كشف فيصل محمد صالح، وزير الإعلام السوداني، الخميس 27 أغسطس/آب 2020، عن المقابل الذي اشترطته الولايات المتحدة الأمريكية من أجل رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، ويتعلق الأمر بـ"التزام الخرطوم بدفع تعويضات لأسر ضحايا تفجير سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام في عام 1998″.
وكان رئيس الوزراء السوداني، عبدالله حمدوك، الثلاثاء 25 أغسطس/آب 2020، قد بحث مع وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب.
في وقت سابق، قال حمدوك عبر صفحته على فيسبوك: "التقيت بومبيو وأجرينا محادثات مباشرة وشفافة، ناقشنا فيها حذف اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، والعلاقات الثنائية، ودعم الحكومة الأمريكية للحكومة المدنية".
إدارة الرئيس دونالد ترامب رفعت في 6 أكتوبر/تشرين الأول 2017، عقوبات اقتصادية وحظراً تجارياً كان مفروضاً على السودان منذ 1997.
لكن واشنطن لم ترفع اسم السودان من قائمة "الدول الراعية للإرهاب" المدرج عليها منذ عام 1993، إثر استضافة الأخيرة الزعيم السابق لتنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
تفاصيل الاتفاق: ففي تصريح له لشبكة "سي إن إن" الأمريكية، قال الوزير السوداني إن بلاده قد توصلت إلى "اتفاق تسوية مع أسر ضحايا السفارتين الأمريكيتين، على أن يتم دفع مبلغ 330 مليون دولار لأسر الضحايا الأمريكيين".
في المناسبة نفسها قال صالح إن هذا الاتفاق ينص على "ضرورة صدور تشريع من الكونغرس الأمريكي يمنع فتح مثل هذه القضايا ضد السودان مستقبلاً في المحاكم الأمريكية"، مؤكداً أن وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو، الذي كان يزور الخرطوم قبل أيام، أكد للسلطات السودانية، أن "إزالة السودان من قائمة الإرهاب ستتم مباشرة عقب دفع مبلغ التسوية".
كما تابع: "بومبيو في زيارته الأخيرة للخرطوم لم يتطرق إلى موضوع تعويض أسر ضحايا السفارتين؛ لوجود اتفاق مسبق مع أسر الضحايا وهو الآن في انتظار أن تدفع الحكومة السودانية مبلغ التعويض".
وفق شبكة CNN، فإن التسوية الأمريكية المقترحة "تعتبر جزءاً من مطالبات لأسر ضحايا تفجيرات سفارتي الولايات المتحدة في نيروبي ودار السلام في عام 1998، فضلاً عن حادث البارجة الأمريكية (يو إس كول) قرب شواطئ اليمن في عام 2000، والتي تتهم الولايات المتحدة نظام الرئيس السوداني السابق عمر البشير بالضلوع فيها".
مطلب مُلح: في أول رحلة رسمية مباشرة بين تل أبيب والخرطوم، وصل بومبيو إلى العاصمة السودانية، الثلاثاء 25 أغسطس/آب 2020، ضمن جولة في الشرق الأوسط تضم إسرائيل، والسودان، والبحرين والإمارات.
وعقب لقائه بومبيو، قال حمدوك: "ناقشت بشكل مباشر وشفاف، حذف اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب والعلاقات الثنائية، ودعم الحكومة الانتقالية".
وبدأت بالسودان، في 21 أغسطس/آب 2019، مرحلة انتقالية تستمر 39 شهراً تنتهي بإجراء انتخابات، ويتقاسم خلالها السلطة كل من الجيش وائتلاف قوى إعلان الحرية والتغيير، قائد الاحتجاجات الشعبية، التي أجبرت قيادة الجيش، في 11 أبريل/نيسان 2019، على عزل عمر البشير من الرئاسة (1989: 2019).
بدوره، قال مجلس السيادة، في بيان، إن البرهان طلب خلال مباحثاته مع بومبيو رفع اسم السودان من قائمة العقوبات والدول الراعية للإرهاب، في ظل التحول الديمقراطي والانفتاح على الخارج، الذي يشهده السودان، وفقاً للبيان.
ورفعت إدارة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في 6 أكتوبر/تشرين الأول 2017، عقوبات اقتصادية وحظراً تجارياً كان مفروضاً على السودان منذ 1997.
لكنها لم ترفع اسم السودان من قائمة "الدول الراعية للإرهاب"، المدرج عليها منذ عام 1993، إثر استضافته الزعيم الراحل لتنظيم القاعدة، أسامة بن لادن.