تراجع عمدة مدينة نيويورك، بيل دي بلاسيو، عن حضور "قمة رؤساء بلديات المدن الكبرى في مجموعة العشرين" (Urban 20)، التي من المقرر أن تستضيفها السعودية نهاية الشهر، إثر دعوات من منظمات حقوقية لمقاطعتها، وفقاً لما نشره موقع Middle East Eye البريطاني.
دي بلاسيو أعلن انسحابه من القمة المقرر عقدها افتراضياً هذا العام في بيانٍ أصدره يوم الخميس 24 سبتمبر/أيلول 2020، مشيراً فيه إلى مخاوف أخلاقية تتعلق بانتهاكات حقوق الإنسان في السعودية، كما حثَّ رؤساء البلديات الآخرين على أن يحذوا حذوه.
دعوات للمقاطعة: كان تحالف عالمي لمنظمات حقوقية دعا في وقت سابق من هذا الأسبوع قادة بعض أكبر المدن العالمية إلى مقاطعة الفعالية التي يتزامن عقدها مع الذكرى الثانية لمقتل الصحفي السعودية جمال خاشقجي، الذي قتل داخل القنصلية السعودية في إسطنبول في أكتوبر/تشرين الأول 2018.
دي بلاسيو قال في بيانه لقد أظهرت جائحة كورونا العالمية مدى أهمية أن تعمل المدن في جميع أنحاء العالم معاً من أجل الدفاع عما هو صائب لا يمكننا قيادة العالم دون التحدث صراحةً عن المظالم التي تحدث فيه.
أضاف قائلاً إنه يجب أن نقف متحدين للتصدي للتغير المناخي، وتعزيز السلام وحماية حقوق الإنسان. وفي ضوء ذلك، حث زملاءه في مدن عالمية أخرى على الانضمام إليه في قرار الانسحاب من قمة رؤساء بلديات المدن الكبرى في مجموعة العشرين هذا العام، والمطالبة بإحراز تقدم في القضايا ذات الصلة.
يُذكر أن دي بلاسيو سبق أن انتقد المملكة في مناسبات ماضية، واصفاً الحرب التي تقودها السعودية في اليمن بأنها حرب وحشية وغير أخلاقية.
قمة الرياض: وتُعقد قمة رؤساء بلديات المدن الكبرى لمجموعة العشرين (U20) في الرياض، في إطار رئاسة المملكة الدورية لمجموعة العشرين هذا العام. وبالإضافة إلى دي بلاسيو، تضم قائمة المدعوين عمدة لندن صادق خان، وعمدة برلين مايكل مولر، ورئيسة بلدية باريس آن هيدالغو، بالإضافة إلى رؤساء بلديات مدن لوس أنجلوس ومدريد.
غير أن تحالفاً من 16 مجموعة حقوقية كبرى، منها Action Corps وCodePink وFreedom Forward ومجموعة MENA Rights Group التي يقع مقرها في جنيف وJust Foreign Policy الأمريكية ومنظمة "القسط" ALQST المعنية بحقوق الإنسان في السعودية وتتخذ من لندن مقراً لها، دعا قادة المدن العالمية إلى مراجعة قرار حضور الفعالية المقرر عقدها في الرياض.
وفي الرسائل المرسلة إلى رؤساء البلديات، حذر تحالف منظمات حقوق الإنسان من أن السعودية ملكيةٌ مطلقة تفتقر إلى أي آلية من آليات التمثيل الديمقراطي ذات المغزى، ولديها سجل طويل في قمع الأصوات التي لا غنى عنها لإجراء محادثة عالمية هادفة.
كما قالت المنظمات في رسائلها إن "سجل السعودية الوحشي اشتدت وطأته منذ أن أصبح محمد بن سلمان ولياً للعهد في 2017".
فيما دعا التحالف المملكة إلى اتخاذ إجراءات فورية لإنهاء انتهاكات حقوق الإنسان على مستويات عدة، منها السعي لتحقيق العدالة الحقيقية في قضية خاشقجي والإفراج عن النشطاء المعارضين المحبوسين.
قضية الصحفي خاشقجي: على الجانب الآخر، ألغت الرياض مؤخراً خمسة أحكام بالإعدام كانت قد صدرت سابقاً بحق قتلة خاشقجي، في حكم نهائي قضى بسجن ثمانية متهمين لمدة تتراوح من سبع سنوات إلى 20 عاماً.
مع ذلك، لم تتبين هوية أي من المتهمين المحكوم عليهم، وأثار حكم المحكمة النهائي غضباً دولياً، حيث أدانت المقررة الخاصة للأمم المتحدة المعنية بحالات الإعدام خارج نطاق القضاء "حالات الإعدام التعسفي"، أغنيس كالامارد، وخطيبة خاشقجي الحكمَ.
وفي هذا السياق، قالت المنظمات في بيانها إن قواعد حقوق الإنسان والمجتمع المدني مهددةٌ في جميع أنحاء العالم. ومن ثم فإن وفود مجموعة العشرين G20 ملزمة بالعمل على ضمان عدم استخدام تلك الاجتماعات من قبل الحكومات المستضيفة، للتستر على أو إخفاء انتهاكاتها القمعية وممارساتها المدمرة للبيئة.
وتعليقاً على قرار دي بلاسيو عدم حضور القمة، أشادت منظمة Code Pink الحقوقية بالقرار، وحثت رؤساء البلديات الأخرى على فعل الشيء نفسه.
داناكا كاتوفيتش، مدير حملة Code Pink Yemen، المعنية بإيقاف الحرب في اليمن، قالت في رسالة إلكترونية إلى أنصار الحملة في نيويورك إن واقع أن الرئيس الأمريكي ومصنعي الأسلحة متواطئون في أعمال العنف التي ارتكبها النظام الملكي السعودي لا يعني أن مدننا يجب أن تكون كذلك أيضاً.
مضيفةً لقد عانى اليمن آثار الغارات الجوية والحصار لأكثر من خمس سنوات. وفي ظل استمرار معاناة اليمنيين على يد محمد بن سلمان، يجب ألا يوافق أي رئيس بلدية على المشاركة في هذه القمة.