زعم رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الضغط العسكري ضروري من أجل إعادة "المحتجزين والانتصار في الحرب"، وسط مساعٍ دبلوماسية لإتمام صفقة تبادل جديدة. وأشار نتنياهو في مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الدفاع يوآف غالانت ووزير مجلس الحرب بيني غانتس يوم السبت 16 ديسمبر/كانون الأول 2023 إلى أنهم مصممون على "مواصلة القتال حتى القضاء على حماس وإعادة مخطوفينا".
لكن حركة المقاومة الإسلامية حماس، ردت على تصريحات نتنياهو بالتأكيد على أنها لن تقوم بفتح أي مفاوضات لتبادل الأسرى، إلا بعد أن يتوقف العدوان على الشعب الفلسطيني بشكل نهائي. وقالت الحركة في تصريح صحفي مقتضب إنها أبلغت موقفها هذا لجميع الوسطاء.
من جانبه، أوضح نتنياهو أنه أبلغ المفاوضين الإسرائيليين بأن ضغط الجيش يساعد جهود استعادة "الرهائن"، وأكد أنه لن يوقف الحرب ولن يسحب القوات الإسرائيلية من غزة، كما تطلب حماس قبل تحقيق أهداف الحرب وإعادة المحتجزين.
وعند سؤاله عن مفاوضات إطلاق سراح الأسرى، قال نتنياهو إنهم لا يناقشون أمور المفاوضات على العلن، ولكن أشار إلى أنهم يديرون المفاوضات بلغة الدم والنار، على حد وصفه.
في الوقت نفسه لمّح رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو على ما يبدو إلى أن مفاوضات جديدة جارية لصفقة تبادل أسرى ومحتجزين مع حركة حماس بقطاع غزة.
وتوعّد رئيس الوزراء الإسرائيلي باستكمال الضغط العسكري على غزة قائلاً: "ما بين النصر والمأساة شعرة، وحزننا على مقتل الرهائن لن يثنينا عن تحقيق أهدافنا عبر الضغط العسكري لإعادة المخطوفين وهزيمة حماس"، مضيفاً: "نحن في حرب وجودية لا بد من خوضها حتى النصر رغم الضغوط والتكاليف"، مقرّراً أن "ثمن الحرب كبير جداً، ونحن ندفعه كل يوم لكننا مستعدون لذلك"، حسب زعمه.
وخلال مؤتمره الصحافي، تهرب نتنياهو من الرد على سؤال حول لقاء رئيس الموساد برئيس وزراء قطر، واكتفى بالقول إنه لن يكشف معلومات لحماس، مضيفاً: "لدينا انتقاد شديد لقطر، ولكننا نحاول الآن استكمال عملية استعادة الرهائن". وقال: "نحن نخوض المفاوضات بالدم والنار ولا نرغب بالكشف عن الكثير من التفاصيل".
وأقرّ نتنياهو بأن إسرائيل تلقت طلبات لوقف إطلاق النار وسحب القوات في المحادثات بشأن غزة "لكنها لن تفعل ذلك" وفق ما توعّد، مكرراً القول إن "أي تنازل في قضية وقف إطلاق النار يعني أن حماس ستنتصر". وجدد نتنياهو التأكيد أن "غزة ستكون منزوعة السلاح تحت السلطة الإسرائيلية ولا شيء سيوقفنا عن تحقيق الانتصار"، على حد قوله.
في سياق متصل، قال الجيش الإسرائيلي، السبت، إنه سيتعلم من حادثة قتل قواته 3 من محتجزيه في قطاع غزة "رغم رفعهم أعلاماً بيضاء"، مشيراً إلى أنه "لم يكن مستعداً لسيناريو يهرب فيه المحتجزون".
جاء ذلك خلال تصريحات متلفزة لرئيس الأركان هرتسي هاليفي، غداة إعلان الجيش الإسرائيلي أن قواته قتلت "خطأ" ثلاثة من المحتجزين لدى حركة "حماس"، أثناء المعارك في منطقة الشجاعية شرق مدينة غزة.
وكشف تحقيق أولي للجيش نشر تفاصيله إعلام إسرائيلي بينه "هيئة البث" الرسمية وإذاعة الجيش، السبت، عن تصرف الجنود بشكل "مخالف" لتعليمات إطلاق النار، وقتلهم 3 محتجزين إسرائيليين كانوا يحملون "راية بيضاء" في حي الشجاعية.
وأوضح التحقيق أن الجنود الإسرائيليين تصرفوا بشكل "مخالف" لتعليمات إطلاق النار، مضيفاً أن "المحتجزين الثلاثة خرجوا من مبنى على بعد عشرات الأمتار من القوات الإسرائيلية الموجودة في المكان، بينما كان أحدهم يحمل راية بيضاء".
وتعليقاً على الحادث، قال هاليفي: "نحن مسؤولون عما حدث، وسنبذل قصارى جهدنا لمنع تكرار مثل هذه الحالات في مستقبل القتال، ولم ننجح في هذه الحالة. ونشعر بالحزن العميق لوفاة المختطفين".
وأضاف: "بعد أيام من القتال العنيف في الشجاعية، ومواجهات قصيرة المدى ومواجهة مع إرهابيين يرتدون ملابس مدنية يصلون بطرق احتيالية مختلفة. كان يجب أن نكون في حالة تأهب وجاهزية لأي تهديد. وقرار في جزء من الثانية قد يكلفك الحياة أو الموت".
وذكر أن "المختطفين الثلاثة فعلوا كل شيء حتى نفهم، لقد تحركوا من دون قمصان حتى لا نشتبه في أنهم يحملون شيئاً على أجسادهم، ورفعوا قطعة قماش بيضاء، ورغم ذلك تم إطلاق النار على الرهائن خلافاً للتعليمات التي تمنع إطلاق النار على من يرفع الراية البيضاء".
وأردف: "أنجزنا تحقيقاً أولياً في الحادث بشكل سريع وفوري، وهو ما سيسمح لنا بتعلم الدروس أثناء القتال ونقلها إلى القوات المقاتلة في الميدان".
وأكمل: "أبلغنا العائلات بالنتائج الصعبة ونشرناها بشفافية للجمهور. وقد تكون هناك حالات إضافية يهرب فيها المختطفون أو يتم التخلي عنهم أثناء القتال، ومن واجبنا ومسؤوليتنا إنقاذهم أحياء".
وتابع هاليفي: "في لحظة واحدة انكشف مدى تعقيد حربنا في غزة. خرجنا للقتال من أجل تفكيك العدو عبر الحدود وإعادة المختطفين. ومن دون القتال الحازم لن نتمكن من إعادتهم".
وبحسب تقديرات سابقة لقناة "12" الإسرائيلية (خاصة)، فإن الأسرى الثلاثة الذين أعلن الجمعة مقتلهم "خطأ"، "استطاعوا الفرار من خاطفيهم، أو تم التخلي عنهم خلال الأيام الأخيرة من أسرهم، والذي كان على ما يبدو في مكان قريب من مكان الحادث".
وكانت "كتائب القسام"، و"سرايا القدس" الجناح المسلح لحركة الجهاد الإسلامي، أعلنتا سابقاً مقتل عدد من الأسرى الإسرائيليين المحتجزين لديهما جراء القصف الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
ووفق إحصاءات إسرائيلية قتلت "حماس" خلال هجومها في 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 على مستوطنات ونقاط عسكرية في غلاف غزة نحو 1200 إسرائيلي، وأصابت حوالي 5431 وأسرت نحو 239 بادلت العشرات منهم خلال هدنة إنسانية استمرت 7 أيام حتى 1 ديسمبر/كانون الأول الجاري، مع إسرائيل التي تحتجز في سجونها 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
جدير بالذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 يشن الجيش الإسرائيلي حرباً مدمرة على غزة خلّفت حتى الجمعة 18 ألفاً و800 قتيل و51 ألف مصاب، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.