قالت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية في تقرير نشرته يوم الأربعاء، 8 سبتمبر/أيلول 2021، إن القوات الإسرائيلية اعتقلت ثلاثة أشخاص يوم الثلاثاء، وزعمت الاشتباه في مسؤوليتهم عن مساعدة مجموعة من الأسرى الفلسطينيين على الهروب من السجن.
في المقابل فقد أطلقت إسرائيل عملية بحث مكثفة للقبض على الفارين الستة من سجن جلبوع شديد الحراسة في وقت مبكر من يوم الإثنين، فيما يعتبر من بين أخطر حالات الهروب من السجن في تاريخ البلاد.
تفتيش المساجد
حيث دخلت الشرطة وفق ما نقل موقع "تايمز أوف إسرائيل"، بلدتي الناعورة وطمرة العربيتين المجاورتين، الواقعتين شمال شرق العفولة، وفتشت المساجد، بحسب تقارير إعلامية عبرية وفلسطينية. وذكرت إذاعة الجيش أنه تم وضع عدة حواجز في المنطقة.
فيما قالت تقارير إن المشتبهين الثلاثة اعتقلوا في الناعورة، في حين لم يكن من بين المعتقلين أي من الأسرى الفارين، لكن يُشتبه في مساعدتهم على الهروب من السجن أو الفرار من المنطقة بعد ذلك.
من ناحية أخرى تعتقد السلطات أن بعض الأسرى الهاربين على الأقل توقفوا في البلدة لفترة قصيرة بعد هروبهم، وقاموا بتغيير ملابسهم هناك، بحسب صحيفة "هآرتس".
الحدود مع الضفة
في سياق متصل، ذكر موقع "واللا" الإخباري أن الشرطة تقوم أيضاً بعمليات تفتيش في بلدة الجلمة الفلسطينية، المتاخمة للسياج الحدودي بالضفة الغربية وبالقرب من مدينة جنين الفلسطينية.
في غضون ذلك، نشر الجيش الإسرائيلي قوات إضافية على الحدود الأردنية، حيث اشتبهت السلطات في أن بعض الفارين سيحاولون الفرار إلى الأردن.
من ناحية أخرى قال مصدر عسكري من القيادة المركزية للجيش الإسرائيلي لموقع "واللا": "تشير التقديرات حالياً إلى أن الأسرى الفارين يختبئون في منطقة بيت شيعان ولم يعبروا الحدود"، أضاف المصدر.
كذلك لا تزال السلطات تشتبه في أن الهاربين انفصلوا بعد فرارهم من سجن جلبوع. وقال مسؤولون في الشرطة إنهم ركضوا حوالي 3 كيلومترات (1.9 ميل) بعد الخروج من الحفرة التي حفرت تحت جدران السجن. وذكرت القناة 12 أن بعضهم استقل سيارة للهروب من هناك.
البحث عن الهاربين
في المقابل، تواصل السلطات الإسرائيلية، الأربعاء، أعمال البحث عن 6 أسرى فلسطينيين فرّوا، الإثنين، من سجن "جلبوع" في شمالي البلاد. وقال الجيش الإسرائيلي في تصريح مكتوب أرسلت نسخة منه إلى وكالة الأناضول: "تُواصل قوات الجيش المساعدة في ملاحقة وتقفي أثر السجناء الأمنيين الذين فروا من سجن جلبوع".
أضاف: "لقد ضاعف الجيش حجم المساعدة خلال العيد (رأس السنة العبرية)، إذ حالياً تشارك كتيبتان في أعمال التمشيط والبحث، إضافة إلى 6 سرايا، وفريقي استطلاع، وعدد من فرق الوحدات الخاصة".
كانت السلطات الإسرائيلية قد شرعت في أعمال البحث عن المعتقلين منذ اكتشاف فرارهم، فجر الإثنين. وتُقيم السلطات الإسرائيلية حواجز في الأماكن القريبة من مكان السجن، والطرق المؤدية إلى الضفة الغربية.
كما يقوم الجيش الإسرائيلي بمداهمة العديد من القرى الفلسطينية، في شمال الضفة الغربية.
إجراءات عقابية
في المقابل عبّر فلسطينيون بقطاع غزة، الأربعاء، عن رفضهم للإجراءات الإسرائيلية العقابية التي فُرضت على الأسرى داخل السجون، بعد فرار 6 منهم من سجن جلبوع، الإثنين الماضي.
جاء ذلك خلال وقفة نظّمتها حركة "حماس"، وجمعية واعد للأسرى والمحررين، في ساحة بلدية خانيونس، جنوب قطاع غزة.
حيث رفع المشاركون في الوقفة لافتات كُتب على بعضها "انتزاع الحرية"، و"الهروب الكبير"، و"من عمق الأرض خرجوا منتزعين حريتهم من سجون الاحتلال بنفق حفروه".
من جانبه قال عبد اللطيف أبو لوز، مدير "واعد" في مدينة خانيونس: "نقف اليوم لتحذير الاحتلال الإسرائيلي من مغبّة ارتكاب أي حماقة جديدة ضد الأسرى، بعد انتزاع 6 منهم حريتهم من سجن جلبوع".
تابع أبو لوز، في تصريح لوكالة الأناضول: "هذا الاحتلال أصيب بعد اكتشافه نجاح عملية انتزاع الحرية، بالجنون والهلع، فهرع للتنكيل ببقية الأسرى وقمعهم وعزلهم عن الآخرين".
كما جدد تحذير الفصائل الفلسطينية، لإسرائيل، بأن "المساس بالأسرى سيقلب الطاولة رأساً على عقب، وأن قضيتهم خط أحمر لا يمكن تجاوزه".
يُذكر أنه في فجر الأربعاء نفَّذت وحدات إسرائيلية خاصة عملية اقتحام وتنكيل بأسرى فلسطينيين في سجن جلبوع، الذي شهد عملية فرار 6 معتقلين، الإثنين.
فيما قال نادي الأسير الفلسطيني، في بيان صحفي تلقت وكالة الأناضول نسخة منه، إن وحدات خاصة إسرائيلية قد اقتحمت قسم 3 بسجن جلبوع، ونكّلت بالأسرى وشرعت في عملية نقل عدد منهم إلى سجن "شطة".