أعلنت إيمان حسني شقيقة السياسي والأكاديمي المصري حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية السابق في جامعة القاهرة، وفاته، يوم الأحد 4 فبراير/شباط 2024، وذلك عبر حسابها الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك.
وكتبت إيمان حسني في تدوينة لها: "إنا لله وإنا إليه راجعون.. انتقل إلى رحمة الله أخويا وحبيبي د.حازم حسني عزائي الوحيد مع مامى ودادي وحبايبنا، ربنا يجمعني بيكم يارب.. هتوحشني".
في 2021 قررت جهات التحقيق الإفراج عن الدكتور حازم حسني في اتهامه بالقضية التي تحمل الرقم 855 لسنة 2020 حصر أمن دولة عليا وفرضت السلطات ما يعرف بالتدابير الأمنية، على الأكاديمي السابق، والذي كان متحدثاً باسم حملة سامي عنان رئيس أركان الجيش المصري الأسبق، أثناء محاولاته الترشح لرئاسة الجمهورية ضد الرئيس المصري الحالي عبد الفتاح السيسي منذ سنوات.
وتسببت الإجراءات الاحترازية التي فرضتها السلطات الأمنية على حازم حسني، في إجبار الأكاديمي المصري على الابتعاد عن المشهد العام في مصر؛ حيث قضى تلك الفترة في منزله دون القدرة على عدم الإدلاء بأي رأي سياسي أو إجراء مقابلات صحفية.
وكان آخر منشور للدكتور حسني عبر صفحته هو المباركة للمحامي الحقوقي البارز خالد علي بمناسبة زفافه.
وكتب حسني: "لا أملك أمام هذا الخبر السعيد، إلا أن أشارك الأستاذ خالد علي فرحته بزواجه من عروسه التي اختارها واختارته.. هذا الرجل النبيل لم يتخلّ عني لحظة واحدة في محنتي منذ يوم اعتقالي، وحتى بعد الإفراج عني إلى أن استقرت أموري بإنهاء التدابير الاحترازية التي صاحبت قرار إخلاء سبيلي بتحديد إقامتي.. سعدت جداً بهذا الخبر، فمن النادر هذه الأيام أن نصادف أخباراً سعيدة.. ألف ألف مبروك يا صديقي، وربنا يوفقك في كل رحلة الحياة".
وفاة حازم حسني تسببت في حزن كبير على منصات التواصل الاجتماعي في مصر، خاصة أن الأكاديمي المصري والسياسي الراحل قد عوقب بالاعتقال بسبب موقفه السياسي المناهض للرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، وقد نعاه الكثيرون من الصحفيين والنشطاء والساسة المصريين من كافة التيارات والمدارس الفكرية المختلفة.
فكتب الصحفي المصري جمال سلطان على حسابه في "إكس": "وفاة الدكتور حازم حسني، أستاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة، والمتحدث باسم حملة الفريق عنان الرئاسية والتي لم تكتمل بالطبع، فأرادوا تأديبه، فاستأجروا النائب العام ليأمر بحبسه، ويوجه له تهمة "مشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها"!!!، وقضى في السجن قرابة عام ونصف، وبعد انهيار صحته وخوفاً من موته في محبسه أفرجوا عنه بتدابير احترازية، منها تحديد إقامته في منزله لا يغادره، فاعتزل الحياة العامة تماماً، واستقال من عمله بالجامعة، بعد أن أدرك أنه يواجه مجانين، ودولة بلطجة، وقضاء فاسداً لا يعرف العدالة ولا يخشى الله واليوم الآخر، رحمه الله".
كذلك كتب السياسي المصري ورئيس حزب الوسط أبو العلا ماضي على حسابه في "إكس": "إنا لله وإنا إليه راجعون.. رحم الله صديقي الأستاذ الدكتور حازم حسني الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة القاهرة رحمة واسعة، الذي وافته المنية اليوم، لقد كان رجلاً نبيلاً وشجاعاً".
كذلك فقد نعاه الدكتور محمد البرادعي ، السياسي المصري المعروف، وقال على حسابه في "إكس": "رحم الله الدكتور #حازم_حسني وأدخله فسيح جناته.. عرفت الدكتور حازم من خلال كتاباته ومواقفه. كان مثالاً في الصدق والعلم والأخلاق والشجاعة، وتحمل الكثير من الأذى في قرية ظالمة سيبقى الوطن وأبناؤه مدينين له على كل ما قدمه، وستظل ذكراه العطرة في قلوبنا".
في حين قال الباحث الحقوقي المصري حسام بهجت على حسابه في "إكس": "قتله مَن ظلمه.. فقدنا اليوم د.حازم حسني الأستاذ بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية.. أستاذي الليبرالي الذي درسني في سنة أولى جامعة.. مات كمداً لكنه رحل مرفوع الرأس نقي السيرة.. صدع بالحق في وجه السلطان الجائر.. ودخل السجن في آخر أيام حياته.. ولما خرج لم يستطِع كتمان صوت ضميره حتى رحل.. ربنا ينتقم".
يذكر أن حازم حسني (70 عاماً)، هو أكاديمي بارز بجامعة القاهرة وأستاذ في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وكان متحدثاً باسم الفريق سامي عنان، رئيس أركان الجيش المصري الأسبق، عندما أعلن الترشح للانتخابات الرئاسية 2018 في مواجهة الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي، قبل أن يتم استبعاده من كشوف الناخبين واحتجازه قرابة عامين.
ومنذ سبتمبر/أيلول 2019، أوقفت السلطات حسني، على ذمة التحقيق معه في تهم نفى صحتها، بينها "مشاركة جماعة إرهابية مع العلم والترويج لأغراضها، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لنشر الشائعات، ونشر وبث أخبار وبيانات كاذبة".
وفي نوفمبر/تشرين الثاني 2021 قررت نيابة أمن الدولة العليا حبس حازم حسني لمدة 15 يوماً، على خلفية اتهامه في قضية جديدة بدعوى "المشاركة في تحقيق أهداف جماعة إرهابية مع علمه بأغراضها".
وقال حسني في نص الاستقالة من جامعة القاهرة بعدما اتهمها بالتخلي عنه بعد اعتقاله إنه كان ينتظر بياناً يدافع عنه، وأن تنتدب الجامعة أحد أساتذة كلية الحقوق للحضور معه أمام النيابة، موضحاً أن ذلك لم يكُن ليغير من مسارات الأحداث شيئاً؛ إلا أنه كان سيشعره بالانتماء المؤسسي كما كان سيُشعِر النيابة بأن جامعة القاهرة حريصة على استجلاء وجه الحقيقة في الاتهامات الخطيرة الموجهة إليه.
وأضاف: "لم أكُن أنتظر من الجامعة أن تخوض إلى جانبي معركتي السياسية، وإنما كنت أنتظر منها فقط أن تخوض معركتها هي، وأعني بها معركة الحقيقة التي لم تنشأ الجامعة إلا لتخوضها". واعتبر نشطاء أن باستقالة حسني، خسرت جامعة القاهرة قامة اقتصادية ومفكراً وسياسياً علّم أجيال عدة.