كشف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الإثنين 1 مايو/أيار 2023، عن اسم المقاتلة التركية الوطنية "قآن"، مشيراً إلى أن تركيا ستكون واحدة من 5 دول تنتج هذا النوع من الطائرات المقاتلة من الجيل الخامس في العالم، وأن "السلام والعدل والحق ستترسخ في المنطقة والعالم كلما تعززت قوة تركيا".
جاء ذلك في كلمة ألقاها خلال مشاركته في حفل "قرن المستقبل" للتعريف بمنتجات الصناعات الدفاعية التركية، حيث قال: "نعيش يوماً مشهوداً في تاريخ الدفاع والطيران التركي"، لافتاً إلى أن حليفه زعيم حزب "الحركة القومية" دولت بهجلي، هو صاحب فكرة إطلاق هذا الاسم على المقاتلة محلية الصنع.
وكلمة "قآن" (Kaan) يعود أصلها إلى لغة الشعوب التركية القديمة، وهي مرادفة أو مشتقة من كلمة "خاقان" (لقب ملك التتار)، وتعني "الحاكم" أو "ملك الملوك"، حسبما أفاد موقع NTV التركي.
في السياق، أوضح أردوغان أن المقاتلة المحلية "قآن" ستستكمل اختباراتها خلال عدة أعوام، لتنضم بعدها بأدائها العالي إلى ترسانة القوات الجوية التركية، مشدداً على أن جميع أنظمة المهام الرئيسية محلية ووطنية، وقال: "سنزودها بأسلحتنا وراداراتنا وأجهزتنا للاتصال والتحكم الخاصة بنا".
أضاف: "لم ولن نترك متنفساً لأي من التنظيمات الإرهابية الدموية سواء (داعش) أو (بي كي كي) أو (واي بي جي) أو (بي واي دي)"، في إشارة إلى حزب العمال الكردستاني والتنظيمات المسلحة المدعومة من الولايات المتحدة شمال شرقي سوريا.
طائرات تركية محلية الصنع
في سياق قريب، أكد الرئيس التركي أن الطائرة المحلية "حُر جت" وهي أول طائرة مأهولة نفاثة أسرع من الصوت، أجرت أول تحليق لها، وأنها ستنضم في القريب العاجل إلى أسطول القوات الجوية، وستكون بين الطائرات على ظهر سفينة "تي جي سي أناضول" الحربية.
كما أشار أردوغان إلى أن "حُر جت" ستحل محل مقاتلات "إف-16" الأمريكية، "بشكل جزئي" من خلال تزويدها بالأسلحة والرادارات المحلية.
من جانب آخر، لفت أردوغان إلى أن طائرة "حُر قوش" التي بدأت تركيا بتصنيعها لصالح الدول الصديقة والشقيقة باتت "علامة دولية"، مؤكداً تسليم الدفعات الأولى منها قريباً إلى النيجر وتشاد.
في الوقت ذاته، قال الرئيس التركي إن الطائرة التركية المقاتلة المسيرة "عنقاء-3" ستقوم بأول تحليق لها خلال الأيام المقبلة، وإن مروحية الهجوم الثقيلة (أتاك-2) قد حلّقت لأول مرة.
كما أكد أن مروحية "غوك بي" تحلّق عبر محرك توربيني من تصميم مهندسين أتراك، لافتاً إلى أن تركيا واحدة من 3 بلدان في العالم قادرة على إنتاج مروحية من طراز "أتاك-2" البالغ وزنها 10 أطنان.
وبيّن أن تركيا زودت طائرات الرادارات والاستطلاع والمراقبة والأنظمة الإلكترونية لـ"إف-16″ للقوات المسلحة بأنظمة محلية.
الصناعات الدفاعية
في سياق متصل، قال أردوغان: "منذ أن تسلمنا السلطة في البلاد واجهتنا معوقات عديدة عندما وضعنا تطوير الصناعات الدفاعية على رأس أولوياتنا، ولكن رغم ذلك لم نتوقف ولم نحِد عن أهدافنا ولو للحظة، ووصلنا إلى هذه الأيام خطوة بخطوة عبر تضامن مؤسساتنا العامة والقطاع الخاص والجامعات".
وأوضح أن القوة الدفاعية لتركيا "التي تمنح الثقة لأصدقائها وتبث الخوف بأعدائها، ما تزال أهم أرضية للقفزات السياسية والاقتصادية والدبلوماسية".
ولفت إلى أن تركيا صدَّرت إلى كافة أنحاء العالم مسيَّراتها المسلحة من "أقنجي" إلى "آق سنغر" ومن "بيرقدار تي بي 2" إلى "عنقاء"، مضيفاً: "ننفذ مشاريع طيران مشتركة مع العديد من البلدان، حيث يعمل العديد من المهندسين من باكستان إلى إندونيسيا، ومن الدول الغربية أيضاً في شركة الصناعات الجوية والفضائية التركية (توساش)، ونصمم وننتج منتجات الصناعات الدفاعية معهم".
وأردف: "طائرتنا الحربية الأولى الأسرع من الصوت وذات المحرك النفاث ستدرب طيارينا الأبطال، ويمكن تزويدها بالسلاح وخوض معركة، وستنضم (حُر جت) إلى قواتنا الجوية قريباً، كما ستتشكل طائراتنا الاستعراضية من إسطول (حُر جت)".
وقال: "ننتج حالياً قِطعاً لطائرات ومروحيات للعديد من البلدان، ونطور برامج لها وبرمجيات، والعديد من قطع طائرات الخطوط الجوية التركية عليها توقيع تركيا".
وأشار إلى أن مركز تكامل واختبار أنظمة الفضاء في "توساش" من بين أكثر مراكز تطوير الأقمار الاصطناعية تميزاً في العالم، مبيّناً أن أقمار "غوك تورك" تم إنتاجها وتطويرها في "توساش".
من جانب آخر، أفاد بأنهم يتلقون كل أسبوع تقريباً أنباء عن تحييد قيادي إرهابي داخل تركيا أو خارجها، مشدداً على أن العمليات الناجحة ضد قياديي التنظيم الإرهابي (بي كي كي) مستمرة منذ فترة طويلة.
وتطرق أردوغان إلى تحييد زعيم تنظيم "داعش" الإرهابي الملقب بأبو الحسين القرشي، مضيفاً: "سنواصل في الفترة المقبلة دك أوكار التنظيمات الإرهابية عبر جهاز استخباراتنا وقواتنا المسلحة وشرطتنا ودركنا وحراسنا الأمنيين".