ميقاتي يسابق الزمن لاحتواء الأوضاع مع السعودية.. طالب قرداحي باتخاذ القرار المناسب وشكّل لجنة أزمة

عربي بوست
تم النشر: 2021/10/29 الساعة 21:19 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/10/29 الساعة 21:19 بتوقيت غرينتش
رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي/ رويترز

 أفاد بيان صدر عن مكتب رئيس الوزراء اللبناني نجيب ميقاتي يوم الجمعة 29 أكتوبر /تشرين الأول 2021 أن ميقاتي اتصل بوزير الإعلام جورج قرداحي وطلب منه "تقدير المصلحة الوطنية واتخاذ القرار المناسب" لإصلاح العلاقات بين لبنان والدول العربية، في أعقاب قرار السعودية طرد السفير اللبناني واستدعاء سفيرها من بيروت، رداً على تصريحات قرداحي بشأن حرب اليمن.

كذلك قال البيان إن ميقاتي تباحث مع رئيس الجمهورية ميشال عون في المستجدّات، وتطورات الأزمة بعد قرار السعودية إمهال السفير اللبناني يومين للمغادرة. 

إنشاء لجنة أزمة 

كذلك طلب ميقاتي من وزير الخارجية والمغتربين عبدالله بوحبيب البقاء في بيروت وعدم التحاقه بالوفد اللبناني إلى "مؤتمر الأمم المتحدة للتغيّر المناخي"، في أسكتلندا لمواكبة التطورات والمستجدّات الأخيرة وإنشاء خلية لإدارة هذه الأزمة المستجدّة على لبنان.

في المقابل، دعا رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، يوم الجمعة، إلى إقالة "هذا الوزير الذي سيدمّر علاقاتنا مع الخليج العربي قبل فوات الأوان"، في إشارة إلى وزير الإعلام جورج قرداحي.

في تغريدة، قال: "كفانا كوارث"، متسائلاً: "إلى متى سيستفحل الغباء والتآمر والعملاء بالسياسة الداخلية والخارجية اللبنانية".

عطفاً على قرار السعودية، قالت وزارة الخارجية البحرينية يوم الجمعة إنها طلبت من سفير لبنان مغادرة أراضي المملكة خلال 48 ساعة.

تأتي الخطوة عقب إجراءات سعودية مماثلة شملت حظراً على الواردات اللبنانية، رداً على تصريحات لوزير الإعلام اللبناني انتقد فيها الدور السعودي في الحرب اليمنية.

كان ميقاتي قد أبدى مساء الجمعة 29 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أسفه للقرارات الأخيرة التي اتخذتها المملكة العربية السعودية تجاه لبنان، على خلفية تصريحات وزير الإعلام جورج قرداحي، مناشداً القادة العرب "العمل والمساعدة على تجاوز هذه الأزمة؛ من أجل الحفاظ على التماسك العربي في هذه الظروف الدقيقة التي تعيشها أوطاننا وشعوبنا".

في وقت سابق من يوم الجمعة، استدعت السعودية سفيرها في لبنان للتشاور، وطلبت من السفير اللبناني لديها مغادرة البلاد خلال 48 ساعة. كما قررت السعودية، وقف كافة الواردات السلعية والخدمية القادمة من لبنان.

ميقاتي أضاف، في بيان له: "لطالما عبّرنا عن رفضنا لأي إساءة توجّه إلى المملكة العربية السعودية، ودعونا إلى تصحيح ما شاب العلاقات بين البلدين الشقيقين من شوائب خلال الفترة الماضية، وشددنا في البيان الوزاري على أن من أولويات حكومتنا العمل على استعادة العلاقات والروابط التاريخية بين لبنان وأشقائه العرب".

تصريحات قرداحي

فيما تابع: "كما عبّرنا وشددنا قبل يومين على أن موقف وزير الإعلام جورج قرداحي الذي أعلنه قبل توليه مهامه الوزارية لا يمثل رأي الحكومة، وأكدنا حرصنا على العلاقات اللبنانية-الخليجية، وتمنينا أن تستعيد العلاقات اللبنانية-السعودية خصوصاً، واللبنانية-العربية عموماً، متانتها".

كما واصل حديثه بالقول: "إننا نأسف بالغ الأسف لقرار المملكة، ونتمنى أن تعيد قيادة المملكة بحكمتها، النظر فيه، ونحن من جهتنا سنواصل العمل بكل جهد ومثابرة لإصلاح الشوائب المشكو منها، ومعالجة ما يجب معالجته".

في حين أردف: "إننا نتوجه لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، ولولي عهده الأمير محمد بن سلمان، بخالص آيات التقدير والاحترام، ونعرب لهما عن رفضنا الشديد والقاطع إلى كل ما يسيء للعلاقات الأخوية العميقة مع المملكة العربية السعودية، والتي وقفت إلى جانب الشعب اللبناني دائماً في مواجهة تحدياته الكبيرة على مدى عقود طويلة، وإننا نؤكد تمسكنا بكل الروابط الأخوية المتينة، وعلى سعينا الدؤوب من أجل الحفاظ على أفضل العلاقات الأخوية مع السعودية والأخوة في مجلس التعاون الخليجي".

أزمة جديدة بين البلدين

كانت السعودية والإمارات والكويت والبحرين قد أعلنت، الأربعاء، استدعاء سفراء لبنان لديها، وأبلغت احتجاجها الرسمي على تصريحات قرداحي خلال مقابلة تلفزيونية عُرضت الإثنين، (سجلت في أغسطس/آب الماضي)، اعتبر خلالها أن الحوثيين في اليمن "يدافعون عن أنفسهم ضد اعتداءات السعودية والإمارات".

بينما حاول الرئيس اللبناني ميشال عون، ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي، احتواء الأزمة، وأكدا، الخميس، أن "تصريحات قرداحي كانت قبل تعيينه وزيراً، ولا تعكس وجهة نظر الدولة، التي تحرص على أفضل العلاقات مع الدول العربية"، إلا أن بعض السياسيين اللبنانيين، بينهم نواب في البرلمان، طالبوا قرداحي بالاستقالة.

في المقابل، اعتبر تنظيم "حزب الله" اللبناني، الخميس، أن تصريحات قرداحي عن حرب اليمن "مشرّفة وشجاعة"، وأعلن رفضه أي دعوة لإقالته.

يشار إلى أنه في أبريل/نيسان 2021، قررت السعودية منع دخول الخضراوات والفواكه اللبنانية أو عبورها من أراضيها، بعد إحباط تهريب أكثر من مليوني قرص مخدر مخبأة في شحنات الفواكه اللبنانية.

تاريخياً، كانت تسود علاقات مميزة بين الرياض وبيروت، لكنها باتت تشهد توترات بين حين وآخر، أحدثها في مايو/أيار2021، عقب تصريحات لوزير الخارجية اللبناني آنذاك، شربل وهبة، قال فيها إن "دول الخليج دعمت صعود تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة".

تحميل المزيد