شهد مخيم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في لبنان، حالة من الهدوء الحذر مساء الثلاثاء 1 أغسطس/آب 2023، بعد تجدد الاشتباكات بين فصائل إسلامية وقوات الأمن الوطني التابعة لحركة "فتح" ظهر اليوم، وفق الأناضول.
ومساء أمس الإثنين 31 يوليو/تموز، توصل طرفا النزاع إلى هدنة لوقف إطلاق النار، لكنها لم تدُم طويلاً؛ حيث عادت الاشتباكات بوتيرة أشد ظهر اليوم الثلاثاء، وسط اتهامات متبادلة حول خرق الهدنة.
تعزيزات كبيرة للجيش اللبناني
من ناحية أخرى، ذكرت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية أن تعزيزات كبيرة للجيش اللبناني وصلت مساء الثلاثاء إلى مدينة صيدا جنوبي البلاد، مشيرة إلى أن عشرات الآليات العسكرية شوهدت تعبر باتجاه مدخل صيدا الشمالي.
من جانبها، أعلنت "هيئة العمل الفلسطيني المشترك" في بيان، تشكيلها لجنة ميدانية لتثبيت وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة وتكليف لجنة تحقيق في اغتيال اللواء أبو أشرف العرموشي، مؤكدةً رفع الغطاء عن مرتكبي العملية.
كان العرموشي تعرض لعملية اغتيال قضى على إثرها خلال عودته من اجتماع لبحث سبل تسليم مطلق النار فجر الأحد 30 يوليو/تموز، والذي تسبب في مقتل شاب وإصابة آخرين في مخيم عين الحلوة؛ ما أدى إلى اندلاع الاشتباكات.
كانت الهيئة عقدت اجتماعاً طارئاً بحضور السفير الفلسطيني لدى بيروت أشرف دبور، الثلاثاء، في مقر السفارة لمتابعة الأحداث الأمنية في مخيم عين الحلوة، ووفق بيان صدر عن الاجتماع، أدانت الهيئة "مرتكبي عملية الاغتيال"، كما وضعت الهيئة "هذا الفعل الإجرامي في دائرة الأجندات التي تخدم الاحتلال".
بحسب الأناضول، تجددت الاشتباكات بعد انتهاء اجتماع بين مسؤولين فلسطينيين ولبنانيين في دار الفتوى بمدينة صيدا برئاسة مفتي لبنان سليم سوسان.
11 قتيلاً وإصابة العشرات
ومساء الإثنين، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، في بيان، أن المواجهات في مخيم عين الحلوة أسفرت عن مقتل 11 شخصاً وجرح 40 آخرين، فيما تضررت مدرستان تابعتان لها، بينما اضطر أكثر من 2000 شخص إلى مغادرة المخيم، هرباً من الاشتباكات.
ويعد "عين الحلوة"، الذي تأسس عام 1948، أكبر مخيم للاجئين الفلسطينيين في لبنان من حيث عدد السكان، إذ يضم حوالي 50 ألف لاجئ مسجل بحسب الأمم المتحدة، بينما تقدر إحصاءات غير رسمية سكان المخيم بما يزيد عن 70 ألف نسمة على مساحة محدودة.
وتقدر أونروا أن ما يصل إلى 250 ألف لاجئ فلسطيني يعيشون في 12 مخيماً فلسطينياً في لبنان يعود تاريخها إلى حرب عام 1948 بين إسرائيل والعرب. وتقع المخيمات إلى حد بعيد خارج نطاق سيطرة الأجهزة الأمنية اللبنانية.