“يسمح لتل أبيب بالسيطرة الكاملة على المسجد الأقصى”.. محامٍ إسرائيلي يكشف عن بند خطير في اتفاق التطبيع

كشف المحامي الإسرائيلي دانيال سايدمان الذي يدير منظمة تهتم بالدفاع عن الفلسطينيين الذين تأثروا من بناء الجدار العازل وتوسيع المستوطنات، إن اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأبوظبي يضم بعض البنود التي تهدد استمرارية وصاية الأردن على المسجد الأقصى ويتيح لإسرائيل بسط سيادتها الكاملة على الحرم الشريف.

عربي بوست
تم النشر: 2020/08/30 الساعة 15:28 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/08/30 الساعة 19:17 بتوقيت غرينتش
التطبيع الإماراتي الإسرائيلي /عربي بوست

كشف المحامي الإسرائيلي دانيال سايدمان الذي يدير منظمة تهتم بالدفاع عن الفلسطينيين الذين تأثروا من بناء الجدار العازل وتوسيع المستوطنات، إن اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأبوظبي يضم بعض البنود التي تهدد استمرارية وصاية الأردن على المسجد الأقصى ويتيح لإسرائيل بسط سيادتها الكاملة على الحرم الشريف.

المحامي الذي نشر دراسة لتفصيلات الاتفاق المبرم في بدايات شهر أغسطس/آب 2020، قال إن الاتفاق الذي تم تحت رعاية ترامب يحتوي على بند يسمح لإسرائيل بفرض سيطرتها على الحرم الأقصى والسماح لليهود بالصلاة فيه حيث تضمن الاتفاق نصاً مضمونه " المسلمين يمكنهم زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه، ويجب أن تظل الأماكن المقدسة الأخرى في القدس مفتوحة للمصلين من جميع الأديان".

 اتفاق يخالف خطة القرن: المحامي أشار إلى أن هذه النص يخالف النص الذي جاء في خطة القرن التي طرحها دونالد ترامب والتي على إثرها نقل سفارة أمريكا إلى القدس المحتلة، مشيراً إلى أن بنود خطة ترامب كانت تتحدث عن أن اليهود يجب أن يمارسوا صلواتهم في جبل الهيكل على حد قوله، وأن يستمر وضع المسلمين في المسجد الأقصى كما هو.

كذلك قال المحامي الإسرائيلي إن الاتفاق الذي أبرم بين إسرائيل والإمارات لم يذكر البتة أي إشارة لدور الأردن في الوصاية على المسجد الأقصى أو ما يعرف بالوصاية الأردنية على المقدسات الإسلامية في القدس.

يذكر أنه في 13 أغسطس/آب 2020، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، توصل الإمارات وإسرائيل إلى اتفاق لتطبيع العلاقات واصفاً إياه بـ"التاريخي".

فيما يأتي إعلان اتفاق التطبيع بين تل أبيب وأبو ظبي، تتويجاً لسلسلة طويلة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بين البلدين.

رفض فلسطيني للاتفاق: وقد قوبل الاتفاق بتنديد فلسطيني واسع من الفصائل، فيما عدته القيادة الفلسطينية، عبر بيان، "خيانة من الإمارات للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية".

حيث  قال فلسطينيون في القدس، إن اتفاق التطبيع بين الإمارات وإسرائيل، يعد "انقلاباً" على المواثيق العربية والإسلامية الداعمة للقضية الفلسطينية.

جاء ذلك في وقفات احتجاجية نظمتها محافظة القدس وفعالياتها الرسمية والوطنية والشعبية، بمشاركة عشرات الفلسطينيين وشارك في الاحتجاج رجال دين مسلمون ومسيحيون وممثلون عن الفعاليات والمؤسسات والهيئات والبلديات والمجالس المحلية ووجهاء وعشائر القدس الشريف، بحسب بيان اطلعت عليه الأناضول.

حيث أعرب المشاركون في التظاهرة، عن رفضهم "المطلق" للاتفاق الإماراتي الإسرائيلي، مؤكدين التفافهم حول موقف القيادة الفلسطينية.

موقف حركة فتح: من جانبها دعت حركة "فتح" الفلسطينية، حكّام دولة الإمارات إلى إبطال اتفاقية التطبيع المعلنة مؤخراً مع إسرائيل.

جاء ذلك في بيان للمتحدث باسم الحركة، أسامة القواسمي، اطلعت عليه الأناضول. وقال القواسمي: "على الإمارات التراجع عن الاتفاق، واستعادة دورها الإسلامي والعروبي بدعم الشعب الفلسطيني".

مضيفاً: "وجعنا الذي يزداد باتفاق دولة شقيقة مع عدونا الغاصب (إسرائيل)، لا علاج له سوى بإبطاله". ودعا حكام الإمارات إلى العودة لـ"حكمة ووطنية" الشيخ المؤسس زايد آل نهيان (1918-2004).

رد فعل حماس: قال الرئيس السابق للمكتب السياسي لحركة "حماس"، خالد مشعل، إن سياسة إسرائيل بالتطبيع مع الدول العربية، "جزء من استراتيجية تل أبيب، وليست خطوة عابرة".

جاء ذلك خلال ندوة إلكترونية، بعنوان "العالم الإسلامي وآفاق المستقبل"، نظّمها مركز حريات للدراسات السياسية (مقره إسطنبول)، عبر تطبيق "زووم".

أضاف مشعل: "الأمة العربية تواجه تحدييْن في الوقت الحالي، يتمثل الأول في القوى الاستعمارية المتمثّلة في الولايات المتحدة، بينما الثاني هو التحدي الصهيوني الذي لديه جذوره واستراتيجيته".

كما أوضح أن "وجود الكيان الصهيوني في قلب الأمة يهدد وحدتها وكيانها"، محذراً الدول العربية من خطورة اتباع سياسة التطبيع مع إسرائيل.

كذلك دعا مشعل إلى ضرورة "وجود تقدير موقف عربي واقعي لما تسعى إليه إسرائيل من خلال سياسة التطبيع". وأضاف: "لن تكون (إسرائيل) عوناً لأحد، وأي خطأ في تقدير الموقف يقود إلى نتائج كارثية".

مؤكداً على ضرورة "وجود تعاون وتنسيق كبيريْن بين مكونات الأمة، وأهمية تجاوز كافة الخلافات العرقية والطائفية، إلى جانب السعي للنهضة والتطوّر التقني والتكنولوجي".

تحميل المزيد