هزّت طفلة سورية، تشتكي البرد والجوع وفقدان والدها، مواقع التواصل الاجتماعي، حينما قالت بصوت شجي تختبئ خلفه عبرات أججتها سنوات الحرب الطويلة: "بردانة يا عمو.. بردانة وجوعانة.. وكل يوم منام هيك، من يوم ما توفّى أبونا".
الطفلة ظهرت بمقطع فيديو نشره حساب "فريق الاستجابة الطارئة" على تويتر، الأربعاء 7 ديسمبر/كانون الأول 2022، وهو فريق يعمل في الشمال السوري على إدارة الأزمات وتأمين الحالات الإنسانية.
وقالت الطفلة لمحاور كان يسألها: "بتصدق يا عمو أنه كل يوم بالليل عم نام بردانين وجوعانين!"، لكن غصة الوضع المرهق لطفولتها تجعلها تتوقف لحظات على وشك البكاء، بينما كانت طفلة بجانبها تنهار دموعها، واضعة كفها على رأسها وكأنها بلغت من العمر وسنواته المضنية عتياً.
تُكمل الطفلة التي لم يكشف حساب الفريق عن اسمها، وتشكو غياب والدها الذي كان يؤمّنهم من البرد، حيث كان يجلب لهم الحطب في السابق، أما الآن فمنزلهم خالٍ من الحطب.
تقول: "ما عنا حطب.. عمو أنا بابا شهيد، قبل ما يموت كان عنا عطول (دائماً) حطب.. كان يدفينا عطول.. كنا دفيانين عزمان بابا.. بس هلق!! كل شي انخرب.. صار بابا بمحل ونحن بمحل".
أضافت متسائلة: "طيب يا عمو نحن شو ذنبنا نبرد؟ هيك كل الأولاد اللي عندهم أب هيك عايشين؟ ولا مثلنا؟".
وتسأل محاورها عن ابنه: "هل نام مرة بدون أكل؟ وهو بردان؟ طبعاً لا.. شو ذنبنا نحن؟ كل الأولاد اللي عندهم آباء عم يناموا دفيانين".
اللافت أن الطفلة لم تكن أمنيتها في النهاية الحصول على دفء أو طعام، بل تمنت أن تكون بجانب أبيها: "علوا (يا ليت) البابا ياخدنا معه".
وانتشر الفيديو على نطاق واسع، وسلط الضوء على معاناة الطفلة، التي تعيش في مخيمات النزوح في شمال سوريا، بعد تهجير مئات الآلاف من السوريين من مناطقهم التي تسيطر عليها قوات النظام السوري.