نقلت وكالة أنباء فارس شبه الرسمية في إيران، الأربعاء 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2022، عن وزير المخابرات إسماعيل خطيب، قوله إنه لا يوجد ما يضمن استمرار طهران في "استراتيجية الصبر"، فيما يتعلق بالعلاقات مع السعودية، حيث يشهد البلدان توتراً متواصلاً تتخلله اتهامات متبادلة من حين لآخر.
لكن المسؤول الإيراني شدد على أن موقف إيران قابل للتغيير، مضيفاً: "تبنت إيران حتى الآن استراتيجية الصبر بعقلانية ثابتة، لكنها لا تقدم أي ضمان لاستمرار ذلك في حالة وقوع أعمال عدائية".
وأضاف "خطيب": "إذا قررت إيران الرد والعقاب، فسوف تتداعى القصور الزجاجية ولن تشهد هذه الدول استقراراً بعد الآن".
"هجوم إيراني وشيك"
يأتي ذلك بعد نحو أسبوع من تقرير نشرته صحيفة وول ستريت جورنال، قالت فيه إن الرياض نقلت معلومات استخباراتية إلى الولايات المتحدة تحذر من "هجوم إيراني وشيك" على أهداف بالمملكة. في حين نفت طهران أن تكون مصدر تهديد للسعودية.
لكن واشنطن يبدو أنها أخذت المعلومات على محمل الجد، وعبرت عن "قلقها" من "تهديدات" إيرانية للسعودية، مؤكدةً أنها "لن تتردد" في الرد إذا لزم الأمر، في حين أكد متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي أن واشنطن ستظل على "اتصال مستمر مع السعوديين من خلال القنوات العسكرية والمخابراتية".
التصريحات الأمريكية جاءت على لسان متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، الثلاثاء 1 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي، وشدد فيها على أن واشنطن لن تتردد في التحرك "دفاعاً عن مصالحنا وشركائنا في المنطقة".
حسب تقرير وول ستريت جورنال، فإن مسوؤولين أمريكيين وسعوديين تحدثوا لها، مشيرين إلى أن الولايات المتحدة والسعودية ودول مجاورة أخرى رفعت مستوى التأهب للقوات العسكرية بعد التحذير من الهجوم الوشيك.
في سياق متصل، تقول الولايات المتحدة إن إيران تزود روسيا بطائرات مسيرة لاستخدامها في حربها ضد أوكرانيا، مما دفع واشنطن إلى أن تنحي جانباً الجهود الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي الإيراني الذي تخلى عنه الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في 2018.
علاقات متوترة
وفي يناير/كانون الثاني 2016، قطعت السعودية علاقاتها مع إيران، إثر اعتداءات تعرضت لها سفارة الرياض في طهران وقنصليتها بمدينة مشهد (شرق)؛ احتجاجاً على إعدام المملكة رجل الدين الشيعي السعودي نمر النمر، لإدانته بتهم منها الإرهاب.
لكن البلدانِ دخلا في عام 2021 الماضي، في مرحلة مفاوضات استضافتها العاصمة العراقية بغداد، لإنهاء القطيعة الممتدة منذ عام 2016، والتوصل إلى تفاهمات بشأن الخلافات القائمة بينهما في عدة ملفات، أبرزها الحرب باليمن والبرنامج النووي.
وتتهم دول خليجية تتقدمها السعودية، إيران بامتلاك "أجندة شيعية" توسعية بالمنطقة والتدخل في الشؤون الداخلية لدول عربية، بينها العراق واليمن ولبنان وسوريا، وهو ما تنفيه طهران، وتقول إنها تلتزم بعلاقات حُسن الجوار.