قال الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأربعاء 24 يناير/كانون الثاني 2024، إن معبر رفح الحدودي مع قطاع غزة "مفتوح على مدار 24 ساعة"، متهماً إسرائيل بـ"عرقلة دخول المساعدات للقطاع"، على حد تعبيره، وفق ما نقلته وكالة الأنباء المصرية الرسمية.
واعتبر السيسي، في كلمة ألقاها خلال الاحتفال بالذكرى الـ72 لعيد الشرطة، بمجمع المؤتمرات بأكاديمية الشرطة شرق العاصمة القاهرة، "أن الإجراءات الإسرائيلية هي السبب في قلة دخول المساعدات إلى قطاع غزة".
وقال السيسي، أمام جمع من الضباط ومسؤولي الدولة "هذا شكل من أشكال الضغط على القطاع وسكانه بسبب الصراع على إطلاق الرهائن (الأسرى). إنهم يستخدمون هذا كوسيلة من وسائل الضغط على السكان".
وأضاف "حجم الشاحنات التي كانت تدخل إلى غزة يومياً 600 شاحنة (قبل الحرب). وحالياً لم نتجاوز في أعلى تقدير 200 إلى 220 شاحنة.. كيف يعيش هؤلاء الناس؟".
وتابع الرئيس المصري قائلاً "معبر رفح مفتوح على مدار الأربع وعشرين ساعة 7 أيام طوال 30 يوماً. لكن الإجراءات التي تتم من الجانب الآخر، إسرائيل، حتى نستطيع إدخال المساعدات دون أن يتعرض لها أحد هي ما تؤدي إلى ذلك"، وذلك في إشارة إلى الإجراءات الإسرائيلية.
نقص حاد في كميات المساعدات
ويأتي حديث الرئيس المصري مع تصاعد الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، وسط شكاوى من نقص حاد في كميات المساعدات التي تدخل للقطاع، في حين اتهمت سابقاً هيئة الاستعلامات المصرية، تل أبيب، بتعطيل دخول المساعدات.
وقد انتقد أبو عبيدة، الناطق باسم كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، في خطاب سابق، الدول العربية التي لم تستطع إدخال شاحنات الإغاثة عبر معبر رفح، الذي تسيطر عليه مصر.
ومنذ الأيام الأولى للعدوان الإسرائيلي على غزة قبل 110 أيام، قصفت الطائرات الإسرائيلية محيط معبر رفح 4 مرات على أيام متتالية، ووقع القصف بشكل مباشر في الجانب الفلسطيني، وبالمنطقة العازلة مع الجانب المصري.
وحذّرت إسرائيل السلطات المصرية من أنها ستقصف أي شاحنة مساعدات تدخل قطاع غزة عن طريق المعبر، حسب القناة الـ12 الإسرائيلية.
ويعدّ معبر رفح الممر الوحيد للفلسطينيين في قطاع غزة إلى العالم الخارجي، فهو الوحيد الذي لا تسيطر عليه إسرائيل بشكل مباشر من بين 7 معابر تحيط بالقطاع.
أزمة ممر فيلادلفيا
والإثنين، 22 من الشهر الحالي، قالت مصر في بيان صادر عن ضياء رشوان، رئيس هيئة الاستعلامات المصرية الرسمية، إن "أي تحرك إسرائيلي في اتجاه احتلال ممر فيلادلفيا أو صلاح الدين في قطاع غزة سيؤدي إلى تهديد خطير وجدي للعلاقات المصرية الإسرائيلية".
وقال رشوان، في البيان ذاته، الذي نشرته وسائل الإعلام المصرية، والذي يأتي وسط تواصل الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023: "الفترة الأخيرة قد شهدت عدة تصريحات لمسؤولين إسرائيليين، على رأسهم رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، تحمل مزاعم وادعاءات باطلة".
وأشار إلى أن تلك "المزاعم والادعاءات الباطلة تشمل وجود عمليات تهريب للأسلحة والمتفجرات والذخائر ومكوناتها، إلى قطاع غزة من الأراضي المصرية بعدة طرق، ومنها أنفاق زعمت هذه التصريحات وجودها بين جانبي الحدود".
ودعا المسؤول المصري، تل أبيب إلى إجراء تحقيقات داخلية، قائلاً: "على الحكومة الإسرائيلية أن تجري تحقيقات جادة بداخل جيشها وأجهزة دولتها وقطاعات مجتمعها، للبحث عن المتورطين الحقيقيين في تهريب الأسلحة إلى قطاع غزة".
ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت كارثة إنسانية وصحية، وتسببت في نزوح نحو 1.9 مليون شخص، أي أكثر من 85% من سكان القطاع، بحسب سلطات القطاع والأمم المتحدة.