لم تقتصر متابعة الانتخابات التركية، في 14 مايو/أيار 2023، على المواطنين الأتراك داخل البلاد وخارجها، بل شغلت هذه الانتخابات اهتمام المراقبين في العالم أجمع؛ حيث تابعت وسائل الإعلام العالمية وقائع الانتخابات دقيقةً بدقيقة، وفق صحيفة Akşam التركية.
حتى قبل أن تعلن الهيئة العليا للانتخابات في تركيا رسمياً، الإثنين 15 مايو/أيار، عن قرار الذهاب إلى جولة ثانية، رأت وسائل إعلام دولية أن نتائج مرشح "الطاولة السداسية" كمال كليجدار أوغلو "جاءت مخالفة لاستطلاعات الرأي المقربة من دوائر المعارضة".
بعض تلك الوسائل مال إلى أن مرشح تحالف الجمهور الحاكم، الرئيس رجب طيب أردوغان "ستكون له أفضلية الفوز بالانتخابات في الجولة الثانية"، وأن المرشح الثالث سنان أوغان قد يكون له دور مهم في هذه الجولة.
وإليكم نظرة إلى وسائل الإعلام العالمية وتغطيتها للنتائج الجزئية للانتخابات التركية:
نتائج كليجدار أوغلو محبِطة
بدورها، قالت وكالة الأنباء الفرنسية إن أهم انتخابات في تاريخ تركيا في سبيلها للتوجه إلى جولة ثانية. وأشارت إلى أن أردوغان خرج أمام أنصاره المحتشدين أمام مقر حزب العدالة والتنمية في أنقرة بُعيد منتصف الليل، وحظي بالتصفيق والهتافات، وقال: "أؤمن من صميم قلبي أننا سنستمر في خدمة شعبنا خلال السنوات الخمس المقبلة".
ورأت الوكالة الفرنسية أن نسبة أصوات كليجدار أوغلو جاءت مخيبة للآمال التي بثَّتها نتائج استطلاعات الرأي.
وأشارت إلى أنه على الرغم من أن "تحالف كليجدار أوغلو اعترض في البداية على نتائج فرز الأصوات، وادَّعى أنه متقدم على خصمه، فإن السياسي البالغ من العمر 74 عاماً بدا يائساً بعض الشيء عندما ظهر أمام الصحفيين، وأقر بأن اللجوء إلى جولة ثانية يبدو أمراً شبه محتوم"، على حد تعبيره.
الشعب التركي لن يرغب في حكومة منقسمة
أما وكالة "أسوشيتد برس" فنقلت عن هوارد إينستات، الأستاذ المساعد في تاريخ الشرق الأوسط وسياساته بجامعة سانت لورانس الأمريكية، قوله إن "أردوغان من المرجح أن تكون له أفضلية على خصمه في جولة الإعادة؛ لأن حزب الرئيس كان أحسن أداء من حزب خصمه في الانتخابات البرلمانية".
أضاف أن الناخبين في تركيا لن يرغبوا في "حكومة منقسمة" بين رئيس وأغلبية برلمانية ينتميان إلى حزبين مختلفين.
المشاركة غير المسبوقة في الانتخابات
من جانب آخر، أفادت صحيفة التلغراف البريطانية بأن ما وصفته بالسباق المتقارب في تركيا سيتأجل حسمه إلى جولة ثانية، وقالت إن "تقارير غير رسمية كشفت عن مشاركة الناخبين بأعداد غير مسبوقة في التصويت، فقد ذكر مراقبون أن نسبة الإقبال اقتربت من 90 %".
"أردوغان يبدو أقرب إلى الغلبة"!
من جانبها، قالت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" إنه "على الرغم من أن الرئيس التركي قد مر بأشهر صعبة للغاية، فإنه يبدو أقرب إلى الغلبة في الانتخابات" بعد نتائج أمس. وكتبت أن أردوغان لديه الأفضلية على خصمه في الفوز بهذه الانتخابات.
وأشارت الشبكة إلى أن مصير الأصوات في الجولة الثانية ومقدار التنافس فيها بين المرشحين لم يتضحا بعد، لكن الأوساط السياسية بدأت تشهد بالفعل بعض الترجيحات الملموسة بشأن الوجهة التي ستذهب إليها أصوات المرشح القومي سنان أوغان -التي بلغت نسبتها نحو 5 % من الأصوات- ورجَّحت أن كلا الزعيمين سيحاول استمالته، وأنه قد يفرض بعض الشروط الصعبة.
نتائج الانتخابات لها تأثير عالمي
صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قالت إن انتخابات أمس كانت أصعب اختبار لأردوغان -أكثر السياسيين نجاحاً في تركيا وأبرز زعيم لها على مدى عشرين عاماً- وأكدت أن السباق تابعه العالم كله متابعة وثيقة.
أما صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية، لفتت إلى أن تركيا قوة عالمية واعدة وعضو في حلف الناتو، وأن نتائج الانتخابات من المتوقع أن تكون لها تأثيرات جيوسياسية بعيدة المدى.
أردوغان بدا واثقاً من الانتصار
بدورها، أكدت قناة CNBC الأمريكية أن التفوق في هذه الانتخابات أقرب إلى أردوغان، بحسب نتائج غير رسمية. وأشارت إلى أن الرئيس التركي "بدا واثقاً، واتسم خطابه لأنصاره بروح التنافس القتالية".
أما شبكة CNN الإخبارية الأمريكية فقالت في تقريرها الذي حمل عنوان "سباق الانتخابات الشرس في تركيا يبدو في سبيله إلى جولة ثانية"، إن أصوات سنان أوغان قد يكون لها دور مهم في حسم الجولة الثانية من الانتخابات.
فيما ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أيضاً أن الانتخابات يبدو أنها تتجه إلى جولة ثانية، وفقاً للنتائج الأولية، وقالت إن "نتيجة التصويت ستعيد تشكيل المشهد السياسي في تركيا".
"دول الغرب ستتنفس الصعداء"!
وسلطت وسائل الإعلام الألمانية الضوء على أداء أردوغان اللافت في هذه الانتخابات، حيث ذكرت قناة Tagesschau أن إقبال الناخبين الأتراك في ألمانيا على المشاركة في هذه الانتخابات كان أعلى من أي وقت مضى.
وذكرت صحيفة Welt أن أردوغان تصدّر في هذه الانتخابات، بيد أن الحسم بات يحتاج إلى جولة ثانية، وقالت الصحيفة: "لقد كان أداء الرئيس التركي جيداً إلى حد ما. لكن من غير الواضح بعد ما إذا كان أوغان سيميل إلى مرشح معين ويحث ناخبيه على التصويت له في جولة الإعادة المحتملة أم لا".
في المقابل، أكدت قناة ZDF الألمانية أن الانتخابات متجهة إلى جولة ثانية، وقالت إن "الغرب سيتنفس الصعداء إن فاز كليجدار أوغلو بالجولة الثانية".
وسائل الإعلام السويدية تهتم بأوغان
في الإعلام السويدي، يبدو أن الشأن التركي صار على رأس القضايا محل الاهتمام في السويد، وهي من الدول التي لا تطيق صبراً على رؤية النتائج النهائية لهذه الانتخابات، وفق صحيفة "أكشام" التركية.
في يحن رجَّحت صحيفة Dagens Nyheter -في تقريرها المعنون "لا يوجد فائز واضح في الانتخابات الرئاسية التركية"- أن تتجه الانتخابات إلى جولة ثانية. وأكدت الصحيفة أن سنان أوغان يمكن أن يكون له دور حاسم في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية.
فيما ذكرت صحيفة Aftonbladet السويدية أن تركيا تتهيأ لجولة ثانية من الانتخابات، وأكدت أن سنان أوغان -الذي يتوقع أن يكون له دور حاسم- لم يقرر بعدُ من سيدعم في الجولة الثانية.
أردوغان برهن على تأييد الناس له أمام المنافسين والعالم
على المنوال ذاته، فإن اليونان، التي يستعد الناخبون فيها أيضاً للتوجه إلى صناديق الاقتراع يوم الأحد 21 مايو/أيار، فقد تابعت كذلك نتائج الانتخابات في تركيا دقيقةً بدقيقة.
حيث ذكرت صحيفة Kathimerini، أبرز الصحف في اليونان، أن كليجدار أوغلو "عجز عن بلوغ الأصوات التي توقعتها له استطلاعات الرأي".
وقالت الصحيفة إنه "من المستبعد جداً أن يغير مَن صوَّتوا لأردوغان في الجولة الأولى موقفهم في الجولة الثانية، أو ألا يذهبوا إلى صناديق الاقتراع بعد أسبوعين. والسؤال الذي ينبغي طرحه ليس عما إذا كان أردوغان يمكن أن يخسر بعض الأصوات، وإنما إذا كان كليجدار أوغلو يستطيع زيادة أصواته من الأصل".
وقالت صحيفة Protothema إن الرئيس التركي تصدَّر الانتخابات وفقاً للنتائج الأولية، و"قد برهن رئيس تركيا للمجتمع الدولي، ولخصومه كذلك، على أن لديه رأس المال اللازم للنضال من أجل الفوز في أهم انتخابات له في مسيرته السياسية".