اعتبر المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، أن حرب أكتوبر التي اندلعت بين مصر وسوريا من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، انتهت بـ"نصر تل أبيب"، في الوقت الذي يحتفي فيه المصريون بالانتصارات التي حققوها في تلك الحرب.
أدرعي وفي سلسلة تغريدات على حسابه الرسمي في موقع تويتر، نشرها الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020، وصف حرب أكتوبر بأنها "حرب الغفران كما تسمّى بإسرائيل"، وقال إن إسرائيل حينها "بوغتت في أقدس أيامها، يوم الغفران"، وفق تعبيره، قائلاً إنها بدأت "بمفاجأة كبيرة وانتهت بنصر عسكري إسرائيلي".
أشار المتحدث الإسرائيلي إلى أن الجيشين المصري والسوري حققا ما وصفها بـ"بعض الإنجازات الميدانية المُهمة في مراحل الحرب الأولى، حيث عبر الجيش المصري قناة السويس وانتشر على امتداد ضفتها الشرقية، بينما اخترقت القوات السورية الجولان ولكن بعد أيام قلبت إسرائيل الأمور رأساً على عقب".
رواية أدرعي عن الحرب قالت إن الجيش الإسرائيلي وصل "إلى الضفة الغربية من قناة السويس على بعد 100 كلم عن القاهرة، بينما كانت دمشق في مرمى المدفعية الإسرائيلية. وافقت بعدها مصر وسوريا على وقف إطلاق نار ووقعت اتفاقات لفض الاشتباك".
أدرعي رأى أن هذه الحرب وضعت "حداً للحروب بين إسرائيل ومصر وفتحت باب السلام في المنطقة"، وقال إن "من أعظم إنجازاتها التوقيع على معاهدة سلام تاريخية بين إسرائيل وأعظم دولة عربية"، مشيراً بذلك إلى مصر.
مصريون يردون: يأتي حديث أدرعي عن "انتصار إسرائيلي" في حرب أكتوبر التي يُصادف اليوم الثلاثاء 6 أكتوبر/تشرين الأول 2020 الذكرى الـ47 لها، بينما يحتفي المصريون بالانتصار الذي حققوه بتلك الحرب.
ورد مصريون على تغريدات أدرعي بنشر صور أظهرت وقوع أسرى من الجيش الإسرائيلي خلال حرب أكتوبر، وكذبوا رواية إسرائيل في أنها انتصرت بالحرب، مشيرين إلى أن إسرائيل خسرت عدداً كبيراً من القوات البشرية والمعدات العسكرية، وأنها أظهرت توحداً كبيراً للعرب في وجه العدو.
حرب أكتوبر: بدأت الحرب في يوم السبت 6 أكتوبر/تشرين الأول 1973، وفي التاريخ الهجري كانت باليوم العاشر من رمضان 1393، وباغت حينها الجيشان المصري والسوري القوات الإسرائيلية التي كانت متواجدة في سيناء وهضبة الجولان.
يُطلق على هذه الحرب أسماء عدة، في مصر "حرب أكتوبر"، وفي إسرائيل "حرب الغفران"، وفي سوريا "حرب تشرين التحريرية".
مع بداية الحرب توغلت القوات المصرية شرق قناة السويس، ودخلت القوات السورية أيضاً إلى عمق هضبة الجولان التي كانت إسرائيل قد احتلتها في العام 1967، أو ما يعرف بـ "نكسة حزيران".
يقول الفريق سعد الدين الشاذلي الذي شارك بحرب أكتوبر، في كتابه "مذكرات حرب أكتوبر"، إن تسع دول عربية شاركت بتقديم الدعم العسكري على الجبهتين المصرية والسورية، وهي على الترتيب من ناحية قوة التأثير "العراق، الجزائر، ليبيا، الأردن، المغرب، السعودية، السودان، الكويت، تونس".
العراق كان قد أرسل طائرات شاركت بضرب مواقع للقوات الإسرائيلية على جبهة مصر، كما شارك العراق بقوات برية مدفوعة بالدبابات لمساندة دمشق ووقف هجمات المدرعات الإسرائيلية اتجاه العاصمة السورية.
في نهاية الحرب حقق الجيش الإسرائيلي تقدماً أيضاً، فعلى الجبهة المصرية تمكن من فتح ثغرة الدفرسوار وعبر للضفة الغربية للقناة وضرب الحصار على الجيش الثالث الميداني، ولكنه فشل في تحقيق أي مكاسب استراتيجية سواء بالسيطرة علي مدينة السويس أو تدمير الجيش الثالث.
وعلى الجبهة السورية تمكن من رد القوات السورية عن هضبة الجولان، وفقاً لـ"مجموعة المؤرخين 73″، والتي ذكرت أنه حينها دعم الاتحاد السوفييتي بالأسلحة سوريا ومصر، بينما زودت الولايات المتحدة إسرائيل بالعتاد العسكري.
انتهت الحرب رسمياً بالتوقيع على اتفاقية فك الاشتباك في 31 مايو/أيار 1974، وحينها وافقت إسرائيل على إعادة مدينة القنيطرة لسوريا، وضفة قناة السويس الشرقية لمصر مقابل إبعاد القوات المصرية والسورية من خط الهدنة وتأسيس قوة خاصة للأمم المتحدة لمراقبة تحقيق الاتفاقية.
أيضاً كان من أهم نتائج الحرب استرداد السيادة على قناة السويس، واستردد جميع أراضي شبه جزيرة سيناء، إضافة إلى استعادة سوريا للسيطرة على القنيطرة، ومهَّدت الحرب أيضاً لاتفاق كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1978 الذي نص على توقيع اتفاق سلام بين مصر وإسرائيل، وأفضى بالنهاية لاستعادة مصر لسيناء.
تعترف إسرائيل رسمياً بأنها خسرت في تلك الحرب 2688، لكن تشير تقديرات مصرية إلى أن إسرائيل خسرت ما بين 8 و10 آلاف جندي.
في حين أن "مجموعة المؤرخين 73" قالت إنه فى البيان المصرى الصادر عشية وقف إطلاق النار يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول 1973 ذكر اللواء عزت مختار، المتحدث العسكرى المصرى آنذاك، أن "العدو الإسرائيلى فقد 600 دبابة و400 عربة مدرعة على الجبهة المصرية منذ يوم 6 إلى 22 أكتوبر/تشرين الأول 1973".