جدد الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز، رئيس المخابرات السعودية السابق وسفير المملكة إلى الولايات المتحدة، الأربعاء 7 أكتوبر/تشرين الأول 2020، مهاجمته للقيادة الفلسطينية، مؤكداً أن السعودية تضع مصالحها وأمنها في مركز الأولوية حين الحديث عن دعم القضية.
ففي الحلقة الثالثة والأخيرة من سلسلة مقابلات نشرتها قناة العربية المملوكة للسعودية مع الأمير بندر، انتقد فيها مرة أخرى القادة الفلسطينيين، واصفاً إياهم هذه المرة بأنهم "يرون دولاً إقليمية مثل إيران وتركيا أكثر أهمية من السعودية وباقي دول الخليج".
كان الأمير السعودي قد وصف، خلال المقابلة الأولى مساء الإثنين، انتقادات القيادة الفلسطينية لاتفاقي التطبيع الإماراتي والبحريني مع إسرائيل بأنه "تجرُّؤ بالكلام الهجين"، "غير المقبول".
المصالح السعودية: الأمير السعودي أكد في المقابلة الأخيرة ضرورة اهتمام المملكة بأمنها الوطني ومصالحها، في ظل كل هذه الأحداث التي تحدث في العالم، وألا تهتم فقط في "مواجهة التحديات الإسرائيلية لخدمة الجهة الفلسطينية"، حسب قوله.
كما عبر الأمير السعودي عن غصبه حين قال إن "بعض الدول دخلت على خط القضية الفلسطينية ويدعون خدمتها مثل إيران وتركيا، فيما أصبحت القيادات الفلسطينية تعتبر طهران وأنقرة أهم من الرياض والقاهرة والكويت وأبوظبي والمنامة ومسقط".
انتقادات متكررة: وتعتبر هذه الانتقادات الثانية خلال أيام للرئيس السابق للاستخبارات السعودية وسفير الرياض السابق لدى الولايات المتحدة، الأمير بندر بن سلطان بن عبدالعزيز، للقيادة الفلسطينية، بسبب رفضها قرار دولتين خليجيتين التطبيع مع إسرائيل.
في الانتقاد الأول وصف الأمير بندر انتقادات السلطات الفلسطينية لاتفاقي التطبيع الإماراتي والبحريني مع إسرائيل بأنه "تجرُّؤ بالكلام الهجين"، "غير المقبول".
الأمير بندر أشار إلى أن مشكلة القيادات الفلسطينية، من وجهة نظره، هي أنهم "يراهنون دائماً على الطرف الخاسر"، دون أن يذكر هذا الطرف.
وفيما أشار إلى الدعم الذي قدَّمه ملوك السعودية المتعاقبون، على مدى عقود، للقضية الفلسطينية، أكد أن على الشعب الفلسطيني أن يتذكر أن المملكة كانت دائماً حاضرة لتقديم المساعدة والمشورة.
يشار إلى أن الإمارات أبرمت اتفاقاً تاريخياً لتطبيع العلاقات مع إسرائيل في أغسطس/آب، واقتدت بها البحرين، الحليفة الوثيقة للسعودية، في سبتمبر/أيلول.
يخشى الفلسطينيون أن تؤدي هذه الخطوات إلى إضعاف الموقف العربي القائم منذ أمد بعيد، والمتمثل بـ"المبادرة العربية" التي تدعو إلى الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي المحتلة وقبول قيام دولة فلسطينية مقابل علاقات طبيعية مع الدول العربية.
وفي حين من غير المتوقع أن تحذو السعودية حذو حليفتيها الخليجيتين في أي وقت قريب، يعتقد خبراء ودبلوماسيون أن المملكة بدأت في تغيير خطابها العام عن إسرائيل.