قال وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو الخميس 8 أكتوبر/تشرين الأول 2020 إن بلاده واليونان قد اتفقتا على اتخاذ إجراءات لبناء الثقة وعقد محادثات استكشافية ثنائية بعد توتر بين البلدين دام لأسابيع حول قضية شرق المتوسط.
وكالة الأنباء الفرنسية قالت إن أوغلو التقى لفترة وجيزة مع نظيره اليوناني نيكوس ديندياس على هامش منتدى نظمته مؤسسة "غلوبسك" للأبحاث في سلوفاكيا.
إذ قال أوغلو إن تركيا واليونان قد اتفقتا على اتخاذ تدابير لبناء الثقة وعقد محادثات استكشافية ثنائية، كما أشار وزير الخارجية التركي إلى أن أنقرة ستستضيف الجولة الأولى من المحادثات الاستكشافية لدى استئنافها دون تحديد موعد لبدء المحادثات.
ويأتي هذا بعد تدخل حلف شمال الأطلسي لحل الأزمة، إذ تم التوصل إلى اتفاق الأسبوع الماضي في الناتو بين اليونان وتركيا بشأن آلية لتجنب النزاعات.
محادثات ثنائية: يأتي هذا بعد أن أجرى وزير الخارجية التركية مولود جاويش أوغلو ونظيره اليوناني نيكوس دندياس، الخميس، مفاوضات بحثا خلالها "قضايا ثنائية وإقليمية" في لقاء جمع للمرة الأولى بين الدولتين العضوين في حلف شمال الأطلسي منذ بدء أزمة شرق المتوسط.
ويأتي لقاء الطرفين في وقت تتصدر فيه أزمة شرق المتوسط، مباحثات وزيري الخارجية، حيث تشهد الفترة الحالية حالة من الهدوء النسبي، مع رغبة في اللجوء إلى الحوار السياسي.
فيما قال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ، في وقت سابق إن اليونان وتركيا اتفقتا على آلية لتجنب وقوع أي اشتباك عرضي في شرق البحر المتوسط، وذلك في إطار الجهود التي تستهدف نزع فتيل الصراع على موارد الطاقة في المنطقة.
ستولتنبرغ أضاف أن الاتفاق بين اليونان وتركيا، العضوين في الحلف، تضمّن إقامة خط ساخن لتجنب الحوادث في البحر والجو. وقال في بيان إنه يرحب بتأسيس آلية لتجنب المواجهات العسكرية التي تحققت عبر التواصل البنّاء بين اليونان وتركيا.
كما قال ستولتنبرغ إن هذه الآلية التي تضمن السلامة يمكن أن تساعد في إتاحة المجال لجهود دبلوماسية لعلاج النزاع القائم، ونحن مستعدون لتطويرها أكثر.
أزمة شرق المتوسط: تصاعدت حدة التوتر في منطقة شرقي البحر المتوسط، بسبب مطالبات متبادلة بين تركيا من جهة واليونان وقبرص من جهة أخرى بأحقية كل طرف في المناطق البحرية التي يعتقد أنها غنية بالغاز الطبيعي.
تركيا أرسلت سفينتي مسح إلى أجزاء منفصلة في المنطقة، ما أثار احتجاجات شديدة من جانب قبرص واليونان اللتين تقولان إن أنقرة تتعدى على جرفهما القاري. في حين تقول تركيا إن لديها حقوقاً مشروعة في هذه المنطقة.
وليس هناك اتفاق بين اليونان وتركيا على ترسيم جرفهما القاري، في حين تقف تركيا في مواجهة أي مطالبات من جانب قبرص التي لا تربطها بها علاقات دبلوماسية.