تعرضت مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، مساء الجمعة 1 ديسمبر/كانون الأول 2023، لقصف إسرائيلي عنيف سبب حزاماً نارياً بالمدينة، وذلك بعد انتهاء الهدنة في الحرب الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023. في الوقت نفسه فقد سعى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى بدء مباحثات مع دول عربية مجاورة لإسرائيل حول مستقبل قطاع غزة حتى في الوقت الذي استأنفت فيه إسرائيل هجومها على القطاع بهدف القضاء على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وقالت مصادر محلية إن القصف العنيف جداً الذي تتعرض له مدينة خان يونس قد يكون الأعنف في قلب هذه المدينة منذ بدء الحرب، وأشارت إلى تعرض بلدة بيت لاهيا لقصف سبَّب حزاماً نارياً.
وأوضحت أن الحزام الناري في خان يونس استهدف منطقة الشيخ ناصر ودوار أبو حميد والترخيص وبالقرب من شارع جلال وحي المحطة ومنطقة الكتيبة وسط المدينة. وقالت إن قوات الاحتلال الإسرائيلي قصفت المناطق المحيطة بمخيم جباليا، وتحدث تلفزيون فلسطين عن اندلاع حرائق بفعل قذائف الفسفور في مخيم جباليا.
دوي صفارات الإنذار في تل أبيب
في سياق متصل فقد دوت صفارات الإنذار بمنطقة تل أبيب الكبرى ووسط إسرائيل، مساء الجمعة، للمرة الثانية خلال ساعات اليوم.
وقال الجيش الإسرائيلي، على منصة "اكس"، إن صفارات الإنذار "دوت في وسط وجنوبي إسرائيل"، بينما يشهد اليوم انتهاء الهدنة الإنسانية المؤقتة التي أُقرت بين إسرائيل وحركة "حماس" الجمعة الماضي، واستمرت 7 أيام. وقد دوت صفارات الإنذار في منطقة تل أبيب الكبرى ووسط إسرائيل مرتين خلال ساعات الجمعة.
من جهتها، قالت القناة "12" العبرية، إن "صفارات الإنذار دوت في مدن ريشون لتسيون، ويفنه، وروحوفوت، وسط إسرائيل، وأسدود في جنوبها".
ونقلت القناة عن طواقم الإسعاف تأكيدهم "عدم تسجيل إصابات بشرية، أو أضرار بالممتلكات". ولكنها تحدثت عن سماع دوي انفجار ناتج عن اعتراض صواريخ (مصدرها قطاع غزة).
من جهة ثانية، أقرت إسرائيل رسمياً بمقتل 3 إسرائيليين، قالت "حماس"، سابقاً إنهم قُتلوا خلال أسرهم في غزة، إثر قصف إسرائيلي على القطاع، دون تحديد موعد القصف أو المكان الذي استهدفه.
وقالت هيئة البث الإسرائيلية (حكومية) إن "ثلاثة من المحتجزين لدى حماس في قطاع غزة؛ وهم المواطنون رونين إنغيل (54 عاماً)، ومايا غورين (56 عاماً)، وإريه زلمنوفيتش (85 عاماً) من سكان (مستوطنة) نيرعوز، قُتلوا في الأَسر".
بلينكن يسعى لبحث مستقبل غزة
من جانبه سعى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، الجمعة، إلى بدء مباحثات مع دول عربية مجاورة لإسرائيل حول مستقبل قطاع غزة حتى في الوقت الذي استأنفت فيه إسرائيل هجومها على القطاع بهدف القضاء على حركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس).
وقال بلينكن للصحفيين قبل أن يستقل طائرة العودة إلى واشنطن، إن المباحثات مع وزراء خارجية عرب شملت الوضع الحالي لحرب إسرائيل وحماس، والعمل الجاري لتوصيل مزيد من المساعدات الإنسانية إلى القطاع الفلسطيني.
وأضاف أنهم تحدثوا أيضاً عن "ما سيحدث في اليوم التالي في غزة بعد وقف الحرب، والكيفية التي يمكننا بها سلوك مسار السلام الدائم والآمن للإسرائيليين والفلسطينيين، بل لجميع من بالمنطقة في واقع الأمر".
وقال مسؤول كبير بوزارة الخارجية قبل الاجتماع، إن دولاً عربية عارضت في السابق محاولات الولايات المتحدة بحث مستقبل غزة بعد حماس، وطالبت بوقف فوري لإطلاق النار بدلاً من ذلك، لكن مسؤولين أمريكيين يأملون أن تكون الهدنة في القتال هذا الأسبوع قد مهدت الطريق للمحادثات.
لكن الهدنة انهارت الجمعة، ولم يخض بلينكن في تفاصيل حول الكيفية التي سارت بها المباحثات.
اجتماع على هامش مؤتمر المناخ
قال ماثيو ميلر المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، إن بلينكن اجتمع مع وزراء خارجية قطر والإمارات ومصر والأردن والبحرين، إضافة إلى ممثلين للسلطة الفلسطينية، على هامش مؤتمر المناخ التابع للأمم المتحدة "كوب28" بدبي في ختام ثالث زيارة للمنطقة منذ اندلاع الصراع إثر هجوم حماس على إسرائيل في السابع من أكتوبر /تشرين الأول.
ويجري بلينكن رحلات دبلوماسية مكوكية بين إسرائيل ودول عربية منذ وقوع هجوم السابع من أكتوبر /تشرين الأول، الذي تقول إسرائيل إنه أسفر عن مقتل 1200 شخص واحتجاز نحو 240 رهينة. وردت إسرائيل بقصف جوي واجتياح بري؛ مما أسفر عن مقتل 15 ألف شخص وترك آلافاً آخرين مدفونين تحت الأنقاض، بحسب السلطات الصحية الفلسطينية.
وذكر المسؤول الكبير بوزارة الخارجية في وقت سابق، أن واشنطن تريد بدء المحادثات حول كيفية إدارة قطاع غزة إذا نجحت إسرائيل في تحقيق هدفها بالقضاء على حماس.
وقال بلينكن قبل أيام، إن واشنطن تريد أن يحكم الفلسطينيون غزة، ولا تريد أن تشهد إعادة احتلال إسرائيل للقطاع أو حصاره أو تقليص مساحته.
وذكر المسؤول للصحفيين قبل الاجتماع طالباً عدم نشر اسمه، أنه لم يبرز اقتراح واضح بعدُ حول أمن غزة وحكمها في المستقبل، لكن واشنطن تريد بدء المحادثات وتريد من دول المنطقة أن تشارك في الأمر.
وقف إطلاق نار دائم
رفض بلينكن قبل أيام، نداءات وزراء عرب لواشنطن من أجل الضغط على إسرائيل للموافقة على وقف إطلاق نار دائم، قائلاً إن ذلك سيسمح فحسب لـ"حماس" بأن تعيد تنظيم صفوفها وتشن مزيداً من الهجمات.
واجتمع بلينكن، الخميس، مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس، وقال إنه بحث ضرورة إجراء إصلاحات في السلطة الفلسطينية، وذلك وسط مخاوف إزاء قدرة السلطة الفلسطينية على الاضطلاع بدور في غزة.
ونحا بلينكن، الجمعة، باللائمة على حماس في إنهاء الهدنة التي شهدت الإفراج عن نحو 100 رهينة والسماح بتدفق مزيد من المساعدات إلى غزة، قائلاً إن "حماس شنت هجمات صاروخية، وتراجعت عن التزامات قطعتها بشأن الإفراج عن الرهائن".
وقال بلينكن: "لا نزال نركز بشكل مكثف، على إعادة الجميع إلى ديارهم وإعادة الرهائن". وأضاف: "لا نزال نعمل على هذا".
وأشار إلى أنه ضغط خلال اجتماعات مع مسؤولين إسرائيليين من أجل "تطبيق إجراءات واضحة لحماية المدنيين واستمرار المساعدات الإنسانية". وأثنى على إسرائيل؛ لطلبها من سكان غزة التوجه إلى مناطق إجلاء آمنة.
يذكر أنه وفي صباح الجمعة، انتهت هدنة مؤقتة بين فصائل المقاومة الفلسطينية وإسرائيل، أنجزت بوساطة قطرية مصرية، واستمرت 7 أيام، جرى خلالها تبادل أسرى وإدخال مساعدات إنسانية للقطاع الذي يقطنه نحو 2.3 مليون فلسطيني.
وفور انتهاء الهدنة، استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية ضد القطاع، حيث استهدفت منذ الصباح مناطق متفرقة شمال ووسط وجنوب القطاع، أسفرت عن سقوط عشرات القتلى والجرحى، بحسب وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.
جدير بالذكر أنه ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرباً مدمرة على قطاع غزة خلّفت دماراً هائلاً في البنية التحتية وعشرات الآلاف من الضحايا المدنيين معظمهم أطفال ونساء، فضلاً عن كارثة إنسانية غير مسبوقة، وفقاً لمصادر رسمية فلسطينية وأممية.