قال موقع Middle East Eye البريطاني في تقرير نشره الجمعة 5 مايو/أيار 2023، إن مئات السودانيين واليمنيين عالقون في مدينة بورتسودان السودانية بعد هروبهم من الخرطوم جراء القتال الدائر بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع، ويزداد مصيرهم ضبابية في ظل عدم قدرتهم على الخروج من السودان.
كان محمود الشيباني يعمل في مطعم بالخرطوم عندما اندلع القتال بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية يوم السبت 15 أبريل/نيسان وقد استقر الشيباني، اللاجئ الذي فر من الحرب في وطنه اليمن، في العاصمة السودانية. وقال لموقع Middle East Eye البريطاني: "كان كل شيء على ما يرام، ثم اندلعت الحرب، وصارت عدوانية للغاية".
عائلة يمنية تواجه مصيراً غامضاً في بورتسودان
محمود الشيباني، اليمني والهارب من بلاده، قرر هو وعائلته مغادرة المدينة، التي كانت في قلب القتال المحتدم منذ أن اندلع. ذهبوا في البداية إلى ود مدني، جنوب الخرطوم، في الجزء الشرقي الأوسط من السودان.
قال الشيباني: "لم يكن الوضع هناك على ما يرام من حيث الخدمات، لذا انتقلنا إلى بورتسودان؛ لأنه كان من المفترض أن يجري الإخلاء هنا". الآن هو في بورتسودان، ويكافح هو وعائلته، مثل اللاجئين الآخرين من اليمن وسوريا، للعودة إلى ديارهم.
أضاف: "أرى أنه يجري جلاء الأجانب عبر بورتسودان إلى جدة في المملكة السعودية، لكننا لا نعرف ما قالته السلطات السعودية عنا. لا نريد البقاء في السعودية. نريد العودة إلى بلدنا ونريد أن تساعدنا الحكومة السودانية والمنظمات الدولية للوصول بنا إلى هناك".
سوريون ينامون على الأرض في بورتسودان
الشيباني وعائلته ليسوا وحدهم. ينام السوريون واليمنيون الذين يتطلعون إلى الفرار من السودان الذي يمزِّقه الصراع على أرضيات المباني البلدية وفي شوارع بورتسودان، حيث يبدو أن المملكة السعودية مترددة في الترحيب بهم في جدة، مينائها على البحر الأحمر.
مع تدهور الأوضاع الإنسانية على الساحل، يستمر القتال العنيف في الخرطوم ومدينتها التوأم أم درمان ودارفور غربي البلاد. قالت مصادر في العاصمة السودانية لموقع Middle East Eye إنه لا قوات الدعم السريع ولا القوات المسلحة السودانية قد غيّرت حتى الآن ميزان الرعب في المدينة، رغم النطاق الهائل للقصف المدفعي والجوي الذي أطلقه الجيش.
من المقرر أن تطلب الولايات المتحدة والمملكة المتحدة وألمانيا والنرويج من رئيس مجلس الأمم المتحدة عقد اجتماع طارئ بشأن الوضع في السودان.
في حين أصبحت بورتسودان، الميناء الرئيسي في السودان والموقع الهادئ نسبياً في البلاد، نقطة إجلاء مهمة لأولئك الذين يسعون لمغادرة البلاد.
الآن، أعلنت السلطات في المدينة حالة الطوارئ. وتكافح بورتسودان، التي يزيد عدد سكانها قليلاً عن 500 ألف نسمة، لاستيعاب مئات الآلاف من الأشخاص الذين توافدوا إلى هناك من أجزاء أخرى من السودان الذي يمزّقه الصراع.
رغبة في الرحيل من السودان
بعض هؤلاء من السودانيين المهجّرين داخلياً، في حين يتطلع البعض الآخر للعودة إلى البلدان الأجنبية التي أتوا منها، بما في ذلك سوريا واليمن، البلدان اللذان عانيا من حروبٍ أهلية ولا يزالان غير مستقرين بشدة.
بعد فرارهم من تلك الحروب، أخبر اللاجئون من البلدين موقع Middle East Eye أنه يتعين عليهم الآن العودة إلى ديارهم -وأن المملكة السعودية، التي يُقال إنها قلقة بشأن وصول اليمنيين إلى جدة، تجعل هذا الأمر صعباً عليهم.
وبحسب ما ورد، تجري الرياض مناقشات لتشغيل خط رحلات بحرية مباشر من بورتسودان إلى عدن في اليمن.
للتعامل مع طوفان الوافدين الجدد، فتحت السلطات في بورتسودان نادي شركة الموانئ البحرية، ونادي الشرطة، والمدارس، وقاعات الأفراح من أجل إيواء اللاجئين والنازحين داخلياً بشكل مؤقت.
في حين ينام الكثيرون أيضاً في خيام مؤقتة أثناء انتظارهم للعثور على المزيد من أماكن الإقامة الدائمة أو مكان على متن السفن التي تغادر بورتسودان إلى مدينة جدة السعودية.