اتفقت دول في تحالف "أوبك بلس" للدول المصدرة للبترول، وضمنها السعودية، الخميس 2 يونيو/حزيران 2022، على تقديم موعد زيادة إنتاج النفط، الأمر الذي رحّب به الرئيس الأمريكي جو بايدن.
الخطوة تأتي كأنها تمهيد الطريق أمام زيارة بايدن المحتملة إلى الرياض لكسر الفتور في العلاقات، بعد ضغوط أمريكية على المملكة من أجل زيادة إنتاج النفط، في ظل العقوبات المفروضة على روسيا في هذا السياق.
الدول في تحالف "أوبك بلس" قالت إنها تريد تقديم موعد رفع حجم الإنتاج النفطي؛ من أجل تعويض الانخفاض الحاصل في الإنتاج الروسي المتأثر بالعقوبات، وتهدئة الزيادة في أسعار الخام والتضخم.
حجم الإنتاج سيكون بمقدار 648 ألف برميل يومياً خلال يوليو/تموز وكمية مماثلة في أغسطس/آب المقبلين، وهي كمية تعادل 0.7 من الطلب العالمي.
بينما كانت خطة "أوبك بلس" الأولية تقضي بإضافة 432 ألف برميل يومياً في الشهر على مدى ثلاثة أشهر حتى سبتمبر/أيلول المقبل.
وقال التحالف في بيان أعقب اجتماعاً عبر الفيديو كونفرنس، إن حجم زيادة الإنتاج للشهرين المقبلين، يزيد بمقدار 216 ألف برميل يومياً عن الزيادة المقرة في يونيو/حزيران الجاري.
ويُنظر إلى الخطة الجديدة على أنها إشارة إلى استعداد السعودية ودول خليجية أخرى في "أوبك بلس" لضخ المزيد، بعد شهور من الضغط من الغرب؛ لمعالجة نقص الطاقة العالمي الذي تفاقم بسبب العقوبات الغربية على روسيا.
وارتفع النفط عقب هذه الأنباء متجهاً نحو 117 دولاراً للبرميل، بينما قال محللون إن زيادة الإنتاج الحقيقية ستكون ضئيلة، لأن معظم أعضاء "أوبك بلس" باستثناء السعودية والإمارات، يضخون بالفعل بكامل طاقتهم الإنتاجية، حسب رويترز.
وفي وقت سابق من هذا العام، اقترب النفط من ذروة غير مسبوقة عند 147 دولاراً والتي بلغها في عام 2008.
ترحيب أمريكي
من جانبه، أعلن البيت الأبيض، الخميس، ترحيبه بقرار "أوبك بلس"، وقال في بيان، إن الولايات المتحدة ترحب بقرار دول "أوبك بلس" زيادة إمدادات النفط الخام، مشيداً بدور دول كالسعودية والإمارات والكويت والعراق، في تحقيق التوافق.
كان دبلوماسيون أمريكيون عملوا لأسابيع على تنظيم أول زيارة لبايدن إلى الرياض، بعد عامين من العلاقات المتوترة بسبب خلافات حول حقوق الإنسان والحرب في اليمن وإمدادات الأسلحة الأمريكية للمملكة.
واتهمت المخابرات الأمريكية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، بالموافقة على قتل الصحفي السعودي جمال خاشقجي في 2018، وهي تهمة ينفيها الأمير.
وتشعر السعودية والإمارات بالإحباط من معارضة إدارة بايدن للحملة العسكرية في اليمن وتقاعسها عن معالجة مخاوف دول الخليج بشأن برنامج إيران الصاروخي ووكلائها الإقليميين.
وتنتج السعودية 10.5 مليون برميل يومياً ونادراً ما حافظت على إنتاج مستدام فوق 11 مليون برميل يومياً. وتقول الرياض إنها تعمل على زيادة طاقتها الإسمية إلى 13.4 مليون برميل يومياً من 12.4 مليون حالياً بحلول عام 2027.
والإمارات هي العضو الوحيد الآخر في أوبك الذي يتمتع بقدرة كبيرة على إنتاج مزيد من النفط، غير أن أوبك تمتلك طاقة احتياطية إجمالية بأقل من مليوني برميل يومياً.