احتمى وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، رفقة أعضاء "كابينت الحرب" الإسرائيلي بقيادة بنيامين نتنياهو، داخل غرفة محصنة في أثناء دوي صفارات الإنذار للمرة الثالثة بمناطق وسط إسرائيل ومن ضمنها تل أبيب؛ بعد إطلاق رشقات صاروخية من قطاع غزة، بحسب إعلام عبري، وذلك يوم الإثنين 16 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية: "التقى رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بوزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن للمرة الثانية منذ اندلاع الحرب". وأضافت: "شارك الاثنان في النقاش بكابينت (مجلس وزاري مصغر) الحرب، إضافة إلى وزير الدفاع يوآف غالانت، و(وزير الدفاع السابق) بيني غانتس، و(رئيس الأركان الأسبق) غادي آيزنكوت ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر، وعضو الكنيست أرييه درعي".
بلينكن ونتنياهو يحتميان في غرفة محصنة
بحسب الصحيفة، فإنه في بداية الاجتماع المنعقد بمقر وزارة الدفاع في تل أبيب، دوت صفارات الإنذار في المدينة، ما اضطر بلينكن ونتنياهو وباقي المسؤولين الإسرائيليين إلى الاحتماء في غرفة محصنة.
من جانبها، قالت إذاعة الجيش الإسرائيلي (غالي تساهال)، إن حركة "حماس" تحاول تحقيق "إنجازات دعائية" في اليوم العاشر للحرب. وأضافت: "أطلقت حماس صواريخ على القدس أثناء انعقاد الهيئة العامة للكنيست لإجلاء أعضاء الكنيست إلى الغرف المحصنة".
وتابعت: "أطلقت الصواريخ على تل أبيب خلال فترة انعقاد كابينت الحرب، لإدخال وزير الخارجية الأمريكي بلينكن إلى الغرفة المحصنة".
وفي وقت سابقٍ الإثنين، وصل وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، إلى تل أبيب للمرة الثانية خلال 5 أيام، تزامناً مع التصعيد الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023.
الآلاف يفترشون مراكز الإيواء
في سياق موازٍ يفترش آلاف النازحين الفلسطينيين الأرض داخل مراكز الإيواء؛ هرباً من نيران الحرب، في ظل تردي أوضاعهم الصحية والمعيشية التي فاقمها شح المياه والمواد التموينية.
واكتظت أقسام وساحات مجمع "ناصر الطبي" الحكومي في خان يونس بالنازحين، بعضهم يعانون من إصابات وجروح بفعل الحرب والغارات الإسرائيلية؛ حيث لم يعد هناك متَّسع لأعداد إضافية، في ظل التوافد المتواصل للنازحين، بحثاً عن أماكن آمنة.
وقال المصاب عبد الرحيم موسى (19 عاماً)، لمراسل "الأناضول": "نواجه حياة مأساوية جداً هنا؛ لليوم التاسع أقف أمام المستشفى؛ طوابير من أجل الحصول على المياه أو دخول الحمام، كما أنه بالكاد نستطيع الحصول على طعام، حتى عندما أذهب للتبديل على الجرح أقف في طابور طويل". وأضاف: "لا يوجد شيء هنا، سوى كهرباء المستشفى التي تؤنسنا؛ حتى أسعار بعض السلع المعروضة المتوافرة باهظة".
وبدورها، أوضحت ليلى أبو نجا (75 عاماً)، أنها نزحت بعد تهديدات بقصف منطقتها الواقعة شرقي خان يونس؛ وانتهى بها الحال إلى الجلوس برفقة الأقارب وآلاف النازحين في مكان ضيق داخل العيادة الخارجية بمجمع ناصر.
وقالت: "هذا الحال صعب؛ شعور سيئ للغاية، لا سيما مع شح المياه؛ أما الطعام فيقدمه لنا فاعلو الخير في بعض الأحيان". ونزح آلاف الفلسطينيين من شرقي وشمالي وغربي قطاع غزة، هرباً من القصف.
استمرار نزوح الفلسطينيين في غزة
في وقت سابقٍ الإثنين، أكد سلامة معروف، رئيس المكتب الإعلامي الحكومي في غزة، نزوح نحو 70 ألف شخص فقط من شمال غزة باتجاه جنوبها، نافياً ما أعلنه جيش الاحتلال الإسرائيلي سابقاً، عن نزوح 600 ألف فلسطيني، جراء الحرب الدائرة مع حركة حماس.
وتستهدف الطائرات الإسرائيلية في قصفها لغزة، المباني السكنية والمرافق، فضلاً عن قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والمرافق الأساسية الأخرى، بالتزامن مع رفع وتيرة المداهمات لمدن ومخيمات الضفة الغربية.
ويعاني سكان قطاع غزة، من أوضاع معيشية متدهورة للغاية؛ جراء حصار إسرائيلي متواصل منذ أن فازت "حماس" بالانتخابات التشريعية الفلسطينية في 2006.
والإثنين، أعلنت السلطات الفلسطينية، أن حصيلة الضحايا في قطاع غزة والضفة الغربية منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، ارتفعت إلى 2836 قتيلاً و11181 مصاباً على الأقل.
وتحدثت وزارة الصحة الفلسطينية في بيان، عن "استشهاد 2750 مواطناً وإصابة أكثر من 9700 آخرين في قطاع غزة". وأوضحت أن "عدد القتلى الفلسطينيين بالضفة الغربية وصل إلى 58 شهيداً، إضافة إلى أكثر من 1250 جريحاً".
فيما أسفرت عملية "طوفان القدس" التي نفذتها حماس وفصائل فلسطينية حركة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول، عن مقتل أكثر من 1300 إسرائيلي بينهم جنود وضباط بالجيش، وإصابة 3968، وأسر نحو 200 آخرين، وفقاً لمصادر رسمية إسرائيلية.