تلقى المرشح للانتخابات الرئاسية التركية سنان أوغان مكالمة هاتفية من نائب رئيس العدالة والتنمية بن علي يلدرم، وأخرى من رئيس حزب الشعب الجمهوري ومرشح المعارضة الرئيسي كمال كليجدار أوغلو، بحسب ما أكدت وسائل إعلام تركية مساء الأحد 14 مايو/أيار 2023.
وحصل سنان أوغان على 5.25% من نتائج الانتخابات الرئاسية، مع فرز قرابة 97% من الأصوات، في الوقت الذي من المحتمل أن تذهب الانتخابات لجولة ثانية مع عدم حسم النتائج في الجولة الأولى.
وفي أول تصريح له بعد ظهور النتائج شبه النهائية للانتخابات الرئاسية قال سنان أوغان: "نرى احتمالية كبيرة بأن تذهب الانتخابات إلى الجولة الثانية".
واستنكر أوغان موقف شركات الاستطلاع لأنها تجاهلته في استطلاعات الرأي، قائلاً: "لقد تعرضنا للتنكيل في التحليلات والصحف".
وعن الجولة الثانية قال أوغان: "القوميون والكماليون الأتراك هم مفتاح الفوز فيها".
كما أضاف: "أولئك الذين هاجمونا في اليومين الماضيين بعد إجبار "محرم إينجه" على الانسحاب من الانتخابات بضغوط مختلفة، واتهمونا ظلماً وحاولوا قتلنا، يجب أن يكون لديهم الكثير من الدروس التي يجب تعلمها من هذه الصورة السياسية!".
من جانبها، قالت صحيفة "دير شبيغل" الألمانية إن أوغان صرح لها بشرط وضعه لدعم مرشح المعارضة كليجدار أوغلو، ويتمثل في إخراج حزب الشعوب الديمقراطي الكردي، من الحياة السياسية.
المرشح الرئاسي أوغان خرج في تغريدة نافياً ما نقلت الصحيفة، قائلاً إن هذه التفاصيل لم ترد فيها تماماً.
فيما نقلت وكالة رويترز عن أوغان قوله "إنه لا يميل لدعم أي جانب في جولة الإعادة".
وفي وقت سابق قبل يوم الانتخابات، قال سنان أوغان إن قراره في دعم مرشح خلال الجولة الثانية سيكون مبنياً على حوار قد يجريه مع الأطراف المتنافسة.
وأظهرت النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية والبرلمانية في تركيا، مساء الأحد، 14 مايو/أيار 2023، تقدم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان على المنافسين الآخرين للرئاسة، كمال كليجدار أوغلو، وسنان أوغان.
وكالة الأناضول التركية الرسمية، قالت إن أردوغان حصل على 49.35%، مقابل حصول كليجدار أوغلو على 44.97%، فيما حصل أوغان على 5.25%، وقالت إن هذه النتائج لـ97.45% من الصناديق المفتوحة، ويبلغ فارق الأصوات بين أردوغان وأوغلو نحو 2.9 مليون صوت.
في السياق ذاته، حصل تحالف "الجمهور" (أردوغان) على 49.51% من الأصوات في الانتخابات البرلمانية، فيما حصل تحالف "الأمة" (أوغلو) على 35.06% من الأصوات، وتوزعت الأصوات بين بقية الأحلاف الأخرى، وذلك بعد فرز 95% من الأصوات.
من هو سنان أوغان؟
ولد أوغان في 1 سبتمبر/أيلول 1967 في منطقة ملاكلي بولاية إغدير التركية، وهو من أسرة تمتد جذورها إلى أذربيجان، ودرس في كلية الاقتصاد والعلوم الإدارية، أكمل دراسة الدكتوراه في جامعة موسكو الحكومية في روسيا للعلاقات الدولية، ويتحدث اللغتين الروسية والإنجليزية.
دخل سنان أوغان الحياة السياسية عن طريق حزب الحركة القومية اليميني، والذي يوجد الآن ضمن تحالف "الجمهور" مع حزب العدالة والتنمية الحاكم، واُنتخب في 2011 نائباً برلمانياً عن مدينة إغدير مسقط رأسه، ليدخل مجلس الأمة التركي (البرلمان) لأول مرة.
لكن أوغان وجد نفسه خارج قائمة المرشحين البرلمانيين عن حزب الحركة القومية في انتخابات 2015 التشريعية؛ مما أثار خلافات بينه وبين قيادة الحزب، لينتهي المطاف به مطروداً من الحركة القومية بموجب قرار لجنة التأديب الداخلية.
في العام ذاته (2015) تمكن أوغان من العودة إلى الحركة القومية مجدداً، حيث كسب دعوى قضائية ضد قرار طرده من الحزب، إلا أنه طُرد من الحزب مجدداً في 10 مارس/آذار 2017 مع 3 أعضاء آخرين، ليعلن انتهاء مشواره السياسي مع حزب الحركة القومية.
اشتهر سنان أوغان بخطاب يوصف بالعنصري ضد اللاجئين الذين تستضيفهم تركيا تحت بند "الحماية المؤقتة"، ودعا مراراً إلى إعادتهم إلى بلادهم، كما أنه توعد في أبريل/نيسان المنصرم بإعادة السوريين في تركيا إلى بلدهم "قسراً إذا اضطر الأمر"، مما أثار جدلاً واسعاً.
في الوقت ذاته، فإن "تحالف الأجداد" الذي رشّح أوغان للانتخابات الرئاسية، يقوده حزب النصر المعارض برئاسة اليميني المتطرف أوميت أوزداغ، وهو الآخر معروف بخطابه العنصري المتشدد ضد اللاجئين والأجانب في تركيا لا سيما الجالية العربية.
يقوم خطاب التحالف على وعود حول إعادة السوريين إلى بلادهم "في أقرب وقت"، دون برامج سياسية أخرى واضحة في ملفات الاقتصاد والمشاريع الأخرى.