قال وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، الإثنين 10 أبريل/نيسان 2023، إن الاجتماع الرباعي حول سوريا بين وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري، قد يُعقد مطلع مايو/أيار المقبل في موسكو، لافتاً إلى أن ذلك سيكون تمهيداً لعقد لقاء على مستوى رئاسي بين تركيا ونظام الأسد.
ولفت تشاووش أوغلو، خلال مشاركته في برنامج على قناة A Haber التلفزيونية المحلية، إلى انعقاد اجتماع على مستوى نواب وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري في موسكو، الأسبوع الماضي، مضيفاً أن الاجتماع على مستوى وزراء الخارجية يأتي ضمن مسار "مرحلة تلو أخرى وفق خارطة طريق محددة".
إنهاء الحرب وعودة اللاجئين
وأشار إلى أنه سبق أن تمت لقاءات على مستوى وزراء الدفاع ومسؤولي الاستخبارات، وأضاف أنه من المخطط عقد لقاء رباعي لوزراء الخارجية، وجرى بحث الموضوع خلال زيارة وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، لأنقرة مؤخراً.
وأردف: "نعتقد أن ذلك سيتم في فترة مثل مطلع مايو/أيار، بحسب المعلومات الأولية التي تلقيناها من الروس"، لافتاً إلى أن روسيا ستستضيف اللقاء في العاصمة موسكو.
وأشار تشاووش أوغلو إلى أن الهدف من هذه اللقاءات هو إعادة إحياء المسار السياسي "الذي لم يسفر عن أي نتيجة حتى اليوم"، وأكد أنه "من المهم للجميع إيجاد حل وسلام دائمَين في سوريا"، كما شدد على أن هذه اللقاءات تهدف إلى إحلال سلام دائم في سوريا بعد 12 عاماً من الحرب، إلى جانب تمكين اللاجئين السوريين من العودة إلى بلادهم "بشكل طوعي"، على حد تعبيره.
وأكد الوزير التركي ضرورة إيجاد حل للأزمة المتواصلة منذ أكثر 11 عاماً في سوريا، ونوه إلى أن إحلال سلام دائم ضروري من أجل إعادة الإعمار أيضاً، مشيراً إلى مراجعة الخيارات من أجل حل الأزمة السورية، وتحديد خارطة طريق تقضي بعقد لقاءات أولاً بين مسؤولي الاستخبارات ووزراء الدفاع ووزراء الخارجية، ومن ثم يلتقي القادة أخيراً.
أضاف مستدركاً: "لكن في النهاية، الهدف من كل هذه اللقاءات هو إحياء المسار السياسي، وتحقيق الاستقرار والسلام الدائمين، ومكافحة الإرهاب، وضمان وحدة حدود سوريا وترابها، وعودة المهاجرين (اللاجئين) السوريين من تركيا والدول المجاورة الأخرى إلى سوريا بشكل آمن".
وفي 3 أبريل/نيسان الحالي، اجتمع نواب وزراء خارجية تركيا وروسيا وإيران والنظام السوري في العاصمة الروسية موسكو على مدار يومين، وذلك ضمن مساعي تطبيع العلاقات بين أنقرة ونظام الأسد.
لقاء محتمل بين أردوغان والأسد
وفيما يتعلق بلقاء محتمل بين الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ورئيس النظام السوري بشار الأسد، لفت الوزير التركي في تصريحاته اليوم، إلى أن اجتماع وزراء الخارجية قد يكون تمهيداً لعقد لقاء من هذا النوع.
وبخصوص ما تردد في الإعلام الدولي بأن نظام الأسد ينتظر نتائج الانتخابات بتركيا، أجاب تشاووش أوغلو: "عقد لقاءات مع النظام أو الأسد أو وزرائه سواء قبل الانتخابات أو بعدها، لا يحقق فائدة لنا في الانتخابات (لحزب العدالة والتنمية) بل العكس ربما يجلب الضرر، لكننا لا نجري حسابات انتخابية في هذا الموضوع".
وكان أردوغان صرح مطلع يناير/كانون الثاني، بأنه قد يجتمع مع الأسد في إطار عملية سلام جديدة، متحدثاً عن احتمالية عقد لقاء على مستوى وزيري خارجية البلدين بحضور روسي تمهيداً لذلك.
وأواخر العام الماضي، احتضنت العاصمة الروسية موسكو لقاء بين وزيري دفاع تركيا والنظام السوري، وذلك في أرفع مستوى للمحادثات بين البلدين منذ بدء الأزمة السورية في 2011.
وتقول أنقرة إنها تريد حل الأزمة السورية سياسياً؛ لإنهاء الحرب الدائرة منذ 12 عاماً، وتمكين اللاجئين السوريين من العودة إلى بلادهم، وضرورة تطهير الحدود بين سوريا وتركيا من "التنظيمات الإرهابية".