أُثير الشك حول صحة لوحة سالفاتور مُندي، وهي أغلى لوحة في العالم، يُعتقد أن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان اشتراها، وأنها موجودةٌ الآن في أحد يخوته، وذلك بعدما قال مؤرخ فرنسي إن الأيدي الظاهرة في اللوحة "طفولية للغاية"، معتقداً أنه لا يمكن أن يكون ليوناردو دافنشي هو من رسمها.
ثمن باهظ للوحة: وبيعت لوحة سالفاتور مُندي مقابل 450 مليون دولار عام 2017، لكن الخبير الفني جاك فرانك يعتقد أنها "ورشة لليوناردو" نفذها اثنان من مساعديه، وفقاً لما ذكرته صحيفة The Daily Mail البريطانية، الأحد 9 أغسطس/آب 2020.
أضاف المؤرخ الفرنسي أن "إصبعي اليد اليمنى للمسيح" المرفوعتين في شكل الصليب، تفتقران إلى الدقة التشريحية المعتادة التي تميز بها دافنشي، وقال إنه "حين تكون إصبعا السبابة والوسطى مرفوعتين بشكل كامل، فلا يمكن ثني الأصابع الأخرى داخل راحة اليد على هذه المساحة الكبيرة كما لوحظ في يد سالفاتور مُندي المباركة. ومن ثم فهي حركة غير ممكنة".
في مقال لمجلة ArtWatch UK، يزعم فرانك أيضاً أن جزءاً كبيراً من الأظافر ظاهر على اليد- وهو شيء كان لدافنشي أن يعرفه- ويقول إنه من المستعبد أن يرسم دافنشي هذا "الأنف الطويل والنحيف بشكل غريب، وضفائر الشعر الميكانيكية، والكرة المسطحة والرقبة المظللة بشكل زائد".
لذا يعتقد فرانك أن فنانَين يدعيان سالاي وبالترافيو، كانا يعملان مع دافنشي، هما الرسامان الحقيقيان للوحة التي وُصفت بـ"النسخة الذكورية من الموناليزا".
من جانبهم، يصر القائمون على المزاد وغيرهم من الخبراء على أن اللوحة عمل أصلي من أعمال دافنشي، لكن مايكل دالي، مدير ArtWatch UK، قال: "لم نعرف أحداً دقيقاً مثل ليوناردو من الناحية التشريحية. ومشكلات اليد، التي لا يمكن أن يكون ليوناردو هو من رسمها، ليست سوى أحد الأشياء الكثيرة التي لم يُتطرَّق إليها في هذه اللوحة".
أضاف: "حين تكتشف شيئاً واحداً خاطئاً في إحدى اللوحات، فغالباً ما يتوالى اكتشاف كل الأخطاء الأخرى فيها".
لوحة "المُخلِّص" والأمير محمد: كانت اللوحة قد بيعت في دار كريستيز بنيويورك، لوليِّ العهد السعودي محمد بن سلمان، الذي تردَّد أنه يعرضها في يخته الفاخر.
وكالة Bloomberg الأمريكية كانت قد أكدت في وقت سابق، أن لوحة "المُخلِّص" التي رسمها دافنشي، بيعت بمبلغ خيالي، وذكرت أنها موجودة على يخت مملوك لولي العهد السعودي.
وذكرت الوكالة، في 10 يونيو/حزيران 2019، أنَّ تأكيد وجود اللوحة في يخت الأمير السعودي ذكره موقع "آرت.نيت" المتخصص، إلى جانب تأكيدات من مسؤولين كانوا ضالعين في صفقة الشراء التي تمت قبل نحو عامين.
كذلك كانت صحيفة New York Times كشفت أن أميراً سعودياً اقتنى اللوحة الشهيرة لحساب محمد بن سلمان بقيمة 450 مليون دولار، وفي أواخر عام 2017 كانت اللوحة معروضة في دار "كريستي" للمزادات بنيويورك.
بحسب بيانات توصلت إليها الوكالة أيضاً بعد مراقبة حركة الملاحة، فإن يخت ولي العهد السعودي والمسمى "سيرين"، موجود منذ 26 مايو/أيار 2019، في البحر الأحمر قبالة شرم الشيخ المصرية.
وقال نقاد إن أعالي البحار قد لا تكون المكانَ الأفضل للرسومات العالية القيمة، والمعرَّضة للتلف، في حين ذكر موقع "آرت.نيت" أن اللوحة ستظل على متن يخت ولي العهد إلى أن يتم تأسيس مركز ثقافي، مخطط له في منطقة "العلا" بالسعودية.
تساؤولات حول مصير اللوحة: وأصبحت لوحة دافنشي أغلى عمل يُباع في مزاد علني؛ وفقاً لصحيفة New York Times، وأثار مصير اللوحة تساؤلات كثيرة بعد شرائها قبل عامين، وازداد الغموض بعدما أعلنت دائرة الثقافة والسياحة بأبوظبي بعد نحو شهر من المزاد، أنها حصلت بطريقة ما على لوحة "سالفاتور مندي"؛ لعرضها في متحف اللوفر المحلي، لكن أُلغيت الفعالية التي كان قد أعلِنَ عن موعدها للكشف عن اللوحة في سبتمبر/أيلول 2018، دون إبداء أسباب.
بحسب الصحيفة الأمريكية أيضاً كان المشتري المجهول في مزاد نيويورك، هو الأمير بدر بن محمد بن فرحان آل سعود، وهو عضو غير مشهور في فرع بعيد من العائلة الملكية السعودية، ولا يُعرف له أي مصدر ثروة كبيرة وليس له تاريخ كجامع للأعمال الفنية.
أضافت أن هذا الأمير كان صديقاً مقرباً وسريّاً لولي العهد الأمير محمد، وبعد شهور قليلة من المزاد، أعلنت الرياض أن الأمير بدر وزير الثقافة الأول على الإطلاق في المملكة.
سعى بيت مزادات كريستي في بداية الأمر إلى حماية هوية الأمير بدر في أثناء تقديم العطاءات، لدرجة أنه أنشأ رقم حساب خاص له لم يكن يعرفه إلا عدد قليل من العاملين في المكان.
إلا أن العقود والمراسلات التي حصلت عليها صحيفة New York Times الأمريكية أظهرت أن المشتري غير المعروف هو نفسه الأمير بدر، كما قال مسؤولون أمريكيون مطَّلعون على هذا الترتيب لاحقاً، إن الأمير بدر كان في الواقع بمثابة بديل عن المشتري الحقيقي للوحة، وهو ولي العهد الأمير محمد نفسه.