تكرر ذكر اسم أحد القيادات البارزة في جيش الاحتلال الإسرائيلي خلال الأيام الماضية، وذلك بعد مقتل فردين من عائلته المقربة، ضمن توغل الاحتلال في قطاع غزة، والمواجهات التي لاقاها من المقاومة الفلسطينية.
إذ أفادت قناة "آي 24 نيوز" الإسرائيلية، السبت 9 ديسمبر/كانون الأول، بأن جيش الاحتلال أعلن عن مقتل 5 من جنوده في قطاع غزة، ما يرفع إجمالي عدد قتلى الاحتلال منذ بدء العمليات البرية في القطاع إلى 97.
وكشفت الصحيفة عن أن من بين القتلى الجدد ابن شقيقة رئيس أركان الجيش الإسرائيلي السابق، والوزير بمجلس الحرب الحالي، غادي آيزنكوت، وذلك بعد يوم واحد من إعلان مقتل ابنه.
فيما يلي نستعرض أبرز المعلومات عن المسؤول الإسرائيلي البارز، والذي قرر نهجاً عسكرياً لجيش الاحتلال تسبّب في قيامه بجرائم شنيعة بحق المدنيين الفلسطينيين، دون الخوف من أي مسائلات دولية.
من هو غادي آيزنكوت؟
غادي آيزنكوت هو الوزير في المجلس الوزاري الحربي الإسرائيلي الذي يقر خطط الحرب في غزة، وقيادي في حزب "الوحدة الوطنية"، الذي يترأسه الوزير في المجلس الوزاري الحربي بيني غانتس.
وُلد في طبريا، في 19 مايو/أيار عام 1960. وانضم في سن 18 عاماً إلى الجيش الإسرائيلي، حيث قضى حياته العسكرية في قيادة مناصب مختلفة بهدف واحد فقط؛ المساهمة في حروب إسرائيل.
مؤهلاته ورتبته العسكرية
وآيزنكوت هو عسكري حاصل على أوسمة تقاعد، في يناير/كانون الثاني 2019، بعد أن شغل منصب رئيس هيئة الأركان العامة في جيش الدفاع الإسرائيلي.
أمضى الجنرال آيزنكوت 4 عقود في جيش الاحتلال الإسرائيلي، حيث شغل مناصب قيادية في لواء جولاني، وفرقة باشان المدرعة، وفرقة يهودا والسامرة، وفرع العمليات في جيش الدفاع الإسرائيلي، والقيادة الشمالية.
في العام 1999 تم تعيين آيزنكوت سكرتيراً عسكرياً لرئيس الوزراء، ووزيراً للدفاع.
ثم تم تعيينه نائباً لرئيس هيئة الأركان العامة في عام 2012، وترقى ليصبح رئيس هيئة الأركان العامة رقم 21 للجيش الإسرائيلي بعد ذلك بعامين.
نهج "الضاحية" واستخدام القوة غير المتكافئة
على يد أيزنكوت شرع جيش الاحتلال الإسرائيلي في تطبيق استراتيجية عسكرية جديدة، وهي ما تُسمى بـ"استراتيجية الضاحية" أو "نهج الضاحية"، التي سبق تنفيذها في حربه على لبنان.
صاحب الفكرة غادي آيزنكوت شرح مفهومه للحرب بأنه "يجب على إسرائيل استخدام القوة غير المتكافئة، بغض النظر عن الاحتجاج العالمي".
ففي عام 2008 وبعد سنتين من الحرب اللبنانية الإسرائيلية، قال الرجل في تصريحات صحفية إن "إسرائيل لن تقوم مرة أخرى بإزعاج نفسها من خلال اصطياد عشرات من مطلقي الصواريخ الذين يريقون الدم الإسرائيلي، بل يجب على إسرائيل استخدام القوة غير المتكافئة على القرى اللبنانية، بغض النظر عن الاحتجاج العالمي"، وتابع: "من وجهة نظرنا فإن هذه القرى لا تضم مدنيين، بل هي عبارة عن قواعد عسكرية".
ووفقاً لتقرير بعثة الأمم المتحدة لتقصي الحقائق بشأن حرب غزة عام 2009، لجأت إسرائيل لـ"التدمير واسع النطاق"، ويتضمن "استخدام القوة غير المتناسبة" والتسبب في أضرار جسيمة ودمار للممتلكات والبنية التحتية المدنية ومعاناة للسكان المدنيين.
هذا التكتيك الغاشم طُبق في عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة عام 2014، حينما قام بقصف وتدمير العديد من الأحياء السكنية، مسفراً عن استشهاد آلاف المدنيين. وهو التكتيك الذي لا يزال يستخدمه الاحتلال في عملياته ضد قطاع غزة حتى اليوم.
الهدف هو "الحرب غير المتكافئة"
يُعد "نهج الضاحية" استراتيجيةً عسكريةً لجيش الاحتلال الإسرائيلي لما وصفوه بـ"حرب غير متوازنة"، متمثلة في تدمير البنية التحتية، بدعوى حرمان المقاومة من الاستفادة منها، وبالتالي فهي تَعتبر أي قرية أو مدينة تُطلق منها رصاصة تجاه إسرائيل بمثابة "قاعدة عسكرية واجب استهدافها بالكامل".
أما عن سبب التسمية بهذا الاسم، فيرجع لقب "استراتيجية الضاحية" نسبة إلى إحدى مناطق العاصمة اللبنانية بيروت، التي كانت كتائب "حزب الله" تستخدمها مقراتٍ لها خلال حرب لبنان في العام 2006.
وحتى منتصف ديسمبر/كانون الأول، بعد أكثر من 65 يوماً على اندلاع الحرب على قطاع غزة، تُواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي استخدام القوة غير المتناسبة ضد المدنيين، ما أسفر عن قصف عشوائي تسبب في خسائر مادية وإنسانية فادحة، واستشهاد أكثر من 17 ألف مدني، وتدمير آلاف المنازل والأبنية والمستشفيات والطرقات والبنى التحتية.