كشفت صحيفة The Jerusalem Post الإسرائيلية، الخميس 15 سبتمبر/أيلول 2022، تسريبات من كتاب سيُطرح قريباً، تقول إنَّ الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب قدّم لملك الأردن عبد الله الثاني عرضاً بمنحه "السيطرة الكاملة" على الضفة الغربية في عام 2018.
الصحيفة نقلت عن مقتطف من كتاب "المُقسِّم: دونالد ترامب في البيت الأبيض 2017-2021" (The Divider: Trump in the White House 2017-2021)، بقلم الصحفي في نيويورك تايمز، بيتر بيكر، والصحفية سوزان جلاسر من نيويوركر؛ حيث قالا إن عرض ترامب قُدم إلى الملك الأردني في يناير/كانون الثاني 2018.
لكن التسريبات لم تذكر ما إذا كانت إسرائيل ورئيس الوزراء آنذاك بنيامين نتنياهو على علم باقتراح ترامب.
وفي محادثة مع صديق أمريكي، قال إن العاهل الأردني "ظن أنه أصيب بنوبة قلبية" عندما قُدِّم له عرض الرئيس الأمريكي السابق. ونقل الكتاب عن الملك قوله: "لم أستطِع التنفس. وشعرت بالصدمة".
الأردن والضفة الغربية
يشار إلى أن الأردن حكم الضفة الغربية من عام 1948 حتى احتلت القوات الإسرائيلية المنطقة في حرب الأيام الستة عام 1967.
وفي عام 1970، مع تنامي الدعم لمنظمة التحرير الفلسطينية في الأردن، ومع وجود عدد كبير من الفلسطينيين في الأردن، نمت دعوات الجماعات الفلسطينية لإطاحة النظام الملكي إلى ما صار يُعرَف الآن باسم "أيلول الأسود".
وخلال "أيلول الأسود" نظّمت منظمة التحرير الفلسطينية، تحت إشراف الزعيم الراحل ياسر عرفات، وجماعات فدائية فلسطينية أخرى؛ انتفاضة ضد الأردن والملك حسين، الذي حكم في ذلك الوقت.
وتضمنت تلك الحرب الأهلية، التي انتهت باتفاق وقف إطلاق النار بوساطة مصرية، معارك عنيفة بين الجيش الأردني والفدائيين الفلسطينيين، الذين حاولوا حتى اغتيال الملك مرتين، لكن دون جدوى.
من جانب آخر، وبحسب تقارير نقلتها الصحيفة الإسرائيلية، فإن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب اعتقد أنه "يقدم خدمة للملك الأردني".
رسالة "سرية" من ترامب من إلى نتنياهو
وفي سياق متصل، كانت صحيفة "جروزاليم بوست" الإسرائيلية نفسها، كشفت منتصف أغسطس/آب الماضي، عن رسالة "سرية" وجهها ترامب إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق بنيامين نتنياهو، يتعهد فيها بتأييد ضم أراضٍ فلسطينية في الضفة الغربية.
حسب الصحيفة، فإن الرسالة لم يتم الإعلان أو الكشف عنها مسبقاً، وتبلغ ثلاث صفحات، وتحمل تاريخ 26 يناير/كانون الثاني 2020، مشيرة إلى أن نتنياهو تلقاها قبل يومين من إعلان ترامب عن خطته المعروفة بـ"صفقة القرن" لحل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، والتي رفضها الفلسطينيون بالكامل.
وأشارت "جيروزاليم بوست" إلى أن ترامب عرض في رسالته بعض تفاصيل رؤيته للتسوية، ويشمل ذلك أن إسرائيل "ستكون قادرة على بسط السيادة على أجزاء من الضفة الغربية، كما هو محدد في الخريطة المدرجة بالخطة (صفقة القرن)، إذا وافق نتنياهو على دولة فلسطينية في الأراضي المتبقية على تلك الخريطة".
وبحسب الصحيفة، فإن ترامب طلب من نتنياهو تبني "السياسات الموضحة في الرؤية، فيما يتعلق بأراضي الضفة الغربية التي تم تحديدها على أنها ستصبح جزءاً من دولة فلسطينية مستقبلية".
ولم تُعلن إدارة ترامب، خلال ولايته، علانية، منح الضوء الأخضر لإسرائيل لتنفيذ عملية الضم، التي لاقت انتقادات حادة من الفلسطينيين والدول العربية والمجتمع الدولي.
كانت خطة ترامب تنص على إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح على قطاع غزة، وأجزاء (غير مترابطة جغرافياً) من الضفة الغربية، دون سيطرة على المعابر المؤدية إليها.
كما تدعو إلى إقامة عاصمة الدولة الفلسطينية في ضواحي القدس الشرقية دون السماح بعودة اللاجئين الفلسطينيين، مع ضم إسرائيل كل المستوطنات الإسرائيلية وحتى بلدات فلسطينية في عمق الضفة الغربية.
وفشلت الخطة، بسبب رفض الفلسطينيين القاطع لها. ولم تورد صحيفة "جيروزاليم بوست" نسخة من رسالة ترامب وإنما نشرت مقتطفات منها، دون أي تأكيد لصحتها أو لفحواها من مكتب نتنياهو أو الرئيس الأمريكي السابق.
في المقابل، لم تتبنَّ إدارة الرئيس الأمريكي الحالي، جو بايدن، خطة ترامب، وأعلنت دعمها لفكرة "حل الدولتين" القاضية بإقامة دولة فلسطينية إلى جانب دولة إسرائيل.