قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس، الثلاثاء 25 أغسطس/آب 2020، إن "السلام" في المنطقة، لن يتحقق من خلال "القفز على الفلسطينيين نحو تطبيع العلاقات مع دول عربية"، في إشارة للاتفاق بين إسرائيل والإمارات.
عباس أضاف خلال لقاء وزير الخارجية البريطاني، دومينيك راب، في مقر الرئاسة الفلسطينية برام الله: "لا سلام ولا استقرار في المنطقة، دون حصول الشعب الفلسطيني على استقلاله".
كما أشار الرئيس الفلسطيني في حديثه إلى الاتفاق الذي توصلت إليه الإمارات وإسرائيل، في 13 أغسطس/آب الجاري، لتطبيع العلاقات بينهما.
تابع عباس قائلاً: "لا تزال إسرائيل تمارس أنشطتها الاستيطانية، ولم تتخلَّ عن مخطط الضم (في الضفة الغربية)، وهي الممارسات التي تدمر أي عملية سلام".
بدوره أكد "راب" التزام بلاده بمبدأ "حل الدولتين"، ومعارضة خطة الضم الإسرائيلية، قائلاً: "نريد أن نشاهد تحسناً على حياة الشعب الفلسطيني، ويمكن أن يأتي ذلك من خلال السلام المبني على عملية تفاوضية بين إسرائيل والفلسطينيين".
ووصل "راب" رام الله، قادماً من مدينة القدس، عقب لقاء عدد من المسؤولين الإسرائيليين، في زيارة تستغرق عدة ساعات.
اتفاق التطبيع: وفي وقت سابق أعلنت إسرائيل والإمارات، في بيان مشترك، توصُّلهما إلى اتفاق وصفتاه بـ"التاريخي"؛ سيؤدي إلى تطبيع كامل للعلاقات الدبلوماسية بين البلدين في اتفاق لعب الرئيس الأمريكي دونالد ترامب دور الوساطة فيه.
الإعلان الرسمي عن التطبيع الإماراتي الإسرائيلي جاء بعد عدد من اللقاءات العلنية بين مسؤولين من أبوظبي وتل أبيب، وعقد "اتفاقيات لتعزيز التعاون بين البلدين في عدد من المجالات".
كما كشف مسؤولون بالبيت الأبيض أن إتمام "اتفاق السلام" بين الإمارات وإسرائيل جاء عقب اتصال هاتفي، الخميس، بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وبنيامين نتنياهو وولي عهد الإمارات الشيخ محمد بن زايد.
من جانبه، قال ترامب في تغريدة على تويتر، إن "اتفاق السلام بين إسرائيل والإمارات انفراجة كبيرة".
أما ولي عهد الإمارات، فقد كتب تغريدة على حسابه بـ"تويتر" قائلاً: "في اتصالي الهاتفي اليوم مع الرئيس الأمريكي ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، تم الاتفاق على إيقاف ضم إسرائيل للأراضي الفلسطينية. كما اتفقت الإمارات وإسرائيل على وضع خارطة طريق نحو تدشين التعاون المشترك وصولاً إلى علاقات ثنائية".
رفض فلسطيني: وتعليقاً على اتفاق التطبيع قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن التطبيع الإسرائيلي الإماراتي هو "خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية"، معرباً عن رفضه لهذا الاتفاق.
كما قررت السلطة الفلسطينية استدعاء سفيرها بشكل فوري من الإمارات.
نبيل أبوردينة المستشار البارز لعباس وهو يقرأ من البيان من مقر التلفزيون الرسمي في رام الله بالضفة الغربية المحتلة قال: "تعلن القيادة الفلسطينية رفضها واستنكارها الشديدين للإعلان الثلاثي الأمريكي، الإسرائيلي، الإماراتي، المفاجئ، مقابل ادعاء تعليق مؤقت لمخطط ضم الأراضي الفلسطينية وبسط السيادة الإسرائيلية عليها"، مضيفاً أن الاتفاق "خيانة للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية". وتابع قائلاً "تعتبر القيادة الفلسطينية هذه الخطوة نسفاً للمبادرة العربية للسلام وقرارات القمم العربية، والإسلامية، والشرعية الدولية، وعدواناً على الشعب الفلسطيني، وتفريطاً بالحقوق الفلسطينية والمقدسات، وعلى رأسها القدس والدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من (يونيو) حزيران للعام 1967".