يحملون البضائع على ظهورهم 10 ساعات كل يوم والعشرات منهم يلقون حتفهم! مأساة ممتهني “الكولبار” على حدود إيران والعراق

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2021/01/27 الساعة 17:07 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2021/01/27 الساعة 17:07 بتوقيت غرينتش
عمال الكولبار في العراق/ منصات التواصل

كشف تقرير نشرته صحيفة The Independent البريطانية، يوم الثلاثاء 26 يناير/كانون الثاني 2021، إن من يعرفون بـ"الكولبار"،  وهم الأشخاص الذين ينقلون البضائع المُهرَّبة على ظهورهم بين إيران وحكومة إقليم كردستان يعيشون مأساة قاتمة وشديدة وذلك بسبب صعوبة المهنة. 

إذ مات في عام 2020 وحده 56 كولباراً، وأُصيبَ 167، وفقاً لبياناتٍ قدَّمَتها منظمات حقوق الإنسان في إيران، حيث يضطر الكولبار إلى حمل بضائع  تصل إلى 120 كيلو على ظهورهم عبر تضاريس حدودية جبلية خطيرة وملغومة، وذلك بعد أن أصبح النقل غير المشروع للبضائع على الحدود بين إيران وحكومة إقليم كردستان -والذي يُطلَق عليه "كولبيري" بالفارسية- مصدر دخلٍ لآلاف الأشخاص.

مأساة الكولبار على الحدود بين إيران والعراق

كذلك قال التقرير إن الكولبار في إقليم كردستان يقومون بشراء المنتجات الإلكترونية والسجائر والأقمشة من أربيل ومناطق أخرى، ويسلِّمون البضائع لتجار في إيران وبعد فحص البضائع  تُدفَع أجور الكولبار. 

حيث يقوم الكولبار بحمل بضائعهم  طيلة 12 ساعة في اليوم كلِّ مرة، ويتقاضون أجوراً تتراوح بين 7 و12 دولاراً.

الكولبار وفي شهور الشتاء يحاولون عبور الممرات الجبلية التي تصطف على جانبيها الثلوج، التي يصل ارتفاعها إلى متر، مخاطرين بالموت أو الإصابات التي قد تتسبَّب في الإعاقة. 

تتراوح أعمار الكولبار ما بين الـ15 إلى 75 عاماً 

في المقابل قال التقرير إن أعمار الكولبار تتراوح ما بين الـ15 إلى 75 عاماً، حتى إن هناك الكثير منهم ممن تخرجوا في الجامعات ومنهم أطباءٌ ومهندسون مُتعطِّلون عن العمل.

من جانبه يقول أرسلان ياراحمدي، رئيس منظمة HENGAW لحقوق الإنسان، إن المنظمة تُبلَّغ بحالات وفاة وإصابات من الكولبار على الحدود بين إيران وإقليم كردستان بصورةٍ أسبوعية. 

كما ذكر ياراحمدي أن 56 كولبار فقدوا حياتهم على الحدود خلال الأشهر الـ12 الماضية، بينهم 45 لقوا حتفهم بسبب إطلاق حرس الحدود النار عليهم، وأربعة في حوادث سيارات، وسبعة بسبب الطقس البارد. ويقول ياراحمدي إن ما يقرب من 170 آخرين أُصيبوا. 

ليلى حسنبور، منسِّقة شبكة KHRN، قالت إن الكولبار يواجهون مشكلةً اقتصادية وسياسية وأمنية. وأضافت: "نحن نراقب المنطقة ونتعقَّبها من خلال نشطائنا. هناك أزمةٌ اقتصادية خطيرة هناك. ليس هناك تصنيع ولا زراعة ولا سياحة في هذه البلدات التي يعمل فيها الكولبار". 

كذلك قالت حسنبور إنه:  "يجب على الناس من المنطقة إما الانتقال إلى المدن المتقدِّمة في إيران وإما العمل ككولبار. ما دامت إيران تعتبر هذه مسألةً أمنية، فإن الكولبار سيظلون يموتون على الطريق. إذا اتُّخِذَت خطوات إصلاحٍ في هذه المشكلة، وإذا تحسَّن الرفاه الاقتصادي للناس في المنطقة، سوف يختفي الكولبار". 

أزمة اقتصادية في كردستان 

من جانبه قال عالم الاجتماع الإيراني حميد رضابور، 41 عاماً، في حديثه إلى النسخة التركية من صحيفة The Independent البريطانية إن الكولبار ظهروا بسبب الأزمة الاقتصادية في محافظات كردستان إيران وأذربيجان الغربية وكرمنشاه. 

رضابور قال إنه لا توجد مصانع في المنطقة ليعمل فيها الناس فهناك مُعلِّمون ومهندسون وعاطلون عن العمل يعملون ككولبار، بالإضافة إلى أطفالٍ دون سنِّ الـ18، وكبار يناهزون الـ70 من العمر.

فيما أشار التقرير في حديثه عن بعض الحالات أن نادر محمدي، 33 عاماً، بدأ العمل ككولبار حين كان طفلاً قائلاً إنه أُصيبَ برصاصةٍ في ظهره من قِبَلِ حرس الحدود عند حدود مدينة سردشت بمحافظة أذربيجان الغربية أثناء عمله في العام 2013، وإنه يتلقَّى العلاج منذ سبعة أعوام. 

فيما أشار إلى أنه لا يوجد بديلٌ لهذا العمل، حيث كان يرشد الكولبار على ظهر الخيل حين أصيب على الحدود حين فتح حرس الحدود الإيراني النار، فأصيب برصاصتين في الظهر. 

وظيفة شاقة للغاية ويتعرض العاملون فيها لمخاطر القتل والإصابة على الحدود، لكن انتشار البطالة في العراق يدفع بعض مواطنيها إلى المجازفة على الحدود مع إيران

تحميل المزيد