انتقد نواب يساريون في العاصمة الفرنسية باريس، الإثنين 18 ديسمبر/كانون الأول 2023، تل أبيب على خلفية مقتل موظف بوزارة الخارجية الفرنسية خلال قصف في قطاع غزة، وطالبوا بفرض عقوبات على إسرائيل، فيما حملت جمعية فرنسيةٌ الحكومة المسؤولية عن مقتله، والفشل في اتخاذ الإجراءات اللازمة لحماية موظفها وعائلته.
وكانت وزارة الخارجية الفرنسية قد أعلنت في بيان لها السبت 16 ديسمبر/كانون الأول 2023، أن أحد موظفيها توفي متأثراً بجراحه في غارة جوية إسرائيلية على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة، وهو البلاغ الذي حمل لغة إدانة أيضاً تجاه إسرائيل.
فيما أكدت تقارير صحفية أن الأمر يتعلق بفلسطيني لم تدرج فرنسا أبناءه الأربعة ضمن قائمة "المسموح لهم بمغادرة غزة"، ففضَّل البقاء إلى جانبهم في القطاع.
"إنهم يقتلون الرهائن وموظفينا"
كارلوس مارتنز بيلونغو، عضو حزب "فرنسا الأبية" اليساري، قال إن "هذا العمل نتيجة للتصعيد الأخير في المنطقة، ولسوء الحظ، من المرجح أن يقع مزيد من القتلى".
وأرجع بيلونغو تفاقم الوضع في غزة إلى تأكيد فرنسا المتكرر لحقّ إسرائيل في الدفاع عن نفسها، وهو ما تفسره إسرائيل على أنه "دعم غير مشروط".
كما طالب بفرض "عقوبات على إسرائيل، ومعاملة متساوية للمواطنين الفرنسيين الذين يقاتلون إلى جانب قوات الدفاع الإسرائيلية".
بدوره، قال أوريليان تاش، نائب مقاطعة "فال دواز" في منطقة "إيل دو فرانس" شمالي البلاد: "إنهم يقتلون الرهائن وموظفينا، وقبل كل شيء عشرات الآلاف من النساء والأطفال، كيف يمكن لفرنسا أن تستمر في دعم هؤلاء المجرمين؟".
الضغط على تل أبيب
أما ساندرين روسو، نائبة أخرى عن حزب البيئة الأوروبية-حزب الخضر، فقالت في حديث لـ"الأناضول": "من الضروري زيادة الضغط على إسرائيل".
تساءلت روسو: "ما هو هدفهم في غزة؟ تدمير هذه المنطقة؟ تهجير سكانها؟ لا يمكننا أن نسمح باستمرار ما يتكشف أمام أعيننا".
كما أضافت: "أعتقد أننا بحاجة إلى استكشاف خيار فرض عقوبات على إسرائيل".
قبل أن تختتم روسو حديثها بالقول: إنها لا تتذكر "هذا العدد الكبير من الصحفيين الذين فقدوا حياتهم في مثل هذه الفترة القصيرة خلال صراع سابق، وكل ذلك دون أي نتائج ملموسة".
الحكومة تتحمل المسؤولية
في السياق نفسه، حمّل توفيق تهاني، الرئيس الفخري لجمعية التضامن الفرنسية الفلسطينية "AFPS" (منظمة غير حكومية)، الحكومة الفرنسية "مسؤولية" مقتل الموظف بوزارة الخارجية.
ونقل تلفزيون "بي.إف.إم.تي.في" الفرنسي عن تهاني، قوله إن "فرنسا تتحمل مسؤولية وفاة أحمد أبو شملة، إنها فضيحة، وكان من الممكن منع وفاته".
كما أضاف تهاني: "لو كانت فرنسا قد أدرجت عائلة أبو شملة في قائمة الأشخاص الذين سيتم إجلاؤهم من غزة، لكنا رأيناه حياً".
يشار إلى أن جمعية التضامن الفرنسية الفلسطينية هي جمعية إنسانية تأسست في مايو/أيار 2001، و"تعمل على الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني داخل الأراضي الفلسطينية وأمام المحاكم الدولية، وعلى فك الحصار عن قطاع غزة".
باريس تريد توضيحاً
والأحد 17 ديسمبر/كانون الأول 2023، طالبت وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا، إسرائيل بتوضيح ملابسات مقتل أحد موظفي الوزارة متأثراً بإصابته في قصف استهدف منزلاً سكنياً في رفح جنوبي غزة، مساء الأربعاء الماضي.
وقالت كولونا، في مؤتمر صحفي مشترك مع نظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين، في تل أبيب: "طلبنا منذ الأمس، والآن كررت ذلك لإيلي كوهين، أنه لا بد من تسليط الضوء بشكل كامل على الملابسات التي يمكن أن تفسّر استهداف هذا المنزل، بعد التفجير الذي أسفر على الأقل عن مقتل هذا الموظف في معهدنا الفرنسي".
في وقت متأخرٍ السبت، أدانت الخارجية الفرنسية، في بيان، وفاة أحد موظفيها متأثراً بجراح أصيب بها في غارة جوية إسرائيلية على مدينة رفح جنوبي قطاع غزة.
وأضافت الخارجية أن "بعض الموظفين لجأوا إلى منزل زميل لهم يعمل في القنصلية الفرنسية، وتعرض المنزل لقصف إسرائيلي، بتاريخ 13 ديسمبر/كانون الأول الجاري".
وقالت الوزارة إن "فرنسا تدين قصف المبنى السكني، الذي أسفر عن سقوط نحو 10 ضحايا مدنيين آخرين".
رغم مقتل الموظف الدبلوماسي الفرنسي، جددت كولونا دعم بلادها لـ"حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها"، وقالت في المؤتمر الصحفي نفسه: "أنا هنا لأؤكد تضامن فرنسا مع الشعب الإسرائيلي".
أحمد أبو شامة
بينما لم تكشف الخارجية الفرنسية عن هوية موظفها المقتول في غزة، ذكرت صحيفة "لوفيغارو" أن القتيل يدعى أحمد أبو شامة.
عبر منصة "إكس" قالت النائبة عن تحالف "الاتحاد الشعبي البيئي والاجتماعي الجديد" اليساري، إلسا فوسيلون، إن أحمد أبو شامة يعمل بوزارة الخارجية منذ 23 عاماً، وعمل في المعهد الفرنسي بغزة.
كما أشارت إلى أن فرنسا لم تدرج أبناء القتيل الأربعة ضمن قائمة "المسموح لهم بالخروج من غزة"، وأن أبو شمالة فضّل البقاء معهم في غزة لهذا السبب.
من جهته، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإسرائيلية ليور حياة، الإثنين، إن الحكومة الفرنسية لم تقدم بعدُ معلومات مفصلة عن موظف خارجيتها الذي قُتل، السبت، متأثراً بإصابته في قصف استهدف منزلاً سكنياً برفح جنوبي غزة، مساء الأربعاء الماضي.
أفاد المتحدث رداً على أسئلة طرحتها الأناضول، بأن إسرائيل وفرنسا تبحثان القضية.
ثم أشار إلى أن تل أبيب طلبت مزيداً من المعلومات حول وقت ومكان القصف؛ من أجل إجراء تحقيق في الحادثة.