قال موقع Al-Monitor الأمريكي، في تقرير نشره الثلاثاء 14 ديسمبر/كانون الأول 2021، إن الزيارة التاريخية التي أجراها رئيس الوزراء الإسرائيلي نفتالي بينيت، لدولة الإمارات، في 13 ديسمبر/كانون الأول 2021، أسفرت عن نجاحٍ واضح وهو تأكيد الجانب الإسرائيلي التزام الشراكة والاتفاق الكاملَين مع الإمارات.
إذ رحَّبَ وليُّ العهد الإماراتي، محمد بن زايد آل نهيان، بضيفه الإسرائيلي ترحيباً حاراً، وقضى الاثنان وقتاً ممتعاً معاً، معظمه على انفراد.
مع ذلك، كان هناك أمرٌ واضح تمام الوضوح. تأتي زيارة بينيت بعد أسبوعٍ من اجتماعات عقدها، في طهران، مستشار الأمن القومي الإماراتي، الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي ومسؤولين إيرانيين آخرين.
مناورات معقدة بين الإمارات وإسرائيل والرياض
مع جهود التقارب الأخيرة من قِبَلِ الإمارات ودولٍ عربية سُنيَّة أخرى، فإن التحالف العربي الذي تقوده المملكة السعودية ضد إيران آخذٌ في الانهيار. ويبدو أن الإمارات، الطرف الرئيسي، قد فتحت المجال، إذ أوضحت سلسلةٌ من الاتفاقيات التجارية بين أبوظبي وطهران أن الأمور تغيَّرَت.
تقوم الإمارات ببعض المناورات المُعقَّدة بين إسرائيل وإيران والسعودية والولايات المتحدة. وقال مصدرٌ إسرائيلي شارك في زيارة بينيت للإمارات، تحدَّثَ لموقع Al-Monitor الأمريكي شريطة عدم الكشف عن هويته: "إنهم يركضون عبر المطر دون أن يُبلَّلوا. يفعلون ذلك بخبرةٍ ومهارة، وأغرب شيءٍ أنه ما مِن أحدٍ غاضبٍ منهم. نعرف عن علاقتهم بالإيرانيين، الذين يعرفون بدورهم علاقتهم بنا، والجميع يقبل هذه الأمور".
قال مسؤولٌ سياسي إسرائيلي كبير للموقع الأمريكي، شريطة عدم الكشف عن هويته أيضاً، إن محمد بن زايد سأل بينيت "ما إذا كانت إسرائيل قد استقرَّت أخيراً" في أعقاب الاضطرابات السياسية الأخيرة. ومنذ توقيع اتفاقات أبراهام في سبتمبر/أيلول من عام 2020، تغيَّرَت الحكومة الإسرائيلية. وتغيَّرَت كذلك الإدارة الأمريكية، التي كانت داعمةً بشدة لدولة الإمارات، ويشعر الإماراتيون بأنها تُعاملهم الآن بريبة.
أضاف المسؤول: "لقد أرادوا ببساطةٍ معرفة ما إذا كانت العاصفة قد انحسرت، وما إذا كانت الحكومة الجديدة موجودة لتبقى، وإذا كان الأمر كذلك، فما هي سياساتها بشأن اتفاقيات أبراهام".
أوضح رئيس الوزراء الإسرائيلي أن حكومته مستقرَّة، وأن التهديدات السياسية التي تواجهها ليست خطيرةً، بينما أكَّد التزام حكومته بالاتفاق مع الإمارات.
منطقة التجارة الحرة بين إسرائيل والإمارات
عندما أُثيرَ موضوع منطقة التجارة الحرة، استدعى بينيت المسؤول الإسرائيلي عن المفاوضات وسأله عن موعد الانتهاء من الصفقة، في حضور مضيفه. وعندما أجاب المسؤول بأن الموعد هو أغسطس/آب 2022، سأل بينيت عمَّا إذا كان يمكن تأجيل الموعد. وأقرَّ المسؤول بأن الجانبين قد يكملان محادثاتهما في مارس/آذار 2022. كرَّرَ بينيت سؤاله، واتفق الجانبان في النهاية على توقيع اتفاقية التجارة الحرَّة في نهاية يناير/كانون الثاني 2022.
قبل أن يفترقا، قَبِلَ وليُّ العهد دعوة بينيت لزيارة إسرائيل.
كان الطرفان حريصَين على عدم ذِكر إيران. وقيل إن الإماراتيين حسَّاسون للغاية إزاء هذه القضية. وقال مصدرٌ إسرائيلي لموقع Al-Monitor، طالباً عدم الكشف عن هويته: "الخليج هو المسافة الوحيدة التي تفصل بين إيران والإمارات، وهو ضيِّقٌ جداً".
أضاف: "الإمارات مُعرَّضة بشدة لهجومٍ مُحتمل بطائراتٍ مُسيَّرة من النوع الذي شنَّته إيران على منشآت أرامكو النفطية في المملكة السعودية، وكذلك لهجماتٍ مُحتملة أخرى على ممرات التجارة البحرية المُكتظَّة، خاصةً من جانب الحوثيين في البحر الأحمر".
أوضح المسؤول أن الإماراتيين يحاولون تنمية العلاقات مع جميع الدول، وهم مهتمون بالحصول على حصانةٍ أمنية، وأردف قائلاً: "إسرائيل تتفهَّم هذه السياسات وتساعد الإمارات فيها".