أصدر مركز "صدى سوشيال"، الذي يُعنى برصد وتوثيق الانتهاكات الرقمية ضد المحتوى الفلسطيني، بياناً أعرب فيه عن قلقه الكبير من اجتماع إدارة منصة "تيك توك" مع مسؤولين إسرائيليين، في ظل الانتهاكات التي تُمارس بحق المحتوى الفلسطيني، وفق البيان الذي نُشر الثلاثاء 6 فبراير/شباط 2024.
وجاء البيان تحت عنوان "تيك توك تتعاون مع نظام متهم دولياً بارتكاب إبادة جماعية"، مشيراً إلى أن جنوب أفريقيا التي رفعت دعوى قضائية أمام محكمة العدل الدولية ضد إسرائيل بتهمة ارتكاب الإبادة الجماعية ضد الفلسطينيين في غزة، استندت في مرافعتها لمقاطع مصورة نشرها جنود الاحتلال في غزة عبر "تيك توك".
أشار بيان المركز، الذي يتخذ من رام الله مقراً له، إلى أن تلك المقاطع المصورة توثق احتفال جنود الاحتلال بتفجير المنازل والمباني، والتنكيل والتمثيل بالفلسطينيين وإهانتهم، وكتابة أمنياتهم على القنابل التي ألقتها الطائرات الإسرائيلية على قطاع غزة.
أضاف البيان: "وبدلاً من أن يعطي هذا مؤشراً لمنصة تيك توك، بمراجعة معاييرها وإجرائها بحق المحتوى التحريضي على منصتها، وجعل المنصة مساحة آمنة لا تحرّض على العنف والقتل، وبدلاً من أن تسمح بنشر المقاطع ذات القيم الإخبارية التي ينشرها الفلسطينيون في قطاع غزة وتوثق جرائم الإبادة الجماعية، بدلاً من ذلك كله، تجتمع تيك توك مع "إسرائيل" على طاولة واحدة، وتتعاون مع نظام تنظر محكمة العدل الدولية في قضية ارتكابه إبادة جماعية وجرائم حرب".
تيك توك يلتقي مسؤولين إسرائيليين
وتابع البيان: "اليوم (الثلاثاء)، التقى مسؤولون من منصة تيك توك مع رئيس الاحتلال الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ في الأراضي المحتلة، وعلى بعد كيلومتراتٍ من الإبادة الجماعية في قطاع غزة، في مؤشر خطير يقرأه صدى سوشال لمزيد من الانتهاكات للمحتوى الفلسطيني من جهة، وملاحقة الناشطين من جهة أخرى".
وأشار البيان إلى منصة "تيك توك" أفصحت في تقريرها النصف سنوي لعام 2023، أنها استجابت لـ 98% من طلبات الحكومة الإسرائيلية لإزالة المحتوى.
واعتبر البيان أن "تيك توك" لم تسجل خلال الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، معطيات إيجابية وفق رصد صدى سوشيال، في السماح بحرية الرأي والتعبير للفلسطينيين برواية معاناتهم ومجزرتهم، بل شاركت كما بقية المنصات الاجتماعية، في حذف مقاطع فيديو ذات قيمٍ إخبارية.
أضاف البيان: "خلال أربعة أشهرٍ من الحرب، مثلت أكثر من 35% من الانتهاكات ضد المحتوى الفلسطيني التي رصدها صدى سوشيال على منصة تيك توك، استهدفت النشطاء والمؤسسات الإعلامية ومناصري فلسطين حول العالم".
تدفق كبير للمقاطع الإسرائيلية على تيك توك
وأوضح أنه "بالتوازي مع محاولات حجبها السردية الفلسطينية، سمحت تيك توك بتدفقٍ كبير للمقاطع الإسرائيلية التحريضية، التي خرج فيها مسؤولون إسرائيليون ومستوطنون يعبرون صراحة عن رغبتهم بالقتل، وانتشار مقاطع سخرية من الضحايا الفلسطينيين، وتداول صور الأشلاء بعباراتٍ متعطشة للدماء".
ورأى البيان أن منصة تيك توك ساهمت بانتشار مقاطع واسعة لجنودٍ إسرائيليين يحملون السلاح ويرقصون في غزة، ومقاطع وهم يعذبون فلسطينيين بعد تعريتهم وتكبيلهم، ومقاطع أهداها الجنود في قطاع غزة قبل تفجير منازل الفلسطينيين، بالرغم من معاييرها التي تمنع صور السلاح والعنف والقتل والدماء، ولم تتخذ أي إجراءات لمنع انتشارها، ما دفع مزيداً من الجنود لنشر مزيدٍ من الصور.
ومن ضمن ما رصده صدى سوشيال من المحتوى التحريضي على منصات التواصل، خلال الأشهر الأربعة من الحرب، جاءت 55% منهم على منصة تيك توك، كما رفضت المنصة طلباً تقدمنا به لحذف الأغنية العبرية التحريضة "Harbu darbu"، بالرغم من اللغة الكارهة التي تحملها هذه الأغنية والكثير غيرها من المحتوى الذي يبثه جنود نظام توجه له تهم الإبادة الجماعية، وفق البيان ذاته.
وعبَّر المركز في بيانه عن "قلقنا الكبير بعد الاجتماع الإسرائيلي مع تيك توك، قلقون من أن الحد الأدنى مما يمكننا القيام به على منصات وسائل التواصل الاجتماعي في خطر، حيث تعتبر منصة تيك توك مصدراً مهماً لسماع قصص الفلسطينيين ونقل سرديتهم".
أضاف: "نعتبر هذا البيان تحذيراً من الانحياز مع تأثير الضغوط والتأثيرات الإسرائيلية، وندعو المنصات لسماع وجهة النظر المقابلة، وعقد لقاءات مماثلة وتحقيق مزيدٍ من الشفافية بشأن سياسات المنصات".
وختم البيان بالتأكيد على "أهمية وجود منصات حرة وآمنة هو مطلب ضروري وعادل، وهذه المنصات تعتبر قنوات أساسية للأفراد لمشاركة قصصهم، والدعوة إلى حقوقهم، وليس الدعوة إلى قتلهم. تحمل الأمانة التكنولوجية مسؤولية فعّالة في دعم حقوق الإنسان وتمكين الأفراد من التعبير عن آرائهم بحرية".