أعلنت مؤسسة الكهرباء الحكومية في لبنان، مساء السبت 9 أكتوبر/تشرين الأول 2021، أن قيادة الجيش أبدت استعدادها لتزويدها بالوقود؛ لإعادة تشغيل معملين أساسيين لإنتاج الطاقة في البلاد مؤقتاً.
جاء ذلك في بيان للمؤسسة عقب ساعات على توقف معمل دير عمار (شمال)، الجمعة، ومعمل الزهراني (جنوب)، ظهر السبت؛ بسبب نفاد الوقود من خزاناتهما، ما أدى إلى انقطاع شبه كامل للكهرباء في البلاد، وفق المؤسسة ذاتها.
حيث قالت المؤسسة، في بيان، إن وزارتي الطاقة والدفاع تواصلتا مع قيادة الجيش، حيث أبدت الأخيرة الاستعداد كاملاً لتسليم كمية إجمالية تبلغ 6 آلاف كيلولتر من الوقود بغية إعادة تشغيل المَعملين.
فيما ذكرت أن هذه الكمية ستؤمّن طاقة إضافية بنحو 300 ميغاواط لفترة ثلاثة أيام، ما يرفع القدرة الإنتاجية الإجمالية إلى نحو 500 ميغاواط على الشبكة الكهربائية.
بينما لم يتسنّ الحصول على تعقيب فوري من الجيش اللبناني بشأن تلك التفاصيل.
ظلام تام
في وقت سابق من يوم السبت، أكد مسؤول لبناني أن البلاد دخلت في ظلام تام بعد خروج أكبر محطتي كهرباء من الخدمة بسبب نقص الوقود، مشيراً إلى أنه من المستبعد أن تعمل شبكة كهرباء لبنان حتى نهار الإثنين القادم أو لأيام عدة.
إلا أن مصادر إعلامية أكدت أن جهوداً مبذولة لتأمين إعادة التيار الكهربائي لن تحقق نتائجها قبل الإثنين.
كان حجم إنتاج الطاقة في لبنان يبلغ بين 1600 و2000 ميغاواط، إلا أنَّ شح الوقود في الأشهر الماضية جعل الإنتاج يتراجع تدريجياً إلى مستويات متدنية غير مسبوقة.
لكن لبنان يحتاج نحو 3200 ميغاواط لتأمين الكهرباء 24 ساعة في اليوم، إلا أنه يعجز عن تحقيق ذلك منذ عقود، وهذا ما ينعكس تقنيناً للتيار بمعظم المناطق، وفق خبراء في مجال الطاقة.
يشار إلى أنه في 23 سبتمبر/أيلول الماضي، حذَّرت مؤسسة الكهرباء من انقطاع التيار عن جميع أنحاء البلاد إثر نفاد المخزون المتبقي من الوقود بالكامل.
يعد انقطاع الكهرباء أحد أوجه الأزمة الاقتصادية الحادة التي تعصف بلبنان منذ نحو عامين، وتسببت في تدهور قيمة عملته مقابل الدولار، وعدم وفرة النقد الأجنبي المخصص للاستيراد، ما انعكس شحاً في الوقود والأدوية وسلع أخرى.
جدير بالذكر أن معظم اللبنانيين يعتمدون على مُولدات الكهرباء الخاصة التي تعمل بالديزل رغم نقص المعروض.