مفتي القدس يستقيل من منتدى “السلم الإماراتي” ويقول: التطبيع خذلان للمقدسات الدينية وطعنة بالظهر

عربي بوست
  • ترجمة
تم النشر: 2020/08/27 الساعة 13:11 بتوقيت غرينتش
تم التحديث: 2020/08/27 الساعة 14:32 بتوقيت غرينتش
مفتي القدس الشيخ محمد حسين/الأناضول

قدم المفتي العام للقدس، الشيخ محمد حسين، استقالته من منتدى لـ"تعزيز السلم"، ومقره الإمارات، الأربعاء 26 أغسطس/آب، لتكون ثاني استقالة في الأيام الأخيرة، وذلك رداً على التأييد الكبير الذي أبدته المنظمة لإعلان التطبيع بين الدولة الخليجية وإسرائيل.

الشيخ محمد حسين أعلن استقالته من عضوية منتدى تعزيز السلم للمجتمعات المسلمة بشكل رسمي في مؤتمر صحفي عام، وذلك حسبما أفادت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية.

وأشار الشيخ حسين في المؤتمر إلى أن "هذا التطبيع هو طعنة في ظهر الشعب الفلسطيني والشعوب العربية والإسلامية، وخذلان للمقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس".

تأتي هذه الاستقالة تعقيباً على بيان لمنتدى تعزيز السلم للمجتمعات المسلمة، حُذف لاحقاً، زَعَمَ أن التطبيع "حال دون بسط إسرائيل هيمنتها على الأراضي الفلسطينية"، وكان وسيلة لـ"تعزيز السلام والاستقرار حول العالم".

ورغم أن المسؤولين الإماراتيين أشادوا بالتطبيع، ووصفوه بأنه وسيلة ناجحة لتجنب خطوة ضم الأراضي الفلسطينية وإنقاذ حل الدولتين، أكد رئيس الوزراء الإسرائيلي في أكثر من مناسبة على أنه "ملتزم بضم أجزاء من الضفة الغربية".

وقد أصدر الشيخ حسين تصريحات سابقة تدين الاتفاق، كما قال في بيان الأسبوع الماضي، إنه يحرم على المسلمين من الإمارات زيارة المسجد الأقصى والصلاة فيه.

استقالة سابقة: الأحد 23 أغسطس/آب، أعلنت الناشطة الأمريكية المسلمة البارزة عائشة العدوية كذلك استقالتها من منتدى تعزيز السلم، على خلفية البيان الذي يدعم التطبيع مع إسرائيل.

قالت عائشة إن موضوع التطبيع لم يُطرح قطّ على طاولة اجتماعٍ لأعضاء مجلس المنتدى عُقد مؤخراً، وإنه "لم يكن هناك أي اتفاق على أي نوع من الدعم الموجه إلى اتفاق الإمارات مع إسرائيل".

كما كتبت في منشور لها على فيسبوك: "نتيجة لانتهاك الثقة هذا، واتساقاً مع مبادئي أُعلن استقالتي".

وكان أعضاء آخرون في المنتدى، من بينهم المستشار بالديوان الأميري الكويتي عبدالله المعتوق، قد نأوا بأنفسهم بعيداً عن بيان المنتدى. 

منتدى لخدمة أجندات سياسية: وبحسب موقع Middle East Eye البريطاني فإن المنتدى يقدم نفسه على أنه "قنطرة" للحوار بين الأديان والثقافات في العالم"، ويحظى بتمويل من الإمارات، ويجمع ثلة من الدعاة والمثقفين والمفكرين من جنسيات مختلفة. 

أسامة العزامي، محاضر بالدراسات الإسلامية المعاصرة بجامعة أوكسفورد، قال للموقع إن هذا "البيان الغريب" يتسق مع تاريخ المنتدى في شرعنة كل قرارات الحكومة الإماراتية. 

ووصف العزامي البيان بأنه "يتسق مع استراتيجية الإمارات بجلب العلماء والباحثين، وجعلهم يوافقون علناً على مواقف الدولة".

يذكر أنه في السابع من يونيو/حزيران 2017، بعد أقل من 48 ساعة من إعلان السعودية والإمارات الحصار على جارتهما الخليجية قطر، أصدر المنتدى بياناً شديد اللهجة يتهم الدوحة بـ"دعم الجماعات الإرهابية وإثارة القلاقل في البلدان الآمنة وإذكاء النزاعات الطائفية".

ولاء قصي، التي تركز رسالة الدكتوراه الخاصة بها على التقليدية الإسلامية الجديدة في الغرب، قالت للموقع أيضاً إن المنتدى استخدم المبادرات بين الأديان كحصان طروادة، لتكوين تحالف استراتيجي بين المنظمات الإماراتية والإسرائيلية.

وتقول قصي: "في الواقع، إن نظرت عن قرب إلى منتدى السلام، ستجد حضوراً منتظماً من المنظمات الإسرائيلية والصهيونية في منتدى السلم تحت ستار التسامح، لكن يمكنك أن ترى بوضوح ما بين السطور، أن الأمر متعلق بالترويج لرؤى سياسية معينة". 

– هذا الموضوع مترجم عن موقع Middle East Eye البريطاني.

تحميل المزيد