نشر مركز المعلومات الإسرائيلي لحقوق الإنسان في الأراضي المحتلة "بتسيلم"، الجمعة 15 ديسمبر/كانون الأول 2023، مقطعي فيديو يوثقان إعدام جيش الاحتلال الإسرائيلي فلسطينيين اثنين من مسافة قريبة بالضفة الغربية. ووقع هذا الحادث، قبل أسبوع، وذلك في أثناء اقتحام جيش الاحتلال الإسرائيلي مخيم الفارعة قرب مدينة طوباس شمال شرقي الضفة.
ويظهر أحد المقطعين مجموعة فلسطينيين وهم يقفون بجانب مبنى قبل أن يتفرقوا بسرعة قبيل وصول جيب إسرائيلي إلى المنطقة. ووثق المقطع إطلاق جندي إسرائيليٍّ النار صوب أحد الفلسطينيين من مسافة قريبة؛ ما أدى إلى سقوطه أرضاً، قبل إطلاق النار عليه مجدداً وهو جريح.
كما يظهر المقطع المصور الثاني إطلاق المجموعة ذاتها النار على الفلسطيني الآخر الذي اختبأ خلف مركبة مدنية.
وقال "بتسيلم" على منصة "إكس"، الجمعة: "تُظهر اللقطات الأصلية التي التقطتها كاميرا المراقبة، والتي حصلت عليها بتسيلم، عمليتي إعدام قصيرتي المدى لفلسطينيَّين في مخيم الفارعة يوم 8 ديسمبر/كانون الأول 2023".
وبحسب المركز الحقوقي، أدى إطلاق النار إلى إصابة رامي الجندب (25 عاماً)، بجروح خطيرة أدت إلى مقتله في اليوم التالي.
وأضاف: "يرفع الجندب يده عندما يطلق الجندي والسائق (الإسرائيلي) النار عليه من سيارتهما من مسافة قريبة، ثم يستخدم أحد الرماة هاتفه الخلوي لتصويره. وتوفي الجندب متأثراً بجراحه في اليوم التالي".
ويظهر شريط الفيديو الآخر عملية قتل ثائر شاهين (36 عاماً)، في المخيم نفسه، وفق "بتسيلم".
وتابع المركز: "فور إطلاق النار على الجندب، أطل شاهين الذي كان مختبئاً من الجنود تحت سيارة، باتجاه الجيب العسكري، وتم إطلاق النار عليه حتى الموت من مسافة قريبة، وأعلن وفاة شاهين في المستشفى متأثراً بجراحه".
ولم يصدر تعليق فوري من الجيش الإسرائيلي على مقطعي الفيديو.
يتزامن ذلك مع ادانة الاتحاد الأوروبي و13 دولة، الجمعة، الهجمات ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية، داعين الاحتلال الإسرائيلي إلى اتخاذ خطوات ملموسة وعاجلة للجم عنف المستوطنين.
جاء ذلك في بيان مشترك للاتحاد الأوروبي وأستراليا وبلجيكا والدنمارك وفنلندا وفرنسا وأيرلندا وكندا ولوكسمبورغ والنرويج وبريطانيا وإسبانيا والسويد وسويسرا، بشأن أعمال العنف التي يرتكبها المستوطنون اليهود غير الشرعيين في الضفة الغربية.
ودعا الاتحاد الأوروبي و13 دولة موقعة على البيان المشترك، إسرائيل إلى اتخاذ خطوات عاجلة وملموسة ضد العنف الذي يرتكبه المستوطنون اليهود غير الشرعيين في الضفة الغربية المحتلة.
وذكر البيان أن الهجمات التي ينفذها المستوطنون اليهود غير الشرعيين ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية بلغت مستوى ينذر بالخطر.
وأشار إلى أنه منذ بداية أكتوبر/تشرين الأول 2023، قتل المستوطنون 8 فلسطينيين، وأصابوا 83، وأجبروا 1026 فلسطينياً على مغادرة منازلهم في 343 حادثة عنف.
وأضاف: "ندين بشدةٍ أعمال عنف المستوطنين المتطرفين الذين يرهبون الفلسطينيين. ونكرر موقفنا بأن المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية المحتلة غير قانونية بموجب القانون الدولي، ونذكّر إسرائيل بمسؤولياتها بموجب القانون الدولي، لا سيما المادة 49 من اتفاقية جنيف".
وشدد على أن الهجمات المتزايدة على الفلسطينيين من قبل المستوطنين اليهود غير الشرعيين غير مقبولة.
كما أكد البيان أن على إسرائيل، القوة المحتلة، حماية المدنيين الفلسطينيين في الضفة الغربية.
وطالب البيان بتقديم المسؤولين عن أحداث العنف إلى العدالة، وقال إنّ "تقاعس إسرائيل عن حماية الفلسطينيين ومحاكمة المتطرفين المستوطنين أدت إلى خلق بيئة شبه إفلات من العقاب على مستويات لا يمكن التنبؤ بها من عنف المستوطنين". وحذر في هذا الإطار من أن "هذا الوضع يعرض للخطر أمن المنطقة وكذلك الضفة الغربية، ويهدد الآمال في تحقيق السلام الدائم".
يأتي ذلك بينما تنفذ إسرائيل حملة مداهمات وملاحقات واعتقالات واسعة في الضفة الغربية بما فيها مدينة القدس الشرقية، أسفرت عن عشرات القتلى والمصابين والمعتقلين، بموازاة حرب مدمرة يشنها على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول.
يذكر أنه وحتى يوم الخميس 14 ديسمبر/كانون الأول 2023، خلفت الحرب المدمرة التي يشنها الجيش الإسرائيلي على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، 18 ألفاً و787 شهيداً، و50 ألفاً و897 جريحاً، معظمهم أطفال ونساء، ودماراً هائلاً في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر فلسطينية وأممية.