تتجه أنظار العالم الإسلامي في شهر رمضان من كل عام إلى المسجد الأقصى في ليلة السابع والعشرين، إذ يحتشد الآلاف من الفلسطينيين لإحياء ليلة القدر رغم وجود قيود إسرائيلية.
إذ اعتاد الفلسطينيون تزيين المسجد الأقصى بالزينة وإنارة الساحة الخارجية للمسجد وداخله أيضاً بالأنوار التي تستمد قوتها من قيمة ليلة القدر، لكن ذلك لم يحدث في رمضان من عام 2021.
نصف مليون يحيون ليلة القدر
ففي عام 2019 شهد المسجد الأقصى ما يقارب 400 ألف شخص، الذين شاركوا في إحياء ليلة القدر في رحاب المسجد الأقصى بمدينة القدس المحتلة، وسط إجراءات إسرائيلية مشددة، وذلك وفق بيان مسؤول الإعلام في دائرة الأوقاف الإسلامية (تابعة للأردن)، فراس الدبس.
مشاركة مئات الآلاف في الصلاة في رمضان من عام 2019 صاحبها تزيين ضخم وتاريخي للمسجد الأقصى احتفالاً بليلة القدر، لكن ذلك بطبيعة الحال لم يحدث على سبيل المثال في عام 2020 بسبب الإغلاق الذي تم بسبب فيروس كورونا، ولم يحدث أيضاً في عام 2021 بسبب الانتهاكات الإسرائيلية الجسيمة بحق المسجد الأقصى والمصلين.
بدوره، قال ساعتها مدير عام دائرة الأوقاف الإسلامية، الشيخ عزام الخطيب، في بيان صدر في وقت سابق، إن "دائرة الأوقاف أنهت استعداداتها لاستقبال الآلاف من المعتكفين الذي سيحيون ليلة القدر هذه الليلة في رحاب المسجد الأقصى".
ووسط إجراءات أمنية إسرائيلية مشددة، في هذه الفترة ، توافد المصلون على المسجد الأقصى من أنحاء الضفة الغربية والمدن والبلدات العربية داخل إسرائيل.
انتهاكات إسرائيلية في المسجد الأقصى
في المقابل ففي يوم السبت 8 مايو/أيار 2021 ليلة السابع والعشرين من رمضان من عام 1442 هجرية لجأت القوات الإسرائيلية إلى إطفاء أنوار المسجد الأقصى بالكامل من خلال قطع كافة الأسلاك الكهربائية المستخدمة في إنارة المسجد.
كذلك انتشرت قوات الاحتلال بأعداد كبيرة داخل باحات المسجد الأقصى، وأطلقت قنابل الصوت والغاز المدمع تجاه المصلين، واعتقلت عدداً منهم، كما عملت على إفراغ الحرم المقدسي من رواده في آخر جمعة من شهر رمضان الكريم، وقالت مراسلة الجزيرة، نجوان سمري، إن قوات الاحتلال تحاصر مجموعة من المصلين داخل المسجد القبلي.
في حين ارتفع عدد المصابين الفلسطينيين جراء الاعتداءات الإسرائيلية في القدس، مساء السبت، إلى 64 والمعتقلين إلى 7.
كما أفادت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني (غير حكومية) بأن 64 فلسطينياً أصيبوا خلال مواجهات عنيفة في منطقة باب العامود، أحد أبواب المسجد الأقصى بمدينة القدس، حيث تم نقل 11 منهم للمستشفى.
أضافت أن من بين المصابين رضيعة تبلغ من العمر عاماً واحداً، إضافة إلى 5 أطفال آخرين. وأوضحت الجمعية في بيان أن "معظم الإصابات بالرصاص المطاطي وقنابل الصوت بشكل مباشر والاعتداء بالضرب".
إطلاق قنابل الصوت
كذلك من بين الضحايا رب أسرة أصيب بجروح و4 من أطفاله بالهلع والخوف بعد إطلاق قوات الاحتلال قنابل الصوت عليهم بشكل مباشر.
لفتت الجمعية أيضاً إلى أن قوات الاحتلال ما زالت تمنع سيارات الإسعاف التابعة لها من الوصول إلى ساحة باب العامود لنقل المصابين.
في حين قال شهود عيان إن من بين المصابين سيدة مسنة؛ حيث أصابتها قنبلة صوت في وجهها.
أضاف الشهود، لمراسل الأناضول، أن قوات الاحتلال الإسرائيلي أطلقت وابلاً من الرصاص المطاطي وقنابل الغاز والصوت باتجاه الفلسطينيين في منطقة باب العامود، واعتدت عليهم بالضرب الشديد، واعتقلت 7 منهم على الأقل.
بدورهم، رد شبان فلسطينيون بإطلاق المفرقعات النارية باتجاه قوات الاحتلال.
يأتي ذلك في ظل تشديدات أمنية إسرائيلية في مدينة القدس، خاصة عند أبواب الأقصى، تزامناً مع توافد عشرات آلاف الفلسطينيين لإحياء ليلة القدر في المسجد.
في حين أحيى أكثر من 90 ألفاً، السبت، ليلة القدر في المسجد الأقصى، بحسب دائرة الأوقاف الإسلامية، وذلك رغم التشديدات الإسرائيلية.
في المقابل تشهد مدينة القدس منذ بداية شهر رمضان اعتداءات تقوم بها قوات الشرطة الإسرائيلية والمستوطنون، خاصة في منطقة باب العامود وحي الشيخ جراح.