منحت لجنة دولية في فرنسا، الناشطة السعودية المسجونة في بلادها لجين الهذلول "جائزة الحرّيّة"، التي تنظّم في إطار المنتدى العالمي للسلام، المنعقد الخميس والجمعة 2 أكتوبر/تشرين الأول ، في شمال فرنسا، وقد سلمت الجائزة إلى شقيقتيها علياء ولينا الهذلول.
حيث سلمت الجائزة التي منحتها لجنة دولية من 5500 شاب تتراوح أعمارهم بين 15 و25 عاماً، وينحدرون من 81 بلداً، إلى شقيقتين للجين الهذلول أمام ألف حاضر صفّقوا واقفين فترة طويلة، بحسب ما أفادت وكالة الأنباء الفرنسية السبت 3 أكتوبر/تشرين الأول 2020.
تكريم: عند تسليم الجائزة، قال المحارب القديم المنحدر من السكان الأصليين للولايات المتحدة، تشارلز نورمان شاي، "لجين عمركِ لا يتجاوز 31 عاماً وقد اختبرتِ الوحشية، أودعتِ السجن وعُذّبتِ لأنك قُدتِ سيارة في بلدك، السعودية".
كما أضاف "بفضل تضحيتكِ، سمح للنساء بالقيادة في السعودية، وهذا تقدم مهم جداً".
من جهته، قال برتران دينيو، نائب رئيس منطقة النورمندي التي تنظّم الجائزة في إطار المنتدى العالمي للسلام، إنّ لجين "لا تزال سجينة لأنها ترفض ببساطة توقيع ورقة تقول فيها إنها لم تتعرض لسوء معاملة، رغم أنها كانت ضحية ذلك".
فيما أشارت علياء الهذلول، الشقيقة الكبرى للجين، إلى "أهمية هذه الجائزة"، منتقدة ما اعتبرته إصلاحات شكلية موجّهة فقط لتحسين "صورة" الرياض لدى حلفائها الغربيين، على غرار فرنسا والولايات المتحدة.
كما أدانت علياء "تقويض المؤسسات منذ 2015 في بلدها، الذي صار الجميع فيه يشعرون بالخوف حتى القضاة".
إضراب عن الطعام: في 31 أغسطس/آب 2020، أعلنت أسرة الناشطة السعودية المعتقلة لجين الهذلول، دخول الأخيرة في إضراب عن الطعام في أحد سجون المملكة، وذلك اعتراضاً على التضييق عليها فيما يتعلق باتصالها بعائلتها.
لينا، شقيقة لجين، كتبت عبر حسابها على موقع تويتر أن والديها زارا أختها في محبسها، وكشفت أن "لجين كانت في يومها السادس من الإضراب عن الطعام احتجاجاً على منعها من الاتصال الهاتفي بأسرتها".
كذلك أشارت لينا إلى أن صحة شقيقتها المعتقلة "تتدهور" خلال إضرابها عن الطعام، دون تفاصيل أكثر.
في مطلع يونيو/حزيران 2020، طالب حساب معتقلي الرأي (تجمع حقوقي سعودي) الرياض بالكشف الفوري عن وضع لجين الهذلول، المحتجزة منذ أكثر من عامين بسجون المملكة، وعبر تويتر، قال التجمع المعارض آنذاك إنه لم يسمح لها بالاتصال بأسرتها، ومُنعت عنها الزيارات منذ منتصف مارس/آذار الماضي.
وكانت وكالة Bloomberg الأمريكية قد قالت، الأربعاء 26 أغسطس/آب 2020، إن السلطات السعودية قطعت الاتصالات بين مجموعةٍ من أبرز معتقلي الرأي في المملكة وعائلاتهم، مشيرة إلى أن الهذلول قد انقطعت عن الاتصال بعائلتها منذ التاسع من يونيو/حزيران 2020.
يُذكر أنه في 15 مايو/أيار 2018، أوقفت السلطات السعودية عدداً من الناشطات البارزات في مجال حقوق الإنسان، أبرزهن لجين الهذلول، وسمر بدوي، ونسيمة السادة، ونوف عبدالعزيز، ومياء الزهراني.
وعزت تقارير حقوقية آنذاك أسباب التوقيف إلى دفاعهن عن حقوق المرأة، في مقابل اتهامات رسمية لها، بينها المساس بأمن البلاد، فيما تواجه السعودية انتقادات دولية حيال أوضاع حرية التعبير، وحقوق الإنسان، غير أنها أكدت مراراً التزامها "تنفيذ القانون بشفافية"، بحسب تعبيرها.