، قال الأطباء للعائلة إنهم لا يملكون القدرات اللازمة لإخراج الرصاصة.
وأخبروا العائلة بأن الخيارات الوحيدة أمامها هي إما العيش برصاصةٍ في ظهرها، أو مغادرة غزة للحصول على رعاية طبية.
وتحاول عائلتها الآن مغادرة القطاع حتى تحصل سلمى على العلاج الطبي الذي تحتاجه، لكن عملية الخروج بالغة الصعوبة.
إذ قال مدير الهلال الأحمر المصري بشمال سيناء خالد زايد لـNBC News، في يناير/كانون الثاني، إن عدد المرضى والجرحى الذين غادروا غزة عبر رفح منذ بداية الحرب كان نحو 2,100 شخصٍ فقط.