أعدمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، مساء الإثنين 17 أغسطس/آب 2020، شاباً فلسطينياً أمام باب حطة خارج المسجد الأقصى المبارك، بزعم محاولته طعن شرطي إسرائيلي، وذلك بعد ساعات قليلة من لقاء صحفي هو الأول لرئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، مع قناة "سكاي نيوز عربية" بعد اتفاق التطبيع مع أبوظبي، دعا خلاله الإماراتيين إلى زيارة المسجد الأقصى.
وكالة الأنباء الفلسطينية الرسمية "وفا" نقلت عن شهود عيان، أن قوات الاحتلال أطلقت النار على شاب أمام باب حطة، ثم أتبعت ذلك بإغلاق بوابات المسجد الأقصى ومداخل البلدة القديمة.
فيما قالت جمعية الهلال الأحمر، إن قوات الاحتلال منعت طواقمها من الدخول لمحيط باب حطة عقب إطلاق النار على الشاب، ولم تسمح لها بالتدخل لإسعافه.
فيديو متداول على مواقع التواصل الاجتماعي يُظهر الشاب المصاب وقد تُرك ينزف بعدما أطلقت النار عليه، ويحيط به عدد من عناصر الشرطة الإسرائيلية الذين كبَّلوا يديه رغم إصابته واستشهاده.
القناة العبرية 13 قالت من جانبها، إن قوات الاحتلال قامت بإطلاق النار على منفذ عملية طعن بالقدس، تسبب في إصابة شرطي حرس حدود بجروح طفيفة.
رواية حية: الناشطة المقدسية والمرابطة هنادي الحلواني نشرت عبر صفحتها على فيسبوك شهادة الشاب عماد الزرو الذي كان في موقع الحدث لحظة حدوثه، قائلاً: "خلعت قميصي، حاولت البحث عن جُرح لإيقاف النزيف، لكنني لم أستطع فعل شيء، والإصابة كانت في القلب مباشرة، وحاولت أخذ قياس النبض من اليد لكنها كانت مفتوحة، والجسد هامد تماماً، علِمت حينها أنه استُشهد في المكان".
أضاف الزرو، وهو طبيب كما أفاد لوسائل إعلام محلية: "دمه كان على يدي ولم أستطع إنقاذه، هاجمني الجنود في المرتين الأولى والثانية وأبعدوني عنه، وبقي على الأرض ينزف".
القدس ترفض التطبيع: استشهاد الشاب أثار بعض الردود على مواقع التواصل الاجتماعي، ليس فقط للطريقة البشعة التي تعاملت بها قوات الاحتلال مع الشهيد، بل لتزامنها أيضاً مع اتفاق التطبيع الإماراتي الإسرائيلي وما تبعه من دعوات إسرائيلية للإماراتيين إلى زيارة القدس والمسجد الأقصى، كان آخرها خلال لقاء لنتنياهو هو الأول، مع قناة "سكاي نيوز عربية"، قبل ساعات قليلة فقط من استشهاد الشاب على أبواب المسجد الأقصى.
وتحت وسم "القدس ترفض التطبيع"، تداول ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي صور الشاب الشهيد، مقيداً ينزف دماً، مع عبارات تطالب بإدانة التطبيع ورفضه وإيقافه.
تنديد فلسطيني: من جانبها، دعت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان، المجتمع الدولي إلى وقف سياسة الكيل بمكيالين في التعامل مع قضايا الشعوب، والازدواجية في تطبيق القانون الدولي والشرعية الدولية وقراراتها.
وأدانت "بأشد العبارات جرائم الإعدامات الميدانية… وعمليات إطلاق النار المتواصلة بهدف القتل ضد المواطنين الفلسطينيين".
كما حمَّلت الحكومةَ الإسرائيلية "المسؤولية الكاملة والمباشرة عن استباحة حياة الفلسطينيين وسرقتها".
اتفاق التطبيع: الخميس، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، عن توصل الإمارات وإسرائيل لاتفاق لتطبيع العلاقات بينهما.
يأتي الاتفاق بين أبوظبي وتل أبيب تتويجاً معلناً لسلسلة ممتدة من التعاون والتنسيق والتواصل وتبادل الزيارات بين البلدين على مدى سنوات.
الاتفاق قوبل بتنديد فلسطيني واسع من القيادة وفصائل بارزة، مثل "حماس" و"فتح" و"الجهاد الإسلامي"، فيما عدَّته القيادة الفلسطينية، عبر بيان، "خيانة من الإمارات للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية".