أكدت منظمات دولية معنية بحقوق الإنسان أن أرقام الشهداء التي تعلنها وزارة الصحة في قطاع غزة نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل، تعتبر "دقيقة إلى حد كبير وموثوقة تاريخياً"، رغم تشكيك الرئيس الأمريكي جو بايدن وقوله إنه لا يثق به، دون توضيح الأسباب.
ورداً على تشكيك بايدن، أكّدت وزارة الصحة في غزة، مساء الخميس 26 أكتوبر/تشرين الأول 2023، رفضها تشكيك واشنطن في أرقام الشهداء التي تعلنها، والتي تزداد باستمرار من جرّاء تواصُل العدوان الإسرائيلي.
حيث أصدرت وزارة الصحة وثيقة من 212 صفحة تضم أسماء وأرقام بطاقات هوية 6747 شهيداً بينهم 2665 طفلاً، ولا تشمل 529 شخصاً ما زالوا مجهولي الهوية.
فيما أعلنت وزارة الداخلية في غزة ارتفاع عدد المفقودين تحت الأنقاض بالقطاع جراء الغارات الجوية الإسرائيلية المكثفة إلى 1950 شخصاً، بينما يواصل جيش الاحتلال استهداف القطاع بغارات دمّرت أحياء بكاملها.
"موثوقة بوجه عام"
بدورها، تقول الأمم المتحدة ومنظمات دولية أخرى إن الأعداد النهائية يمكن أن تختلف قليلاً عن تلك التي تعلن عنها وزارة الصحة في غزة بعد الهجمات مباشرة، لكنها "تثق بها بوجه عام".
وقال مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في بيان: "نواصل إدراج بياناتهم (الصحة في غزة) في تقاريرنا ومن الواضح أنها تستند إلى مصادر".
أضاف البيان: "من المستحيل تقريباً في الوقت الحالي تقديم أي تحقق من جانب الأمم المتحدة على أساس يومي".
من جانبه، قال مايكل رايان، المدير التنفيذي لبرنامج منظمة الصحة العالمية للطوارئ الصحية، الذي يتخذ من جنيف مقراً، الأسبوع الماضي، إن الأرقام التي نشرها الجانبان "قد لا تكون دقيقة تماماً عند صدورها لحظة بلحظة، لكنها تعكس بشكل عام مستوى الوفيات والإصابات في جانبي هذا الصراع".
"لا تناقضات كبيرة"
وتقول منظمة هيومن رايتس ووتش، التي تتخذ من نيويورك مقراً، إن "أعداد القتلى موثوقة بشكل عام"، مؤكدة أنها "لم تجد تناقضات كبيرة" عند التحقق بشأن الضربات السابقة على غزة.
في السياق ذاته، قال عمر شاكر، مدير هيومن رايتس ووتش في إسرائيل وفلسطين: "من الجدير بالذكر أن الأرقام التي تصدر منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول متسقة بشكل عام أو في إطار المنطق الذي يمكن للمرء توقعه لأعداد القتلى، نظراً لكثافة القصف في مثل هذه المنطقة المكتظة بالسكان".
وقال لرويترز: "هذه الأرقام تتماشى مع ما يمكن توقعه في ضوء ما نراه على الأرض من خلال ما يقوله الشهود وصور الأقمار الاصطناعية وغيرها".
ومنذ 21 يوماً يواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي استهداف غزة بغارات جوية مكثفة دمّرت أحياء سكنية بأكملها، ما أسفر عن استشهاد 7028 فلسطينياً، بينهم 2913 طفلاً و1709 سيدات و397 مسناً، وإصابة 18484 شخصاً، إضافة إلى نحو 2000 مفقود تحت الأنقاض معظمهم مدنيون.
كما قطعت إسرائيل عن القطاع إمدادات الغذاء والوقود والماء والمواد الطبية، وتمنع دخول المساعدات بذريعة أنها قد تصل لحركة "حماس" وتعزز صمودها، في حين عرضت الأونروا آلية "آليات صلبة لتوجيه المساعدات للأشخاص الأشد حاجة إليها".