طرح رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) "مقاربة"، لإنهاء الانقسام الفلسطيني، تتضمن تشكيل حكومة "فصائلية" تجهز لإجراء انتخابات شاملة، وعقد لقاء لقادة الفصائل كافة، بهدف الاتفاق على "برنامج سياسي، وكيفية ممارسة المقاومة والنضال الفلسطيني".
وقال إسماعيل هنية، خلال لقاء عقده مع صحفيين في قطاع غزة، حضرته وكالة الأناضول، إنه طرح هذه "المقاربة" على المسؤولين في مصر، خلال زيارته الأخيرة لها.
وذكر هنية أن هذه "المقاربة" تستند إلى التمسك بالحقوق والثوابت الفلسطينية، وعدم التفريط فيها، وعدم الاعتراف بالخطة الأمريكية للتسوية، المعروفة باسم "صفقة القرن".
وأضاف أن "المقاربة" تشتمل على أن آليات تحقيق المصالحة تتمثل في "تطبيق الاتفاقيات الموقعة بين حركتي فتح وحماس، وتشكيل حكومة وحدة وطنية من الفصائل بحيث تكون قوية ولها شبكة أمان قوية".
وتابع هنية:" نريد حكومة من الفصائل، لا أقول حكومة تكنوقراط ولا حكومة أكاديمية ولا حكومة توافق، بل حكومة سياسية ووحدة وطنية، بها الفصائل، لكي تقود المرحلة".
مهمة الحكومة
وذكر أن مهمة هذه الحكومة، التحضير لانتخابات شاملة، تبدأ "بإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في المرحلة الأولى، ويتم التوافق على موعد إجراء انتخابات المجلس الوطني بالداخل، وحيث ما أمكن في الخارج".
وتختلف حركتي "فتح" و "حماس" في مسألة عقد الانتخابات، حيث تطالب حركة "فتح" بإجراء انتخابات المجلس التشريعي داخل الضفة الغربية وقطاع غزة، في حين تُصر حركة "حماس" على أن تشمل الانتخابات المجلس الوطني، وهو برلمان منظمة التحرير الفلسطينية، الذي يمثل الفلسطينيين داخل فلسطين وخارجها.
وأكد هنية أن تشكيل الحكومة يجب أن يصاحبه رفع "كل العقوبات" التي فرضتها الرئاسة الفلسطينية على قطاع غزة.
وأضاف: "إجراء انتخابات تشريعية وحدها مرفوض، وإجراء انتخابات في الضفة بلا غزة مرفوض، وإجراء انتخابات بلا القدس مرفوض".
وأوضح رئيس المكتب السياسي لـ "حماس" أن المسار السياسي في "المقاربة" يشتمل على دعوة قادة جميع الفصائل الفلسطينية إلى اجتماع، سيناقش 3 ملفات رئيسة.
وهذه الملفات هي: البرنامج السياسي الذي سيتوافق عليه الفلسطينيون، وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية لتضم الفصائل كافة، والاتفاق على الاستراتيجية النضالية، وكيفية ممارسة المقاومة والنضال الفلسطيني.
ومنذ 2007، يسود انقسام بين حركتي "حماس" و"فتح"، بزعامة الرئيس الفلسطيني محمود عباس، ولم تفلح وساطات واتفاقات في إنهائه.
وشدد هنية على ضرورة إنهاء مشكلة حصار غزة، وأضاف: "هذا ما أكدناه في مصر، هناك جهد مصري وقطري وأممي، ويجب أن ننهي هذا الأمر، واذا استمر هذا الوضع بالحركة البطيئة والتلكُّؤ الصهيوني فأخشى أن نكون أمام حالة مختلفة".
وتابع: "نريد أن نحقق هدف إنهاء الحصار بأقل التكلفة، وتجنيب أهلنا الحرب، لكن إذا كان العدو يريدها، فشعبنا لا يمكن أن يتراجع إلى الوراء، ومقاومتنا قادرة على الابداع وعصيَّة على الكسر".
وطالب هنية بإغلاق "أبواب التطبيع مع إسرائيل، في المنطقة"، مضيفاً: "يجب ألا يتسلل العدو خلف خطوطنا العربية والاسلامية، ويجب أن نغلق أمامه الأبواب".
وبخصوص التفاهمات التي عقدتها "حماس" مع إسرائيل، بوساطة مصرية، قال هنية: "العدو تنصل من هذه الاتفاقيات، التي أصبحت كأنها غير موجودة، ومُعلقة".
وتقود كل من مصر وقطر والأمم المتحدة، منذ أشهر، مشاورات للتوصل إلى تهدئة بين الفصائل الفلسطينية في غزة وإسرائيل، تستند إلى تخفيف الحصار، مقابل وقف احتجاجات ينظمها فلسطينيون في غزة قرب الحدود مع إسرائيل.
العلاقة مع مصر
وتطرق هنية إلى زيارته الأخيرة لمصر، وقال إنها كانت "ناجحة"، وشهدت اختراقات على صعيد العلاقات الثنائية بين الجانبين.
وقال: "العلاقات مع مصر في أفضل حالاتها، وهي مستقرة واستراتيجية، وعميقة، وطوينا الصفحة الماضية التي طرأ عليها ضباب، بفعل التطورات التي حصلت في المنطقة".
وعاد هنية ووفد مرافق له إلى غزة، الأربعاء 27 فبراير/شباط 2019، عقب زيارة للقاهرة، استمرت أكثر من 3 أسابيع.
وذكر أنه بحث مع المسؤولين المصريين بعض الملفات السياسية والأمنية.
وقال: "الزيارة كانت طويلة، وهذا صحيح، وهذا وضع طبيعي، فالقاهرة عاصمة عربية، نمارس فيها عملنا بكل حرية، ومن دون شروط أو أثمان".
وأضاف أنه بحث مع المسؤولين المصريين ملفات سياسية، وأهمها الخطة الأمريكية المعروفة باسم "صفقة القرن"، ومخاطرها على القضية الفلسطينية، بالإضافة إلى قضية الانقسام الفلسطيني الداخلي.
وتابع أن "الكثير من جبل الجليد ذاب، وأكدنا حرصنا على الأمن القومي المصري، فنحن لا نتدخل في الشأن الخارجي لأي دولة أخرى، ولا يوجد لنا وجود أمني إلا داخل فلسطين".
وأردف قائلاً: "نحن بحاجة لكل أمتنا على قاعدة التوازن، فنحن نريد مالاً وسلاحاً ومواقف سياسية داعمة، دون التدخل في شؤون الآخرين، لذلك نفتح علاقات مع المحيط، وهي قائمة على هذا التوازن الدقيق".
وأشاد هنية بإفراج مصر الخميس 28 فبراير/شباط 2019، عن 4 معتقلين فلسطينيين، كانوا معتقلين لديها، مقدماً الشكر إلى رئيس جهاز المخابرات المصرية اللواء عباس كامل، الذي قال إنه بذل جهداً كبيراً مع الرئاسة المصرية للإفراج عنهم.