فوجئ الشارع السعودي بالإعلان عن عزل قائد القوات المشتركة في اليمن الأمير فهد بن تركي بن عبد العزيز، وإحالته للتحقيق بتهمة الفساد، وذلك في وقتٍ مبكّر من صباح الثلاثاء 1 سبتمبر/أيلول 2020.
وكان فهد بن تركي أحد أهم القيادات العسكرية السعودية، حتى أنه لُقِّبَ بــ "رجل المهام الصعبة"، وكان واحداً من أهم رجالات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.
فمن هو فهد بن تركي بن عبد العزيز؟ وكيف وصل إلى مكانته العسكرية؟ وما سبب انتهاء "شهر العسل" بينه وبين محمد بن سلمان؟
مَن هو فهد بن تركي بن عبد العزيز آل سعود؟
وُلد فهد بن تركي بن عبد العزيز في أغسطس/آب 1959، وهو نجل الأمير تركي بن عبد العزيز نائب وزير الدفاع والطيران الأسبق، كما أنّه الحفيد الـ 21 للملك المؤسس.
حصل قائد القوات المشتركة السابق على درجة الماجستير في إدارة الأعمال الدولية من الجامعة الأمريكية الدولية.
شهادات عسكرية من القوات الأمريكيّة
بدأ "رجل المهام الصعبة" مسيرته العسكرية مبكراً، فالتحق بالسلك العسكري في 14 مايو/أيار 1983، ومنح بعدها بسنة تقريباً شهادة دبلوم من مدرسة المشاة للجيش الأمريكي في قاعدة فورت بينينج بجورجيا في 24 أبريل/نيسان 1984.
بعدها بعدّة أشهر وتحديداً في 13 سبتمبر/أيلول 1984، نال الأمير فهد شهادة دبلوم أخرى من مدرسة المشاة الأمريكية نفسها في جورجيا، ولكن هذه المرة كانت دبلوماً في الدورة التأسيسية لضباط المشاة.
ثم بدأ التدرج في المناصب والقيادات عندما بدأ بمنصب ضابط وحدة متابعة ثم قائد فصيل، ثم مساعد قائد سرية، ومن ثم قائد سرية.
تابع تدرجّه فوصل إلى ضابط عمليات ثم ضابط معلم، تبعها بقائد جناح ثم قائد قوّة، قائد كتيبة، ركن عمليات، مساعد قائد، قائد وحدات، نائب القوات البرية.
وفي 15 فبراير/شباط 2013 أصدر العاهل السعودي الراحل الملك عبد الله بن عبد العزيز أمراً بتعيينه قائداً لوحدات المظليين والقوات الخاصة برتبة لواء ركن، قبل أن يسند إليه الملك سلمان مهمة قيادة قوات التحالف المشترك في اليمن.
وفي 22 يوليو/تموز 2017 صدر مرسوم ملكي بترفيع فهد بن تركي من رتبة لواء ركن إلى فريق ركن، وتعيينه قائداً للقوات البرية في المملكة، وبقي في هذا المنصب حتى فبراير/شباط 2018.
وأطلق عليه لقب "رجل المهام الصعبة" بسبب خبراته القتالية الواسعة والمتنوعة التي درب عليها القوات الخاصة البرية فترة توليه قيادتها.
قرار إقالته وإحالته للتحقيق بسبب فساد بوزارة الدفاع
وفي الساعات الأولى من صباح الثلاثاء 1 سبتمبر/أيلول 2020 أصدر العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبد العزيز مرسوماً ملكياً بإقالة فهد بن تركي بن عبد العزيز من منصبه،كما أعفي ابنه عبد العزيز من منصبه كنائب لأمير منطقة الجوف، وإحالتهما للتحقيق في واقعة فساد بوزارة الدفاع.
وحسب وكالة الأنباء السعودية (واس)، فإن الأمر الملكي صدر بناء على ما تمّ رصده من تعاملات ماليّة مشبوهة في وزارة الدفاع وأيضاً وجود فساد مالي في الوزارة وارتباط ذلك بهما وبعدد من الموظفين المدنيين.
وبموجب الأمر الملكي ستتولّى هيئة الرقابة ومكافحة الفساد استكمال إجراءات التحقيق مع كلّ مَن له علاقة بذلك من العسكريين والمدنيين، واتّخاذ الإجراءات النظامية اللازمة بحقّهم.
إضافة لتكليف الفريق الركن مطلق بن مسلم بن مطلق الأزيمع نائب رئيس هيئة الأركان العامة للقيام بمهام قائد القوات المشتركة للتحالف العسكري بدلاً من فهد بن تركي.
مغرّد سعودي شهير يكشف السبب
من جهته، كشف المغرِّد السعودي الشهير "مجتهد" بعض الأسباب الخفيّة التي كانت وراء إقالة فهد بن تركي، ومنها مخاوف بن سلمان من انقلاب عسكري وشيك.
وقال مجتهد في تغريدة له على تويتر: "اعتقال فهد بن تركي (قائد القوات المشتركة) بعد أن فسر بن سلمان بعض تصرفاته بأنها مقدمة لانقلاب عليه من خلال القوات التي تخضع له، ويؤيد ذلك اعتقال ابنه نائب أمير الجوف معه ومجموعة من كبار الضباط لن تكون هذه الأخيرة، ومن المتوقع اعتقالات جديدة في صفوف آل سعود والعسكريين".
ويعتبر "مجتهد" وهو حساب وهمي من أشهر الحسابات على تويتر التي تنشر أخباراً وتسريبات تخص العائلة المالكة في السعودية ويشاهده على تويتر أكثر من مليوني شخص.
موقع روسي يتحدث عن سياسة بن سلمان قبيل إقالة فهد بيومين
قبل إقالة فهد بن تركي بيومين، نشر موقع Ru News الروسي تقريراً يتحدث عن أنّ سياسة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان تسببت بنشوء معارضة قوية مع أبناء عمومته وأقربائه، وأنّ بن سلمان بات يشعر بالخطر بخصوص ذلك.
وأضاف التقرير أنَّ غالبية أبناء عمومته لا يزالون غير معترفين بشرعيته في الحصول على كرسي ولي العهد، وأنّ انسحاب ولي العهد السابق محمد بن نايف في 2017 من موقعه عزز هذه المعارضة.
ولذلك فإن ولي العهد بن سلمان بات يفهم جيداً أنّ هناك الكثير من المعارضين لسياسته، وهو الأمر الذي يدفعه للتخلص مِن كل مَن يشكلون خطراً عليه حتى ولو كانوا من أقوى الرجال في المملكة.
يذكر أنّ السلطات السعودية قد أصدرت عام 2017 بأمر من محمد بن سلمان نفسه قراراً بإيقاف عشرات الأمراء ورجال الأعمال والسياسيين السعوديين بشبهة تورطهم بفساد مالي.
فاحتجزتهم مدّة تجاوزت 3 أشهر في فندق الريتز كارلتون في العاصمة الرياض، قبل أن تطلق سراحهم بعد التوصل معهم لتسويات ماليّة.