كشف مسؤول في الإدارة الأمريكية، الأحد 18 أكتوبر/تشرين الأول 2020، أن مسؤولاً في البيت الأبيض سافر إلى دمشق في وقت سابق من العام الجاري، لعقد اجتماعات سرية مع نظام بشار الأسد سعياً للإفراج عن مواطنين أمريكيين اثنين على الأقل، تعتقد واشنطن أن سلطات النظام تحتجزهما.
أولوية إعادة المحتجزين: المسؤول في الإدارة الأمريكية الذي تحدث لوكالة رويترز – دون أن تذكر اسمه – قال إن كاش باتل، نائب أحد مساعدي الرئيس دونالد ترامب وأكبر مسؤول عن مكافحة الإرهاب في البيت الأبيض، هو الذي زار دمشق.
المسؤول أضاف في معرض تأكيده لتقرير بهذا الشأن نشرته صحيفة "وول ستريت جورنال"، أن "هذا يرمز إلى أي مدى يجعل الرئيس ترامب إعادة الأمريكيين المحتجزين في الخارج أولوية كبرى".
كانت الصحيفة الأمريكية قد ذكرت، نقلاً عن مسؤولين في إدارة ترامب وآخرين مطلعين على المفاوضات، قولهم إن رحلة باتل كانت أول مناسبة يلتقي فيها مسؤول أمريكي كبير بمسؤولين بحكومة النظام في سوريا خلال أكثر من عشر سنوات.
كذلك أشارت الصحيفة إلى أن مسؤولين أمريكيين عبّروا عن أملهم في إبرام اتفاق مع الأسد يسمح بإطلاق سراح أوستن تايس، الصحفي الحر والضابط السابق بمشاة البحرية الذي اختفى خلال عمله الصحفي في سوريا عام 2012، وماجد كمالماز، وهو طبيب سوري-أمريكي اختفى أيضاً بعدما أوقفته السلطات عند نقطة تفتيش تابعة للحكومة عام 2017.
أمريكيون محتجزون: وبحسب الصحيفة، فإن السلطات الأمريكية تعتقد أن سلطات النظام تحتجز أربعة أمريكيين آخرين على الأقل لكنها أوضحت أنه لا يُعرف عنهم سوى القليل، موضحةً أيضاً أن ترامب بعث برسالة خاصة إلى الأسد في مارس/آذار 2020 يعرض فيها "حواراً مباشراً" بشأن تايس.
ولفتت الصحيفة كذلك، نقلاً عن مصادر مطلعة، إلى أن اللواء عباس إبراهيم، مدير الأمن العام اللبناني، التقى بمستشار الأمن القومي الأمريكي روبرت أوبراين في البيت الأبيض الأسبوع الماضي، لبحث قضية الأمريكيين المحتجزين في سوريا.
لكن المصادر التي تحدثت للصحيفة قالت إن المحادثات لم تحرز تقدماً يذكر، مشيرة إلى أن نظام الأسد طالب واشنطن مراراً بسحب كل قواتها من البلاد.
يُذكر أن الولايات المتحدة قطعت علاقاتها الدبلوماسية مع نظام الأسد عام 2012، وذلك على خلفية تعامله العنيف مع المحتجين على الأسد، كما وجهت واشنطن ضربات عسكرية لقوات النظام عندما استخدمت الغاز السام ضد المدنيين في عام 2018، إضافة إلى أن أمريكا تفرض باستمرار عقوبات على مسؤولين بالنظام.