كشف استطلاع رأي جديد أن أكثر من 40% ممن لديهم رأي بشأن إسرائيل بين مؤيدي الحزب الديمقراطي في الولايات المتحدة، يرونها دولة تنتهج نمط تمييز "يشبه نظام الفصل العنصري"، بحسب ما نقل موقع Middle East Eye البريطاني، الأربعاء 26 أبريل/نيسان 2023.
الاستطلاع نفسه كشف أن نسبةً مساويةً من الديمقراطيين تؤيد "حركة مقاطعة إسرائيل، وسحب الاستثمارات منها، وفرض العقوبات عليها" (BDS)، المعروفة اختصاراً باسم "حركة مقاطعة إسرائيل".
يأتي الاستطلاع في وقت تصاعدت فيه التوترات بين الحكومة اليمينية المتطرفة في إسرائيل بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، والحزب الديمقراطي الأمريكي، فيما قال الباحثون القائمون على الاستطلاع إن نتائجه تُظهر فيما يبدو "تحولاً في المواقف الأمريكية" إزاء الحليف الإسرائيلي القديم.
الفصل العنصري
بدوره، قال شبلي تلحمي، مدير قسم استطلاع القضايا الحرجة التابع لجامعة ميريلاند الأمريكية، والذي أجرى الاستطلاع، إن "هذا أمر مهم لأن مصطلح (الفصل العنصري)، وإن تزايَد استخدامه في الخطاب الأمريكي السائد حيال إسرائيل، فإنه لا يزال غير شائع، وحتى من المحظورات في كثير من الأوساط".
وأُجري الاستطلاع في المدة من 27 مارس/آذار إلى 5 أبريل/نيسان 2023، وشارك فيه 1203 أشخاص، وتضمَّن عدة أسئلة، منها: "إن كنت تابعت التطورات الأخيرة في إسرائيل والضفة الغربية وغزة، فما أقرب هذه الأوصاف لرأيك في إسرائيل؟".
تضمّنت الخيارات التي قدَّمها الاستطلاع للمشاركين: ديمقراطية نابضة بالحياة، أو ديمقراطية معيبة، أو دولة مقيدة لحقوق الأقليات، أو دولة تمييز مماثل للفصل العنصري، أو "لا أعرف".
في حين قال أغلب المشاركين في الاستطلاع إنهم لا يدرون، فإن نسبة 44% من الديمقراطيين الذين أجابوا عن هذا السؤال قالوا إن إسرائيل تشبه دولة الفصل العنصري، وقال 34% من الديمقراطيين أيضاً إن ديمقراطية إسرائيل معيبة.
آراء الجمهوريين
أما بين مؤيدي الحزب الجمهوري الذين أجابوا عن السؤال، فإن نسبة 20% قالوا إن إسرائيل تشبه دولة الفصل العنصري، في حين قال 41% منهم إن إسرائيل ديمقراطية نابضة بالحياة.
في غضون ذلك، قال تلحمي إنه من الواضح أن المواقف العامة حيال إسرائيل تتغير، و"يبدو أن مصطلح (الفصل العنصري) أصبح مصطلحاً شائع الاستخدام بين كثير من الأمريكيين في رؤيتهم لإسرائيل، وخاصة بين أنصار الحزب الديمقراطي"، كذلك فإن "حركة مقاطعة إسرائيل، التي لطالما واجهت عقبات كبيرة بين التيار الغالب في أمريكا، يبدو أنها تحظى بدعمٍ متزايد بين الديمقراطيين الذين أدلوا بآرائهم في التصويت".
في المقابل، ورغم أن استطلاعات الرأي أظهرت تغيراً كبيراً في آراء الديمقراطيين حيال إسرائيل، فإن كثيراً من قادة الحزب الديمقراطي في الكونغرس وفي إدارة الرئيس الديمقراطي جو بايدن يواصلون تقديم المساندة الكبيرة لإسرائيل.
ففي أول زيارة لنائب الكونغرس الديمقراطي، حكيم جيفريز، إلى الخارج، بعدما أصبح زعيماً لنواب الحزب الديمقراطي في مجلس النواب، سافر جيفريز إلى إسرائيل، والتقى نتنياهو. وقد جاءت الزيارة رغم موجة الانتقادات الموجهة لإسرائيل من أعضاء الحزب الديمقراطي.
تأييد حركة المقاطعة
بالإضافة إلى ذلك، جاء من بين أسئلة الاستطلاع: "ما هو رأيك، إن كان لديك رأي في الأمر، في حركة مقاطعة إسرائيل؟"، فقال 65% ممن أجابوا عن هذا السؤال بين الجمهوريين إنهم يعارضون حركة المقاطعة. أما بين الديمقراطيين الذين لديهم رأي آخر غير "لا أعرفهم" أو "لا أدري"، فقال 40% منهم إنهم يؤيدون حركة المقاطعة، وقال 20% إنهم يعارضونها.
مع ذلك، ورغم تغير الرأي العام الأمريكي حيال إسرائيل، فلا تزال حركة المقاطعة تواجه عقبات متزايدة. ففي الشهر الماضي، حثَّ قادة سياسيون في ولاية نيو هامبشاير على تقديم الدعم لمشروع قانون مكافحة حركة المقاطعة، الذي يحظر استخدام أموال الدولة للتعاقد والاستثمار في الشركات التي تدعم حركة مقاطعة إسرائيل.
ومع أن قانون مكافحة حركة المقاطعة لا يزال تطبيقه مقتصراً على الولايات، ولم ينتقل إلى مستوى الحكومة الأمريكية، فإن ولاية نيو هامبشاير ستصبح الولاية السادسة والثلاثين التي تسن هذا القانون، إن مضت قدماً في الأمر.