كشفت صحيفة The Guardian البريطانية، في تقرير نشرته الأحد 20 سبتمبر/أيلول 2020، عن مناشدات أطلقتها منظمات حقوقية حول العالم، لرؤساء بلديات المدن الكبرى في عدة دول غربية، لمقاطعة المؤتمر المرتقب ضمن أنشطة قمة العشرين التي تستضيفها المملكة العربية السعودية، بالتزامن مع الذكرى الثانية لمقتل الصحفي جمال خاشقجي.
التقرير أشار إلى أن المؤتمر المزمع حضوره من جانب رؤساء المدن الكبرى حول العالم، هو مؤتمر Urban 20 الذي يُعقد في إطار قمة مجموعة العشرين التي تستضيفها السعودية هذا العام. ومن بين رؤساء البلديات المقرر حضورهم، مايكل مولر عمدة برلين، و"صادق خان" عمدة لندن، وبيل دي بلاسيو عمدة نيويورك، وآن هيدالغو عمدة باريس، وفيرجينيا راجي عمدة روما، إضافة إلى عمدتي لوس أنجلوس ومدريد.
رسالة ضد السعودية: المناشدات التي خرجت في رسالة رسمية إلى رؤساء البلديات والتي أرسلها تحالف عالمي من منظمات حقوق الإنسان، قالت إن الحكومة السعودية ما هي إلا نظام ملكي مستبد لا يضم أي شكل من أشكال التمثيل الديمقراطي الفعّال، ولديها تاريخ طويل في إسكات الأصوات الضرورية لإجراء حوار عالمي بنّاء حول التحديات الهائلة التي يواجهها العالم، وقد زاد سجلُّ السعودية وحشيةً منذ أن أصبح محمد بن سلمان ولياً للعهد عام 2017.
كما دعت الرسالة رؤساء البلديات إلى مقاطعة قمة U20 ما لم تتخذ السعودية خطوات فورية وواضحة لوقف انتهاكات حقوق الإنسان، وأطلقت سراح سجناء الرأي، وحاسبت المسؤولين عن مقتل خاشقجي في أكتوبر/تشرين الأول عام 2018، محاسبة صحيحة.
كانت السعودية قد حكمت بالسجن لمدة 20 عاماً على خمسة رجال بعد محاكمة سرية في الرياض. وحضر المحاكمة دبلوماسيون من الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، بشرط عدم الإفصاح عما شاهدوه.
تهديدات تواجه حقوق الإنسان: وقال تحالف منظمات حقوق الإنسان في بيان، إن حقوق الإنسان وأعراف المجتمع المدني مهددة في جميع أنحاء العالم. ووفود مجموعة العشرين ملزمة بضمان عدم استغلال الحكومات المضيفة لاجتماعات مجموعة العشرين؛ لإخفاء ممارساتها القمعية والمدمرة للبيئة.
تعد قمة U20، التي تأسست عام 2017 ومن المقرر أن تستمر على مدى ثلاثة أيام بدءاً من 30 سبتمبر/أيلول، قمة توعية رسمية تُعقد في إطار مجموعة العشرين.
كما سلطت الرسالة الضوء على مجموعة من الأفراد المحتجزين في السعودية مثل الداعية الإسلامي سلمان العودة وعامل الإغاثة عبدالرحمن السدحان. وطالبت بالإفراج عن الناشطات في مجال حقوق المرأة مثل لجين الهذلول.
هذا ويُذكر أن مجلس بلدية باريس منح الجنسية الفخرية إلى لُجين في عام 2019، وهي خطوة رحبت بها عمدة باريس آن هيدالغو. أما دي بلاسيو فوصف الحرب السعودية في اليمن بأنها وحشية وغير أخلاقية. ودعا خان إلى وقف معارض الأسلحة في لندن، لأسباب منها سقوط قتلى في اليمن. ويمكن وصف ستة من رؤساء البلديات السبعة بأن لهم ميولاً يسارية، باستثناء خوسيه لويس مارتينيز ألميدا عمدة مدريد، الذي ينتمي إلى حزب الشعب المحافظ.
من بين المنظمات الحقوقية الموقعة على الرسالة منظمات Action Corps، وFreedom Forward، ومجموعة منّا لحقوق الإنسان ومقرها جنيف، ومنظمة القسط في لندن التي أسسها يحيى عسيري، العضو السابق بالقوات الجوية السعودية.
كذلك، يُشار إلى أن الدول الغربية دأبت على انتقاد حقوق الإنسان في السعودية بمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، لكنها تعارض قطع العلاقات مع الدولة الخليجية الثرية.