قالت السلطات الليبية إن 145 مصرياً توفوا جراء الفيضانات التي ضربت البلاد على إثر إعصار دانيال الذي تسبب في مقتل الآلاف وتدمير مئات المنازل. في الوقت نفسه أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، الثلاثاء، تخصيص مبلغ 2 مليار دينار (446.4 مليون دولار)، لصالح صندوق إعمار مدينتي بنغازي ودرنة، لإعادة إعمار البلديات المنكوبة.
الادارة العامة لأمن السواحل في منطقة طبرق الليبية قالت في بيان رسمي لها على صفحتها في فيسبوك: "وصل عدد 145 جثماناً لإخوتنا المصريين إلى مشرحة طبرق لتغسيلهم والبدء في إرسالهم لذويهم"، وأضافت في بيانها: "جميع الوفيات تم ترحيلها إلى جمهورية مصر العربية".
تخصيص نصف مليار دولار لإعادة إعمار درنة وبنغازي
من جانبه، أعلن رئيس حكومة الوحدة الوطنية الليبية عبد الحميد الدبيبة، الثلاثاء، تخصيص مبلغ 2 مليار دينار (446.4 مليون دولار)، لصالح صندوق إعمار مدينتي بنغازي ودرنة، لإعادة إعمار البلديات المنكوبة.
وكلف الدبيبة في القرار الذي أصدره ونشرته منصة "حكومتنا" (رسمية)، صندوق إعمار مدينتي بنغازي ودرنة بإعادة إعمار وتأهيل المناطق التي دمرتها السيول والأمطار، بالبلديات المنكوبة بالمنطقة الشرقية.
وجاء في القرار: "تم تخصيص ملياري دينار ليبي لإعادة إعمار البلديات المنكوبة التي دمرتها السيول".
والأحد، اجتاح الإعصار المتوسطي "دانيال" عدة مناطق شرقي ليبيا أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج، بالإضافة إلى سوسة ودرنة.
وتجاوزت حصيلة ضحايا الإعصار "3000" حالة وفاة مع آلاف المفقودين، وفق تصريح الثلاثاء، قاله للأناضول عثمان عبد الجليل وزير الصحة بالحكومة الليبية المكلف من قبل مجلس النواب.
وجاء في قرار آخر أصدره الدبيبة ونشره المصدر نفسه: "أعطى الدبيبة الأذن لجهاز تنفيذ مشروعات المواصلات، بالتعاقد مع شركات عالمية متخصصة لإعادة إنشاء العبارات الخرسانية، وصيانة عدد من الجسور في المناطق المنكوبة شرقي البلاد".
انهيار شبكة الطرق بالكامل في درنة
خلال وقت سابق، قال رئيس مصلحة الطرق والجسور بحكومة الوحدة الوطنية الحسين سويدان، للأناضول، إن شبكة الطرق والجسور في مدينة درنة شرقي البلاد "انهارت بشكل كامل جراء الإعصار.. تكلفة إعادة إعمارها تبلغ 300 مليون دينار (67 مليون دولار)".
وأوضح المسؤول الليبي أن عدداً من الطرق والجسور الرابطة بين المدن والقرى في المنطقة الشرقية انهارت، ما تسبب بعوائق من بينها "التأخر في إيصال المساعدات للمدن المنكوبة".
من جهة أخرى، وصل رئيس أركان حرب الجيش المصري أسامة عسكر، الثلاثاء، 12 سبتمبر/أيلول 2023 إلى ليبيا للتنسيق بشأن تقديم الدعم اللوجستي والإغاثة الإنسانية العاجلة للشعب الليبي، بعد الإعصار الذي ضرب البلاد وخلّف آلاف الضحايا ودماراً كبيراً. في الوقت نفسه أعلنت الرئاسة المصرية، الحداد ثلاثة أيام؛ تضامناً مع المغرب وليبيا اللذين يواجهان تداعيات كارثتي الزلزال والإعصار، موجهة الجيش بتقديم دعم فوري بحراً وجواً.
قال المتحدث العسكري باسم الجيش، غريب عبد الحافظ غريب، في بيان: "وصل اليوم إلى ليبيا (لم يحدد المكان) وفد عسكري مصري برئاسة أسامة عسكر رئيس أركان حرب القوات المسلحة للتنسيق على سبل تقديم كافة أوجه الدعم اللوجستي والإغاثة الإنسانية العاجلة".
مصر ترسل رئيس أركان الجيش إلى ليبيا بسبب الفيضانات
ذكر المتحدث العسكري باسم الجيش، غريب عبد الحافظ غريب أن الزيارة تأتي "بالتعاون مع الأجهزة والمؤسسات الليبية المختصة، وفقاً لاحتياجاتها لمواجهة التداعيات المترتبة على الإعصار مع فتح جسر جوي لنقل الدعم اللوجستي، يبدأ بإيفاد عدد 3 طائرات عسكرية تحمل على متنها مواد طبية وغذائية وعدد 25 طاقم إنقاذ مزودة بكافة المعدات الفنية اللازمة".
وتحدث عن "طائرة أخرى لتنفيذ أعمال الإخلاء الطبي للشهداء والمصابين"، دون مزيد من التفاصيل.
وأوضح البيان أن ذلك يأتي "تنفيذاً لتوجيهات الرئيس (المصري) عبد الفتاح السيسي، وانطلاقاً من دعم وتضامن مصر تجاه الشعب الليبي الشقيق في كافة المحن والأزمات".
من جانبه قال خالد الطيف، إمام أحد المساجد في مدينة البيضاء الليبية في تصريحات خاصة لـ"عربي بوست"، إن الوضع في ليبيا يفوق "الوصف" وإن البلاد تعرضت لما وصفها بالنكبة التي لم تكُن في الحسبان، وأشار الى أن تجربة الحرب التي واجهتها ليبيا لم تكن بمثل هذه المرارة.
كشف في اتصال هاتفي مع "عربي بوست" أن درنة تدمرت بالكامل وأنها في حاجة إلى "معجزة" لإعادة الحياة فيها مرة أخرى، مشيراً إلى أن مدينة البيضاء طالها كذلك الدمار بشكل كبير ولكن ليس كما الحال في درنة.
في حين ذكر إبراهيم البرعصي، وهو أحد الموظفين في جامعة عمر المختار في مدينة البيضاء، أن الفيضانات دمرت عمارات بالكامل في البيضاء، مشيراً إلى أن البلاد ليس فيها بنية تحتية جيدة تستطيع أن تواجه مثل هذه الفيضانات الشديدة وغير المتوقعة.
أما بخصوص إعادة الإعمار، فقد شكك إبراهيم البرعصي في قدرة الحكومة، سواء في بنغازي أو في طرابلس على المضي قدماً في إعادة الإعمار بسبب الانقسام الذي يضرب البلاد، وكذلك حالة الفوضى الأمنية. مشددا على أن الفساد من الممكن أن يبتلع هذه الأموال التي تم الإعلان عنها لكي تتم إعادة إعمار ما تم تدميره في درنة والبيضاء وبنغازي ومناطق أخرى.
يذكر أنه في يوم الأحد، اجتاح إعصار "دانيال" عدة مناطق شرقي ليبيا أبرزها مدن بنغازي والبيضاء والمرج، بالإضافة إلى سوسة ودرنة، مخلفاً آلاف القتلى والمفقودين ودماراً كبيراً في البنية التحتية.