نشر موقع الديوان الملكي الأردني يوم الثلاثاء 8 مارس/آذار 2022 رسالة أرسلها ولي عهد الأردن السابق الأمير حمزة بن الحسين إلى الملك عبد الله الثاني ملك الأردن على خلفية الأزمة التي اشتعلت بينهما منذ شهور.
كانت صحيفة The Guardian البريطانية، قد قالت يوم الأحد 30 مايو/أيار 2021 إن بعض مساعدي ولي العهد الأردني السابق، الأمير حمزة بن الحسين، سعوا إلى إقناع زعماء قبائل وضباط جيش سابقين بمبايعته في الأسابيع التي سبقت تحرك السلطات ضده، وذلك وفقاً لمحادثات مسجلة عبر اعتراض مكالمات هاتفية وأجهزة التنصت، وهي التسجيلات التي فجَّرت أزمة بين ولي العهد السابق وبين ملك الأردن.
اعتذار الأمير حمزة بن الحسين
الأمير حمزة بن الحسين قال في رسالته: "لقد مرَّ أردننا العزيز العام الماضي بظرف صعب، وفصل مؤسف تجاوزهما الوطن بحكمتك وصبرك وتسامحك. ووفرت الأشهر التي مرت منذ ذلك الوقت فرصة لي لمراجعة الذات، والمصارحة مع النفس، ما يدفعني إلى كتابة هذه الكلمات اليك، أخي الأكبر، وعميد أسرتنا الهاشمية، آملاً طيّ تلك الصفحة في تاريخ الأردن والأسرة".
كذلك قال ولي العهد السابق في رسالته إلى ملك الأردن: "أخطأتُ أخي الأكبر، وجل من لا يخطئ. وإنني إذ أتحمل مسؤوليتي الوطنية إزاء ما بدر مني من مواقف وإساءات بحقك وبحق بلدنا خلال السنوات الماضية وما تبعها من أحداث في قضية الفتنة، لآمل بصفحك الذي اعتدنا عليه".
كذلك قدم الأمير حمزة بن الحسين الاعتذار للملك وللشعب الأردني وللأسرة الحاكمة، مشيراً إلى أنه لن يقدم على مثل هذه التصرفات مرة أخرى، مضيفاً: "وأؤكد، كما تعهدت أمام عمّنا الأمير الحسن بن طلال، أنني سأسير على عهد الآباء والأجداد، وفياً لإرثهم، مخلصاً لمسيرتهم في خدمة الشعب الأردني، ملتزماً بدستورنا، تحت قيادتك".
يذكر أن ولي العهد السابق قد رفع رسالته إلى ملك الأردن بعد لقاء بينهما بناء على طلبه، بحضور الأمير فيصل بن الحسين والأمير علي بن الحسين.
التجسس على الأمير حمزة
جدير بالذكر أن الأمير حمزة قبل اشتعال الأزمة بينه وبين ملك الأردن قد قال في وقت سابق من عام 2021 إنه تعرض وعائلته للتجسس من قبل أجهزة الأمن الأردنية، وكشف في رسالة صوتية نشر فحواها موقع Middle East Eye الإخباري البريطاني، أن شخصاً كان يراقبه خلال رحلة عائلية.
حيث واجه الأمير حمزة اتهامات من مسؤولين حكوميين بالتواصل مع شخصيات معارضة في الداخل والخارج، وزعموا أنه يريد إثارة السخط؛ في محاولة للوصول إلى السلطة.
يُشار إلى أن الأمير حمزة كان قد نفى الاتهامات الموجهة إليه بالتخطيط للمساس بأمن الأردن، وأكد أنه تعرض للإقامة الجبرية، قبل أن يظهر لأول مرة مع ملك الأردن يوم 11 أبريل/نيسان 2021 منذ بدء الخلافات بينهما.
كان الملك عبد الله قد علّق على قضية الأمير حمزة، وقال: "قررت التعامل مع موضوع الأمير حمزة في إطار الأسرة الهاشمية".
جدير بالذكر أنه وفي يوليو/تموز 2021، قضت محكمة أردنية بسجن رئيس الديوان الملكي الأسبق، باسم عوض الله، والشريف عبد الرحمن حسن بن زيد، بالسجن 15 عاماً؛ لإدانتهما بـ"التحريض على مناهضة نظام الحكم السياسي القائم بالمملكة" و"القيام بأعمال من شأنها تعريض سلامة المجتمع وأمنه للخطر وإحداث الفتنة"، وهي القضية التي قال الأردن إن ولي العهد السابق له علاقة بها.
في حين أعلنت عمَّان في 4 أبريل/نيسان 2021، أن "تحقيقات أولية" أظهرت تورط الأمير حمزة مع "جهات خارجية" في "محاولات لزعزعة أمن البلاد" و"تجييش المواطنين ضد الدولة"، وهو ما نفى الأمير صحته.