تسبب الأكاديمي المصري يوسف زيدان الأحد 16 مايو/أيار 2021 في جدل على منصات التواصل الاجتماعي تبعته انتقادات وجهها له نشطاء، متهمين إياه بمحاولة إثارة بلبلة تتعلق بالمسجد الأقصى، في الوقت الذي يشهد انتهاكات جمة من جانب القوات الإسرائيلية.
إذ قال زيدان في حوار مع صحيفة الوطن المصرية الخاصة إن حل القضية الفلسطينية لن يكون بالشعارات الرنانة على مواقع التواصل الاجتماعي، ولا بالكراهية والعنف المتبادلين بين الإسرائيليين والفلسطينيين، وإنما بالعقل.
تزايد ضحايا القصف الإسرائيلي
تأتي تصريحات زيدان، في الوقت الذي ارتفع فيه ضحايا العدوان العسكري الإسرائيلي المتواصل على غزة، منذ الإثنين، إلى 197 شهيداً، بينهم 58 طفلاً و34 سيدة، إضافة إلى 1235 جريحاً، إضافة إلى 21 شهيداً ومئات الجرحى في الضفة الغربية المحتلة، وفق وزارة الصحة.
فيما قتل 10 إسرائيليين وأصيب المئات، خلال قصف صاروخي للفصائل الفلسطينية من غزة باتجاه مناطق في إسرائيل.
الأكاديمي المصري استمر في تصريحاته المثيرة للجدل في حواره الصحفي، وقال إن اليهود لا يسعون إلى هدم المسجد الأقصى للبحث عن هيكل سليمان، كما هو مشاع لدى العرب، مؤكداً أن "هذا وهم مستقر بيننا هنا في البلاد العربية".
قال، كذلك في حواره، إن الصهاينة يبحثون عن هيكل سليمان مثلما يبحث المصريون عن الآثار الفرعونية، لا أكثر.
هيكل سليمان!
أضاف "زيدان" أن المعبد اليهودي المندثر والمسمى بـ"هيكل سليمان" لم تكن مساحته تزيد على 200 متر مربع، في حين أن قبة الصخرة والمسجد الأقصى والباحة المحيطة بهما (حرم المسجد) مساحتها أكثر من 30 ألف متر مربع، وقريب من المسجد الأقصى كنيسة القيامة المرتبطة بالوجدان المسيحي.
كذلك تساءل زيدان: "ماذا يحدث لو خصص المسلمون لليهود 200 متر مربع من باحة المسجد الأقصى لبناء معبد يهودي يسمى هيكل سليمان أو المعبد الكبير أو أي اسم آخر؟!".
ليرد على نفسه بالقول إن هذا الحل ينهي الصراع بين الطرفين، لا سيما أن اليهودية ديانة يعترف الإسلام بها.
قال كذلك: "أنا أدعو إلى حل عملي للقضية من خلال تدويل مدينة القدس، لتكون تحت السيادة الدولية من خلال الأمم المتحدة، أو من خلال أطراف الصراع نفسه". وفق قوله.
هذه ليست المرة الأولى التي يثير فيها زيدان الجدل حول المسجد الأقصى ومدينة القدس، فقد سبق أن نشر منذ أيام قليلة تغريدة على صفحته الرسمية بفيسبوك، يقول فيها إن القدس الشريف وفلسطين أرض ملكية على المشاع لليهود وغيرهم.
إذ قال زيدان: "القدسُ مدينة كل الأديان بالمنطقة، ما استمر منها وما اندثر، ولن يصح أن تكون مستقبلاً عاصمة لفريق من القرناء الفرقاء.. وإلا دام الدمُ النازف، وبقي القتلُ الجارف، وصار الدمارُ دائماً أبداً".
انتقادات ليوسف زيدان
لكن محمد عفيفي، أستاذ التاريخ الحديث والمعاصر بكلية الآداب جامعة القاهرة، وفق ما تناقلت مواقع صحفية مصرية محلية، قد استنكر حديث زيدان، وقال عفيفي خلال منشور على صفحته على "فيسبوك": "يوسف زيدان يفتي بغير علم، فهو يقول القدس مدينة كل الأديان! وهو القول الحق الذي يراد به الباطل، فبالفعل القدس- وعبر التاريخ وتقلباته- هي مدينة كل الأديان، اليهودية والمسيحية والإسلام".
أردف عفيفي: "السؤال: لماذا الآن الحرص على القول إنها مدينة كل الأديان؟! ربما تأتي الإجابة في الشطر الثاني من التصريح، حيث يريد زيدان ركوب التريند، أو تمرير مشروع آخر لمستقبل القدس: "ولا يصح أن تكون عاصمة لفريق واحد"!
يذكر أن مدينة القدس والمسجد الأقصى يشهدان انفجاراً في الأوضاع منذ 13 أبريل/نيسان 2021 جراء اعتداءات "وحشية" ترتكبها الشرطة الإسرائيلية ومستوطنون بمدينة القدس المحتلة والمسجد الأقصى ومحيطه وحي "الشيخ جراح"، إثر مساع إسرائيلية لإخلاء 12 منزلاً من عائلات فلسطينية وتسليمها لمستوطنين.