أعلنت حركة المقاومة الإسلامية حماس، استشهاد واحد من أبرز قادتها، صالح العاروري، في هجوم إسرائيلي على الضاحية الجنوبية بالعاصمة اللبنانية، بيروت.
القيادي البارز في حماس هو نائب رئيس المكتب السياسي للحركة، وأحد أهم المساهمين في تأسيس "كتائب القسام"، الجناح العسكري لحركة حماس في الضفة الغربية. في هذا التقرير نستعرض أبرز المعلومات عنه.
من هو القيادي الفلسطيني صالح العاروري؟
هو صالح محمد سليمان العاروري، ولقبه "أبو محمد"، نائب رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية حماس.
وُلد في قرية عارورة، شمال مدينة رام الله، في العام 1966.
تلقى العاروري تعليمه الابتدائي والإعدادي والثانوي في فلسطين، إلى أن نال درجة التعليم العالي بحصوله على بكالوريوس شريعة من جامعة الخليل.
وخلال فترة دراسته، كان من أبرز نشطاء الكتلة الإسلامية، التي تشكّلت قبل سنوات قليلة من التحاقه بالجامعة عن طريق عددٍ من نشطاء الإخوان المسلمين. فكان وجوده في المدينة التي تعدّ من أبرز معاقل الإخوان في الضفة الغربية، مرحلة هامة في تكوينه الشخصي.
نشاطه في المقاومة
التحق بالعمل الإسلامي في سن مبكرة في المدرسة ونشاط المساجد، ثم قاد العمل الطلابي الإسلامي في الجامعة منذ عام 1985 حتى اعتقاله في عام 1992م.
وبحسب الموقع الرسمي لحركة حماس، فقد التحق العاروري بالحركة المقاومة عام 1987م، وكان مشاركاً في مختلف أشكال أنشطتها منذ انطلاقها.
وبدأ في تأسيس جهاز عسكري للحركة وتشكيله في الضفة الغربية، ما أسهم في الانطلاقة الفعلية لكتائب القسام في الضفة عام 1992.
اعتقاله وإبعاده عن فلسطين
تم اعتقاله بسبب نشاطاته بشكل إداري خلال السنوات 1990، و1991، و1992. ثم قام الاحتلال الإسرائيلي باعتقال صالح العاروري لمدة 15 عاماً، منذ 1992 وحتى 2007، بتهمة تشكيل الخلايا الأولى لكتائب القسام في الضفة، ثم أعيد اعتقاله بعد 3 أشهر من الإفراج عنه، واستمر سجنه لمدة ثلاث سنوات حتى عام 2010، حيث قررت المحكمة العليا الإسرائيلية الإفراج عنه وإبعاده خارج فلسطين.
وقد تم ترحيله إلى سوريا التي استقر بها لمدة 3 سنوات، ومن ثم غادرها إلى تركيا في فبراير/شباط عام 2012، واستقر بشكل أساسي فيها، قبل أن يتنقل بين عدة دول من بينها قطر وماليزيا، واستقر أخيراً في الضاحية الجنوبية في لبنان.
تحريض نتنياهو ضده
تعتبره السلطات الإسرائيلية أحد أهم مؤسسي كتائب الشهيد عز الدين القسام في الضفة الغربية، واتهمته بأنه يقف خلف عملية خطف وقتل 3 مستوطنين في الخليل عام 2014، حيث أعقبت الاتهام بهدم منزله.
على خلفية ذلك، وجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، تهديداً مباشراً باغتيال صالح العاروري، متهماً إياه بالوقوف خلف سلسلة الهجمات التي نفذتها الحركة في الضفة في ذلك الوقت.
وأضاف نتنياهو في مستهلّ جلسة لحكومة الاحتلال الإسرائيلية: "مَن يحاول إيذاءنا، مَن يموّل، من ينظِّم أو يقف خلف الإرهاب ضد إسرائيل سيدفع الثمن غالياً".
وجاءت تصريحات نتنياهو آنذاك ضمن موجة تحريض كبيرة في إسرائيل على العاروري، الذي تتهمه الأوساط الأمنية للاحتلال بأنه يقف خلف إعادة بناء بنية حماس التحتية في الضفة، ويوجه لتنفيذ العمليات.
إلى ذلك، قالت "يديعوت أحرونوت"، الإسرائيلية، إن العاروري هو "رأس الأفعى" الذي يتزعم أي عمليات من التصعيد في الضفة، بينما عمل أيضاً على تشكيل خلايا لحركة حماس في لبنان.
انتخابه في المكتب السياسي لحماس
اختير عضواً في المكتب السياسي لحركة حماس عام 2010، وكان أحد أعضاء الفريق المفاوض لإتمام صفقة وفاء الأحرار مقابل الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط.
وفي التاسع من أكتوبر/تشرين الأول عام 2017، أعلنت حركة حماس عن انتخاب صالح العاروري نائباً لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية خلال انعقاد مجلس شورى الحركة.
هذا الدور الفعال في المقاومة الفلسطينية ساهم في تعزيز استهدافه من قبل الاحتلال الإسرائيلي والإدارة الأمريكية على حد سواء، إذ أضافت وزارة الخزانة الأمريكية العاروري إلى قائمتها السوداء للإرهاب عام 2015، وعرضت وزارة الخارجية الأمريكية مكافأة وصلت إلى 5 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عن مكان وجوده.
موقفه من حرب 2023 على غزة
وفي تعليقه على العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، أكد العاروري في لقاء صحفي أنه "لا تبادل للأسرى حتى انتهاء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، ووقف إطلاق نار شامل ونهائي"، مشدداً على أن "الأسرى الصهاينة لدينا لن يتحرروا إلا بعد تحرير كل أسرانا وبعد وقف إطلاق النار".
وكشف القيادي في حماس أن ما بقي من الأسرى في قطاع غزة هم جنود ورجال مدنيون خدموا في جيش الاحتلال، رغم أن الاحتلال يصر على أنه ما زال لدى المقاومة نساء وأطفال، مشيراً إلى أن كبار السن من الرجال المحتجزين خدموا بالجيش وبعضهم ما زال فيه.
وتابع أن الاحتلال الإسرائيلي سيفشل مرة أخرى في تحقيق الأهداف التي وضعها لنفسه "تحرير الأسرى وما يسميه القضاء على حماس"، متهماً الولايات المتحدة الأمريكية بالتغطية على الجرائم التي تنفذها إسرائيل في قطاع غزة، بحسب لقاء له مع الجزيرة.
اغتياله
ومساء الثلاثاء 2 يناير/كانون الثاني 2024، أعلنت حركة حماس أن إسرائيل اغتالت صالح العاروري، نائب رئيس مكتبها السياسي، واثنين من قادة كتائب القسام في هجوم على مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وكانت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية الرسمية قد أفادت بأن طائرة مسيّرة إسرائيلية قصفت مكتباً لحركة حماس في الضاحية الجنوبية، معقل حزب الله، مؤكدة استشهاد 4 في الانفجار.
وكشفت صحيفة "يو إس إيه توداي" الأمريكية أن إسرائيل كانت قد أطلقت عملية مطاردة دولية لاستهداف القيادي البارز، بدعوى معرفته بشكل مسبق عن تفاصيل عملية طوفان الأقصى قبل وقوعها.