فيدان: صمت الغرب إزاء وحشية إسرائيل أمر مرعب.. تحدث عن جهود تركية “مكثفة” لوقف العدوان على غزة

عربي بوست
تم النشر: 2023/11/16 الساعة 10:58 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2023/11/16 الساعة 12:42 بتوقيت غرينتش
وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان / رويترز

قال وزير الخارجية التركي، هاكان فيدان، نوفمبر/تشرين الثاني 2023، إن التزام الدول الغربية صاحبة النفوذ على إسرائيل الصمت أمام الوحشية الإسرائيلية في غزة "أمر مرعب"، في ظل استمرار قصف الاحتلال المتواصل على القطاع؛ ما أسفر عن استشهاد أكثر من 11 ألف فلسطيني وإصابة الآلاف. 

أضاف فيدان، في مؤتمر صحفي مع نظيره البوسني إلمدين كوناكوفيتش، بالعاصمة أنقرة، أن استمرار الصمت إزاء عدم التزام إسرائيل بالقوانين في غزة، هو بمثابة إعطاء الضوء الأخضر لانتهاكات القانون في أجزاء أخرى من العالم.

واستنكر الوزير التركي استمرار الوضع في غزة قائلاً: "من العار استمرار الحصار غير القانوني والهجمات اللاإنسانية على غزة"، داعياً العالم الغربي إلى حماية القيم الأخلاقية وعدم الدخول كطرف في الجريمة ضد الإنسانية التي ترتكب بشكل علني في غزة، فيما أكد أن تركيا تبذل "جهوداً مكثفة" لوقف هذه المجزرة وإنهاء هذه الوحشية.

لا يمكن الصمت أمام قصف المشافي والمدارس

وشدد فيدان على أنه لا يمكن الصمت أمام قصف إسرائيل المشافي والمدارس والمساجد في غزة، واستهداف كامل القطاع في سبيل مساعيها للقضاء على المقاومة. 

في حين أشار إلى أهمية الرسائل الصادرة في ختام القمة الإسلامية والعربية الاستثنائية الطارئة الأخيرة، مؤكداً ضرورة وقف الهجمات الإسرائيلية حالاً، وتطبيق حل الدولتين في أسرع وقت. 

وأوضح أن كافة الدول المشاركة في القمة اتفقت على متابعة القرارات الناجمة عن كثب، والتعاون سوياً من أجل إحلال السلام الدائم في المنطقة. 

في سياق متصل، لفت فيدان إلى استضافة إسطنبول قمة لعقيلات رؤساء دول بعنوان "قلب واحد من أجل فلسطين"، برعاية أمينة أردوغان، عقيلة الرئيس رجب طيب أردوغان. 

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان / الأناضول
وزير الخارجية التركي هاكان فيدان / الأناضول

أضاف أن مناشدات السلام في القمة هي "صوت الضمير العالمي"، مشيراً إلى استمرار بلاده في إرسال مساعدات إنسانية بوتيرة عالية إلى قطاع غزة الذي يتعرض لحرب إسرائيلية مدمرة منذ 41 يوماً. 

وشدد الوزير التركي على استمرار بذل المساعي لنقل كافة المرضى من مشافي غزة، وعلى رأسها مستشفى الصداقة التركية الفلسطينية، لافتاً إلى أنه تم نقل 27 مريضاً من غزة مع 13 مرافقاً لهم إلى العاصمة أنقرة، وأشار إلى أن بلاده تواصل مساعيها من أجل إنشاء مستشفى ميداني في غزة. 

وبينما أكد على استمرار تركيا في الوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني الشقيق في قضيته العادلة، اعتبر أن طريق السلام الدائم يمر عبر تطبيق حل الدولتين، مجدداً دعوته لوقف إطلاق النار في غزة بأسرع وقت.

مقترح "آلية الدول الضامنة"

والأسبوع الماضي، أعلن فيدان أن أنقرة تقترح آلية الدول الضامنة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، مؤكداً أنها تضع كذلك حداً لتصاعد الصراع، وهي ذاتها الآلية الدولية التي تطبقها مع روسيا وإيران في سوريا، وقامت بها في البوسنة والهرسك وقبرص ودول أخرى تاريخياً.

أكد فيدان، في تصريحاته منذ بداية العدوان الإسرائيلي، أهمية هذا الأمر، وذكر أن المفاوضات التي أُجريت خلال الـ30 عاماً الماضية لم تسفر عن نتائج؛ "لذلك يجب تفعيل أدوات جديدة، وخاصة آلية الضامن".

أثناء تعبيره عن موقف تركيا في اجتماع قمة السلام، الذي عُقد في القاهرة في 21 أكتوبر/تشرين الأول 2023، قال فيدان: "يجب تصميم آلية ضمان جديدة وتنفيذها. وضمان الخطوات التي اتخذتها الأطراف من أجل السلام العادل".

وذكر وزير الخارجية أن أنقرة مستعدة لاتخاذ خطوات لهذا الغرض، ليؤكد أن تركيا تقترح آلية الدول الضامنة، موجهاً رسالة مفادها أنها تريد أن تكون ضامناً نيابة عن فلسطين، إذا رأت الأطراف ذلك مناسباً.

وفقاً لفيدان، فإن "أولئك الذين يرغبون في القيام بذلك في المنطقة، يمكنهم أن يصبحوا ضامنين لفلسطين، ويمكن للدول الغربية أن تصبح ضامنة لإسرائيل، وتتبنى عملية التنفيذ الكامل والتام لاتفاقية سلام محتملة".

مقترح أنقرة لتشكيل المنصة الضامنة لفلسطين قابله دعم من وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف؛ الذي أبدى موافقة بلاده على المقترح التركي؛ مضيفاً أنهم سيدعمون جميع أنواع المساهمات الإيجابية لضمان السلام، وأنهم على استعداد للعمل مع تركيا بشأن هذه القضية.

وتسعى تركيا، التي اقترحت آلية الضامن، أن تكون فعالة في العملية؛ وظهر ذلك من خلال اتباع دبلوماسية نشطة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، بشكل متزامن مع تعزيز علاقاتها مع كل من مصر وقطر والأردن، وهي من أبرز الدول المؤثرة في القضية الفلسطينية.

تحميل المزيد